في عصر الذكاء الاصطناعي .. هل انهار السلم الموسيقي؟

في عصر الذكاء الاصطناعي .. هل انهار السلم الموسيقي؟

هل سمعت بالفنان الشهير إف إن ميكا الذي يتابعه 10 ملايين شخص على تيك توك، أوعن الفنانة هاتسوني ميكو التي أصدرت حتى الآن 100 ألف أغنية عالميا، وعملت مع ليدي غاغا وشاركت في مشاريع مع لويس فيتون؟.

قد تندهش عندما تعلم أنهم ليس أشخاص حقيقيون بل إنهم مواليد الذكاء الاصطناعي ونتاج من البرمجيات والتكنولوجيا.

خلال 2023 تم إصدار مليون أغنية باستخدام الذكاء الاصطناعي وحصدت 12 مليار عملية تشغيل مايجعلها من أعلى نسب التشغيل التي حدثت في العام، ما ينذر عن ثورة كبرى في صناعة الموسيقى بالتكنولوجيا وتغير قواعد السوق الفني العالمي.

يأتي السؤال: هل سينهار السلم الموسيقى؟ ألم يقل أفلاطون أن الموسيقى "قانون أخلاقي" كيف ستحدد المعايير الأخلاقية إذا انتقلت دفة القيادة للآلة بدلا من الإنسان.

حتى الآن بلغت قيمة صناعة الموسيقى بالذكاء الاصطناعي نحو 3 مليارات دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 38 مليار دولار في أقل من 10 سنوات، بحسب ما ذكره لـ"الاقتصادية" إدوارد سالمون فنان الدي جي وخبير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

يعمل الذكاء الاصطناعي باستخدام بيانات التدريب، التي عادة ما تتكون من مستندات، ومقالات، ومواقع إلكترونية، وغالبًا ما تكون متاحة مجانا. لكن يختلف الأمر مع الموسيقى، حيث يتم توقيعها مع شركات إنتاج تمتلك حقوقها، وتعتمد بعض أدوات الذكاء الاصطناعي على استخدام بيانات تدريب موسيقية، لتدريب خوارزمياتها على إنشاء موسيقى جديدة.

يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي توليد صوت غنائي ذكوري أو أنثوي، ثم تحويله إلى صوت شخص آخر تمامًا، ويمكن تحديد ومزج بعض الكلمات، والتحكم في سرعة الإيقاع، ثم إنشاء أغنية من الصفر، "الأمر يشبه السحر" حسبما وصف سالمون المعروف باسم "بينك فيش"، والذي كان يدير جلسة تم خلالها استعراض سيمفونية باسم "المستقبل في ليب 25" صنعت بالكامل من الذكاء الاصطناعي بإيقاعات شرقية – سعودية خصوصا، والهيب هوب وخلال دقيقة واحدة فقط.

بيد أن هناك قضية قانونية بين بعض الشركات الكبرى وأدوات الذكاء الاصطناعي لمناقشة ما إذا كان من الأخلاق استخدام هذه البيانات دون إذن، حيث يجب أن تكون بيانات التدريب مملوكة لأصحاب الحقوق الأصليين، وفقا لسالمون الذي أضاف أن شركات مثل سوني تعمل على مبادرة أخلاقية للذكاء الاصطناعي لحماية الفنانين من المخاطر المحتملة.

لم يكن يتوقع أحد أن يأتي يوم تتراجع فيه الأصوات البشرية أمام الاصطناعية، حيث يوجد عالم فيه فنانون غير حقيقيون تحت أضواء الشهرة، تحيط بهم جماهير بالملايين.

"FN Mika" فنان رقمي يتابعه أكثر من 10 ملايين شخص على تيك توك، رغم أن لا أحد يعرف من يقف وراءه. ليس مجرد فنان غير حقيقي، لقد وقع عقدًا مع شركة تسجيلات كبرى تمامًا كما يفعل الفنانون البشر.

والفتاة الافتراضية" Hatsune Miku" التي يمكن لأي شخص أن يصنع معها أغنية. لا تحتاج إلى أحبال صوتية، ولا استوديو تسجيل، بل فقط إلى شخص يبرمج صوتها لتؤدي الأغنية التي يريدها.

إدوارد سالمون متخصص في مجال التكنولوجيا المستقبلية والذكاء الاصطناعي ودي جي ومنتج موسيقي ويعمل في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا. بعد إصابة في الظهر قبل بضع سنوات وعدم قدرته على ممارسة الرياضة في ذلك الوقت، اتجه إلى الموسيقى كطريقة جديدة لتوجيه طاقته ومنذ ذلك الحين أصبح منسق أسطوانات ومنتجًا، وصُوِّت له ضمن أفضل 2% من الفنانين على مستوى العالم.

الأكثر قراءة