جيل "زد" .. إنفاق متهور وغياب لثقافة الادخار
مع مواجهة الولايات المتحدة اضطرابات سياسية وعدم يقين اقتصادي وإدمان متزايد على وسائل التواصل الاجتماعي، ليس من المستغرب أن المستهلكين الأمريكيين ينفقون بطريقة متهورة، بدلاً من الادخار.
أكدت دراسة استقصائية حديثة هذا الاتجاه، عندما ذكر 47% من المشاركين، من الجيل زد، أنهم لا يملكون صناديق للطوارئ. نقلت مجلة "فورتشن" عن بوبي ريبيل، خبيرة تمويل شخصي لدى CardRates.com، أن "هذا نتيجة منطقية للنكسات الاقتصادية في السنوات القليلة الماضية".
أجرت شركة "فينتيك فريتش" Fintech Frich تحليلاً لبيانات مليون مستخدم من الجيل زد، اشتمل على فحص المشاعر بشأن أهداف الادخار، والضغوط المالية، والمواقف تجاه الطوارئ المالية. ومن بين العقبات العديدة التي أبلغ عنها المشاركون، أن الادخار يبدو بلا معنى عندما لا يستمع أحد لإحباطاتهم، وبدلاً من ذلك يتحدث إليهم دون فهم للدوافع وراء أفعالهم.
هذا الإحباط له تأثير كبير فيى عادات الادخار والإنفاق لدى الجيل زد. الافتقار الملحوظ إلى النصائح الجيدة دفع كثيرين منهم إلى مصادر غير تقليدية - مثل المؤثرين ومجتمعات الإنترنت – للحصول على تفهم بشأن أوضاعهم المالية.
وفقًا لأحدث تقرير صدر عن "بانك ريت"، يتحمل 27% من الجيل زد أعباء ديون أكثر مما لديهم من مدخرات. واستنادا إلى تحليل "فريتش" يريد كثيرون الادخار لأهداف أكبر. قال أكثر من 20% إنهم يرغبون في الادخار لشراء منزلهم الأول.
أشارت ألكسندرا ميدينا، كبيرة مسؤولي المنتجات والمؤسس المشارك لشركة فريتش، إلى أن البيئة الاقتصادية الراهنة جعلت من الصعب على الجيل زد إعطاء الأولوية للادخار. قالت: "يرى كثيرون من أبناء الجيل زد أنهم يسيرون على حبل مشدود ماليًا، محتارين بين تغطية النفقات الفورية، أو توفير المال للطوارئ ودفع ثمن السلع بالائتمان بدلاً من ذلك".
تشعر هذه الفئة من الشباب بأن الأسواق لا تقاوم، وهذا يدفعهم إلى إنفاق مزيد من المال على التجارب أو السلع التي توفر إشباعا فوريا. وللتصدي لهذا الشعور بالعجز، تنصح ريبيل المستهلكين، بمختلف أعمارهم، بأن يطرحوا على أنفسهم تساؤلات على نحو: كيف تشعر بعد إنفاق المال على عملية شراء متهورة؟ كم من الوقت يستمر هذا الشعور؟ كيف ستتعامل مع حالة طوارئ مالية؟
بحسب "فريتش"، نحو ثلث أفراد الجيل زد أجابوا عن السؤال الأخير بأنهم سيطلبون المساعدة من أحد أفراد الأسرة، بينما فضل 25% تحمل ديون إضافية بدلاً من ذلك.
وإذا كان عليك تحمل ديون إضافية، فما مدى صعوبة سدادها؟ دراسة عواقب هذا الخيار المحتمل قد تعيد صياغة الموقف وتشجع شخصًا ما على البدء في تنفيذ خطة ادخار.
قال 53% من المشاركين في استطلاع "فريتش" إن لديهم صندوق طوارئ يضم في المتوسط أقل من 7 آلاف دولار. لا يعتبر هذا مبلغا تافهًا بالنسبة إلى كثيرين، لكن التسريح من العمل أو التعرض لحادث سيارة سيئ يمكن أن يمحو هذا المبلغ في لمح البصر.