لماذا لا يشعر الخبراء بالقلق من تداعيات تعريفات ترمب الجمركية على الأسهم؟

لماذا لا يشعر الخبراء بالقلق من تداعيات تعريفات ترمب الجمركية على الأسهم؟

شهدت الأسواق المالية حول العالم رحلة مليئة بالتقلبات بعد إعلان الرئيس دونالد ترمب فرض تعريفات جمركية على عدد من الدول قبل أن يتم تأجيل التنفيذ.

لكن، يرى بعض الخبراء في السوق أن حالة عدم اليقين والتقلبات الناجمة عن مخاوف التجارة تشكل فرصة شراء في عام يبدو أنه سيشهد في النهاية انتصار سردية النمو الاقتصادي وتحقيق مزيد من المكاسب للأسهم.

وبحسب "بزنس إنسايدر" ، قال مستثمرون واقتصاديون إنهم يعتقدون أن الأسهم ستتلقى دفعة من رياح داعمة للنمو هذا العام، فضلا عن محفزات مستمرة أخرى، مثل طفرة الذكاء الاصطناعي.

يتوقع كلارك بيلين، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة بيلويذر ويلث، أن تنهي الأسهم العام على نحو إيجابي. ويعتقد أن السوق قد تحقق عائد بين 9% إلى 12% في 2025، وذلك بفضل قوة الاقتصاد الأمريكي إلى حد كبير.

سوق العمل والنمو الاقتصادي مستقران، مع بقاء معدل البطالة قريبا من أدنى مستوى قياسي في الشهر الماضي وتوقع تسارع الناتج المحلي الإجمالي إلى 2.9% في الربع الحالي، وفقا لأحدث قراءة لبنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا.

في الوقت نفسه، ارتفع التضخم لكنه ظل هادئا نسبيا في ديسمبر، حيث ارتفع 2.9% على أساس سنوي. قال كلارك بيلين: "التضخم لا يرتفع بشكل كبير. ليس بالضرورة أن ينخفض ​​كما كان يأمل الناس، لكنني أعتقد أن تحليل الاحتياطي الفيدرالي للأمور والتفاؤل الواعي وتحقيق هبوطه الناعم أمر جيد جدا".

وأضاف "إذا كانت لديك نظرة طويلة الأجل، فإن بعض هذه الانخفاضات التي تحدث هي فرص للشراء".

من جانبه، يتوقع خوسيه توريس، الخبير الاقتصادي الكبير في شركة إنتراكتيف بروكرز، أن تشهد السوق قد تشهد ارتفاعا آخر بنسبة 10% في 2025، وذلك بفضل سياسات ترمب الداعمة للنمو إلى حد كبير. وهذا يجعل كل عملية بيع تثيرها تحركات ترمب السياسية فرصة محتملة أمام المستثمرين للشراء عند الانخفاض.

توريس، أشار إلى خطة الرئيس لخفض الضرائب وتخفيف التنظيم وتعزيز التصنيع المحلي، مضيفا "نعتقد أن الأسهم سترتفع . لا أعتقد أن مخاطر التعريفات الجمركية ستعرقل الزخم المحلي الإيجابي الذي من المرجح أن يحدث هذا العام".

التخفيضات الضريبية التي اقترحها ترمب قد تعزز الأرباح في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة تصل إلى 20% على مدى العامين المقبلين، وفقا لتقديرات جولدمان ساكس. وفي الوقت نفسه، قد تضيف عودة التصنيع المحلي ما يصل إلى 10 تريليونات دولار من القيمة إلى الاقتصاد الأمريكي، نظرا للركود طويل الأمد في القطاع الصناعي، بحسب توقعات مورجان ستانلي العام الماضي.

كما يرى مارك مالك، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة سيبرت فاينانشال، مزيدا من الارتفاع في الأسهم مع طفرة الذكاء الاصطناعي الجارية.

مثلا، أكدت شركات التكنولوجيا الكبرى عزمها على الإنفاق أكثر على الذكاء الاصطناعي هذا العام. قالت ألفابيت إنها تخطط لإنفاق 75 مليار دولار على النفقات الرأسمالية في 2025. وتعهدت ميتا بإنفاق ما يصل إلى 65 مليار دولار على النفقات الرأسمالية، في حين خصصت مايكروسوفت 80 مليار دولار.

يعتقد مالك أن السوق يمكن أن ترتفع مرة أخرى بفضل المكاسب الكبيرة في قطاع التكنولوجيا هذا العام، في استمرار لسلسلة الأداء المتفوق الذي تقوده التكنولوجيا منذ 2023.

وأضاف: "أعتقد من منظور طويل الأجل، أن أمام السوق فرصة. إذا تجاهلنا الصخب الذي شهدناه الأسبوع الماضي، أعتقد أننا سنرى تقدم تلك الشركات ".

كان المستثمرون قلقين من أن التعريفات الجمركية التي فرضها ترمب قد تؤدي إلى تأجيج التضخم وتتسبب في ارتفاع أسعار الفائدة لفترة أطول، وهما عاملان قد يثقلان كاهل السوق بشكل عام. لكن بيلين وتوريس ومالك، تجاهلوا في الغالب مخاوف التضخم، حيث يعتقدون أنه من غير المرجح أن يمضي ترمب قدما في فرض تعريفات جمركية بالشدة نفسها التي أشار إليها في البداية.

الأكثر قراءة