محللون: الطلب المستقر يدعم أسعار النفط ويمنع حدوث الانخفاضات الحادة

محللون: الطلب المستقر يدعم أسعار النفط ويمنع حدوث الانخفاضات الحادة

تتلقى أسعار النفط دعما قويا من توقعات الطلب المستقرة، يحول دون حدوث انخفاضات حادة، على الرغم من المخاوف المرتبطة بفائض المعروض وأثر التوترات الجيوسياسية، والسياسات الأمريكية في مجال الطاقة، وفقا لما يراه محللون تحدثوا لـ "الاقتصادية".

وسجلت أسعار النفط استقرارا نسبيا في تعاملات اليوم الاثنين، حيث يحوم الخام الأمريكي حول 70.79 دولار للبرميل، وتشكلت منطقة دعم رئيسية له حول مستوى 69.29 دولار.

وبحلول الساعة 12:00 بتوقيت جرينتش اليوم الاثنين، انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 0.17% في العقود الآجلة تسليم مارس إلى 70.62 دولار للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم أبريل 0.23% إلى 74.57 دولار للبرميل.

وكان محللون في "جيه.بي مورجان" قد أشاروا في تقرير إلى أن الطلب العالمي على النفط ارتفع إلى 103.4 مليون برميل يوميا، بزيادة بلغت 1.4 مليون برميل يوميا على أساس سنوي.

لكن محللين متخصصين يشيرون إلى استمرار ما وصفوها بالحساسية الشديدة في أسواق النفط والغاز للتطورات الجيوسياسية المستمرة، حيث يزن المستثمرون إمكانية زيادة انقطاعات الإمدادات أو التقلبات غير المتوقعة في الأسعار.

الضغوط مستمرة

أكد تقرير لـ "وورلد أويل" الدولية أن استحداث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مجلسا للهيمنة في مجال الطاقة في الولايات المتحدة سوف يساعد على حشد التصاريح والإنتاج والتوزيع للنفط والغاز والكهرباء وموارد الطاقة الأخرى.

وعد التقرير أن تغييرات جذرية تجري في سياسة الطاقة الأمريكية بالفعل، متوقعا تنفيذ سلسلة من الإجراءات المخطط لها لتسهيل تدفق النفط والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة.

يأتي هذا في الوقت الذي كشف فيه التقرير الدوري لشركة "بيكر هيوز" لخدمات الطاقة أن شركات الطاقة الأمريكية أضافت في الأسبوع الماضي منصات نفط وغاز طبيعي للأسبوع الثالث على التوالي، للمرة الأولى منذ ديسمبر كانون الأول 2023. ويحظى التقرير بمتابعة وثيقة من المختصين في قطاع النفط.

ويرى محللون أن زيادة أعداد الحفارات الأمريكية تشير إلى احتمال وجود فائض في العرض، بينما تستمر التوترات الجيوسياسية والسياسات التجارية في تعزيز حالة عدم اليقين في أسواق الطاقة، بما يبقي التقلبات في أسعار النفط والغاز الطبيعي.

وقال مدير شركة "ألفا إنرجي" الدولية لـ "الاقتصادية": إن الرسوم الجمركية الأمريكية "ستستمر في إحداث اهتزازات في السوق مع محاولة التجار تقييم التأثيرات على الطلب".

ويرجح المختصون أيضا أن المفاوضات الرامية إلى حل نزاعات رئيسية قد تؤدي إلى تخفيف العقوبات عن منتجين كبار، ومن ثم تعزيز إمدادات النفط العالمية، مشيرين إلى أن التحولات المفاجئة في تدفقات الطاقة قد تؤدي إلى تقلبات جديدة.

ويسود تفاؤل بشأن اتفاق سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

وعلى الرغم من هذه الشكوك، فإن توقعات الطلب المستقرة توفر أرضية للأسعار، ما يمنع حدوث انخفاضات حادة.

وقال ألكسندر بوجال، مستشار شركة "إنرجي جي.بي" الدولية لـ "الاقتصادية": إن أسعار الخام انخفضت "بعدما أظهر أحد مؤشرات السوق الرئيسية وفرة في الإمدادات، وقلل المتعاملون من أهمية التهديدات الأمريكية لصادرات النفط الإيرانية (...) وسط قلق مستمر من أن الرسوم الجمركية التي يفرضها ترمب ستضر بالطلب".

بيد أن مدير شركة "إنرجي فيينا" فولفجانج الياس يرى أن أسواق النفط شهدت الأسبوع الماضي "تراجع عديد من العوامل الصعودية، خاصة المخاطر الجيوسياسية".

وأشار في الوقت ذاته إلى "تبني وكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية وجهة نظر متوافقة بشكل متزايد مفادها أن سوق النفط العالمية لن تشهد الآن سوى فائض صغير في المعروض النفطي هذا العام".

الأكثر قراءة