«ديب سيك» تعيد تشكيل سوق العمل الهشة في الصين بموجة صدمات وتسريحات
أطلقت التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي في الصين، التي جسدها ظهور شركة ديب سيك الناشئة، موجة من الصدمات في سوق العمل دفعت الشركات في البلاد إلى التخطيط لتسريح العاملين الذين يؤدون مهاما متكررة يمكن أن يتولاها الذكاء الاصطناعي.
أوردت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، نقلا عن متخصص في سوق العمل، أن الباحثين عن عمل من الشباب يضطرون الآن إلى إعادة التفكير في خياراتهم وسط مشهد سريع التغير واقتصاد بطيء يعمل فيه الذكاء الاصطناعي على إعادة تشكيل فرص العمل وإعطاء أدوار جديدة للتكنولوجيا والابتكار.
ترددت أنباء الأسبوع الماضي بأن لو ييشونج، الرئيس التنفيذي لمجموعة تشيكماكس لمستحضرات التجميل، أصدر توجيهات إلى إدارات داخل المجموعة لتقليص القوى العاملة. وقيل إن بعض المجالات، مثل خدمة العملاء، تواجه معدلات تسريح تصل إلى 95%، بحيث لا يبقى سوى 5% فقط من أصحاب المهارات في الذكاء الاصطناعي، وفق تسريبات داخلية قيل إنها من مجموعة دردشة خاصة بالشركة.
قبل أسابيع أذهلت شركة ديب سيك عالم التكنولوجيا بنموذج لغة كبير منخفض التكلفة وعالي الأداء، ينافس "تشات جي بي تي"، أو حتى يتفوق عليه في بعض النواحي.
أشارت لقطات شاشة يقال إنها من حساب "وي تشات" للرئيس التنفيذي لمجموعة تشيكماكس، إلى أن المجموعة تخطط لتسريح نصف قسمها القانوني و80% من قسم ابتكار المحتوى. لكن لو أوضح لاحقًا على حسابه أن الشركة لم تخطط لعمليات تسريح جماعية، وبدلاً من ذلك تتوقع زيادة إجمالي عدد الموظفين 800 موظف هذا العام.
ومن المرجح أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الوظائف المتكررة والعادية، لكن ليس المهام التي تتطلب الذكاء العاطفي أو التعلم العميق متعدد التخصصات، بحسب تشنج تشي، الأستاذة المساعدة المتخصصة في علاقات العمل في كابيتال يونيفير ستي للاقتصاد والأعمال.
قالت: "الذكاء الاصطناعي ليس مخيفًا كما قد نتخيل"، مضيفة: "يتجه التركيز الآن إلى كيفية معالجة القضايا البنيوية التي تنشأ عن هذا التحول".
تابعت: "الذكاء الاصطناعي لن يتوقف عن التطور لمجرد أننا نخافه"، لذلك يجب تقديم مزيد من الدعم، مثل التدريب وحماية حقوق العاملين.
وفقًا للمكتب الوطني للإحصاء، انخفض معدل البطالة بين الباحثين عن عمل من تراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا إلى 15.7% في ديسمبر الماضي، مقارنة بـ 18.8% في أغسطس، لكن القصص القصيرة عن الخريجين الجدد الذين يكافحون من أجل العثور على وظائف لا تزال سائدة.
ومن المتوقع أن ينضم إلى سوق العمل هذا العام عدد قياسي من خريجي الجامعات يبلغ 12.22 مليون خريج، وهو ما من شأنه أن يفاقم الضغوط على فرص العمل.