سهم شركة يابانية يحقق مكاسب 4000% بفضل الاستثمار في بتكوين

سهم شركة يابانية يحقق مكاسب 4000% بفضل الاستثمار في بتكوين

تغذى التداعيات المتتالية لأجندة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المؤيدة للعملات المشفرة، ارتفاع الطلب على بتكوين في اليابان، حيث ساعد تحول شركة مالكة للفنادق إلى تكديس هذه العملة المشفرة، على تحقيق عوائد قياسية للمساهمين.

قفزت أسهم شركة ميتابلانيت" (Metaplanet) بأكثر من 4000% خلال الـ 12 شهراً الماضية، مسجلةً أكبر مكسب بين جميع الأسهم اليابانية في تلك الفترة، وواحدة من أعلى الارتفاعات على مستوى العالم، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".

حققت بتكوين أعلى مستوى قياسي عند 109241 دولاراً في 20 يناير عندما أدى ترمب اليمين الدستورية لولايته الثانية، رغم أنها محت منذ ذلك الحين بعض تلك المكاسب، مع تصاعد حالة عدم الاستقرار العالمي بسبب سياساته التجارية.

محاكاة نموذج "ستراتيجي"
"ميتابلانيت" هي واحدة من عدة شركات حول العالم تسعى لمحاكاة نجاح استراتيجية مايكل سيلور، في شركة "ستراتيجي" (Strategy) التي كانت تُعرف سابقاً باسم "مايكروستراتيجي" (MicroStrategy).  وقد تحولت الشركة، التي يقع مقرها في تايسون كورنر بولاية فرجينيا، إلى وسيط استثماري في بتكوين باستخدام الدين وكيان عملاق في المجال، بعد أن جمعت ما قيمته أكثر من 45 مليار دولار من العملة المشفرة.

قال سيمون غيروفيتش، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتابلانيت"، ومسؤول التداول السابق في قسم المشتقات المالية المرتبطة بالأسهم لدى "غولدمان ساكس"، إنه استلهم الفكرة بعد استماعه إلى "بودكاست" تناول استراتيجية سيلور.

أدار غيروفيتش شركة "ميتابلانيت"، التي كانت تُعرف سابقاً باسم "ريد بلانيت جابان" (Red Planet Japan)، وتعمل في مجال تطوير الفنادق، منذ عام 2013، لكنه تبنّى استراتيجية " بتكوين أولاً" في أوائل عام 2024، بعدما أجبر التباطؤ الناجم عن الوباء الشركة على إغلاق جميع فنادقها باستثناء فندق واحد. منذ ذلك الحين، ارتفع عدد مساهمي "ميتابلانيت" إلى نحو 50 ألف، بنسبة نمو 500% في عام 2024، وفقاً للشركة.

تشمل قائمة المساهمين شركة "كابيتال غروب" (Capital Group)، التي تستثمر أيضاً في "ستراتيجي"، لكن الغالبية العظمى من المستثمرين الأفراد، وكثيرون منهم لديهم خبرة محدودة في الأصول المشفرة التي تتسم بالتقلب.  

انكشاف على مستثمرين أفراد
قالت ريانون إيوارت وايت، محللة الأسهم اليابانية والمديرة الإدارية لشركة "ستورم ريسيرش" (Storm Research)، ومقرها في المملكة المتحدة : "ميتابلانيت لديها انكشاف كبير على قاعدة من المستثمرين الأفراد، الذين يُعرفون بتعاملاتهم غير المستقرة". وأضافت "يتعين عليها (ميتابلانيت) التأكد من أن المساهمين يدركون تماماً استراتيجيتها".

توقعت الشركة، التي سجلت خسائر على مدى ست سنوات متتالية، تحقيق أرباح في نتائج الربع الرابع، المقرر صدورها في وقت لاحق من يوم الإثنين في طوكيو. وقالت إيوارت وايت إن ذلك من المرجح أن يعزز السهم.

قال غيروفيتش، الذي حضر حفل تنصيب ترمب في واشنطن الشهر الماضي، خلال مقابلة مع "بلومبرغ"، إن "الحماس بشأن بيئة تنظيمية أكثر دعماً لبتكوين" في الولايات المتحدة أدى إلى ارتفاع الطلب على العملة في اليابان.

شركات يابانية أخرى تستثمر في بتكوين
ليست هذه الشركة الوحيدة في اليابان التي تحاكي نموذج "مايكروستراتيجي". على سبيل المثال، أعلنت شركة تطوير البرمجيات "ريميكس بوينت" (Remixpoint) في سبتمبر الماضي عن خطة لشراء ما قيمته 1.2 مليار ين (نحو 8 ملايين دولار) من بتكوين ، وارتفع سهمها بأكثر من 300% منذ ذلك الحين.

اشترى جزء كبير من المساهمين الأفراد في "ميتابلانيت" أسهمهم عبر "برنامج حساب التوفير الفردي نيبون" (NISA)، الذي قامت الحكومة اليابانية بإصلاحه في أوائل عام 2024 لتشجيع المواطنين على استثمار مدخراتهم من أجل النمو والتقاعد على المدى الطويل.

اشترى جيتو هاجيا، الطالب الذي يدرس مجال الروبوتات ويبلغ من العمر 18 عاماً من طوكيو، أسهم "ميتابلانيت" كأول استثمار له ضمن البرنامج المعفي من الضرائب.

انتاب الحماس هاجيا تجاه بتكوين بعد سماعه ترمب يروج لسياسات داعمة للعملات المشفرة خلال حملته الانتخابية. وقال: "أعتقد أن بتكوين ستكون أصلاً لا غنى عنه في المستقبل".  زاد حماس هاجيا للاستثمار بفضل وعد "ميتابلانيت" بتقديم منتجات مجانية مرتبطة بعملة بتكوين في اجتماعات المساهمين.

بديل للاستثمار المباشر في بتكوين
تخضع المكاسب الرأسمالية من شراء بتكوين بشكل مباشر لضرائب تصل إلى 55% في اليابان، مما يجعل الاستثمار في أسهم وسيطة مثل "ميتابلانيت" خياراً منخفض التكلفة ومريحاً للمستثمرين الأفراد والمبتدئين أو المشترين لأول مرة.

قال غيروفيتش، الذي ينحدر من أستراليا، إنه يعتقد أن "التراجع المستمر لقيمة الين" يجعل اليابان أيضاً سوقاً واعدة لعملة بتكوين، حيث يسعى العديد من المستثمرين إلى "التحوط ضد تآكل القوة الشرائية للعملة".  

حسب عرض تقديمي للشركة، تملك "ميتابلانيت" 1762 بتكوين (تبلغ قيمتها حالياً نحو 171 مليون دولار) كما في 28 يناير، وتعتزم زيادة حيازتها إلى 10 آلاف وحدة بحلول نهاية عام 2025، وإلى 21 ألفاً بحلول نهاية عام 2026. لتمويل هذه المشتريات، تهدف الشركة إلى إصدار 21 مليون سهم من خلال أدوات تمنح خيارات شراء بأسعار تنفيذ متحركة.

"فندق بتكوين"
كما تخطط الشركة لإعادة تسمية فندقها الوحيد المتبقي"رويال أوك" (Royal Oak)، في منطقة غوتاندا بطوكيو، ليصبح 'فندق بتكوين" في وقت لاحق من هذا العام، وذلك بهدف استضافة ندوات وفعاليات متعلقة بالعملة المشفرة.

قالت إيوارت وايت من "ستورم ريسيرش" إن "ميتابلانيت" تمتلك نشاطاً فندقياً مربحاً، وإن كان صغيراً جداً، يدعم عمليات شرائها لعملة بتكوين. ومع ذلك، أضافت: "إذا انهار سعر بتكوين، فسيكون ذلك صعباً للغاية بالنسبة لها".

الأكثر قراءة