النفط يصمد أمام عوامل الهبوط مع تبدد مخاوف تقلص المعروض واضطراب الإمدادات
استقرت أسعار النفط العالمية اليوم الخميس بدعم من اضطرابات في الإمدادات، على الرغم من وجود ضغوط نزولية، وفقا لما يراه محللون تحدثوا لـ "الاقتصادية".
وبحلول الساعة 01:15 بتوقيت جرينتش، سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ارتفاعا طفيفا، بلغ 0.35، إلى 72.50 دولار للبرميل، بعد أن كان قد هبط إلى 72.10 دولار في التعاملات المبكرة. وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 0.43% إلى 76.37 دولار للبرميل، مقابل 75.78 دولار في التعاملات المبكرة.
وحددت شركة "آي.إن.جي" 5 مخاطر تؤثر في سوق النفط في الوقت الراهن، هي عدم اليقين بشأن المعروض، والاضطرابات في تدفقات كازاخستان، واحتمال تأخير عودة براميل "أوبك+"، والأحداث الجوية في الولايات المتحدة، ومخاطر العقوبات الدائمة التي تهدد السوق.
وبددت اضطرابات الإمدادات أثر عوامل الهبوط، وفي مقدمتها التوترات الجيوسياسية المستمرة، التي يقول محللون إنها تؤدي إلى إيجاد تقلبات في السوق وتؤثر في استقرار أسعار النفط والغاز وديناميات العرض.
دعم يبدد الخوف
دفعت المخاوف بشأن تقلص المعروض أسعار النفط العالمية إلى الارتفاع أمس، حيث تجاوز خام برنت 76 دولارا للبرميل، وفقا لما قاله لـ "الاقتصادية" أندريه جروسي، مدير شركة "إم.إم.ايه.سي" الألمانية، مشيرا إلى تأثر صادرات النفط الخام من الولايات المتحدة إلى الصين بالرسوم الجمركية البالغة 10%.
وتلقت سوق النفط دعما من انقطاعات في الإمدادات في ولاية داكوتا الشمالية بسبب شدة برودة الطقس، بحسب ما قاله لـ "الاقتصادية" نائب رئيس شركة "إل.إم.إف" النمساوية للطاقة مفيد ماندرا.
وانخفض إنتاج النفط بما يراوح بين 120 و150 ألف برميل يوميا بفعل هذه العوامل الجوية، وفقا لماندرا، الذي قال "إن من المرجح استمرار الاضطرابات حتى نهاية الأسبوع، قبل أن يصبح الطقس أكثر دفئا في المنطقة".
ووافق الاتحاد الأوروبي على حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا، تتضمن استهداف صادرات النفط من خلال فرض عقوبات على 73 سفينة إضافية، تشكل جزءا من أسطول الظل الروسي.
لكن "العقوبات المماثلة التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا لم تؤد إلى انخفاض كبير في أحجام الصادرات، إذ زادت مساحة التخزين العائم"، وفقا لما قاله لـ "الاقتصادية" فيتوريو موسازي، مدير الشراكة الدولية في شركة "سنام" الإيطالية.
وكان الاتحاد الأوربي قد فرض في وقت سابق عقوبات على 79 سفينة.
مخاوف تقلص المعروض
يعكس ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية وجود فائض في العرض؛ لكن المخاطر الجيوسياسية تغذي المخاوف من نقص مستقبلي، وفقا لما يراه الخبراء المتخصصون في أسواق النفط.
وأظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي، ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية 3.34 مليون برميل الأسبوع الماضي. ومن المنتظر صدور بيانات المخزونات عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في وقت لاحق.
في المقابل، يخشى فريق من المتابعين لسوق النفط من أن السياسات التجارية والرسوم الجمركية المتبادلة تؤثر في النمو الاقتصادي العالمي، ما قد يؤدي إلى تثبيط الطلب على الطاقة وزخم الأسعار.
وقد تتأثر أسعار النفط بالرسوم الجمركية التي أعلنتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على الواردات، من خلال رفع تكلفة السلع الاستهلاكية وإضعاف الاقتصاد العالمي وتقليص الطلب على الوقود. وأسهمت المخاوف بشأن الطلب الأوروبي والصيني في إبقاء الأسعار تحت ضغط.
وأشار المختصون إلى بدء تجار الطاقة الصينيين إعادة توجيه شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، التي كانت أكثر من سعيدة باستقبال أي فائض من الغاز الطبيعي المسال، بينما كانت تعاني أول شتاء حقيقي منذ 3 سنوات.
وأعلن ترمب عن خطط لفرض رسوم متبادلة على الشركاء التجاريين، وقال خلال الأسبوع الجاري "إنه ينوي فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات والمنتجات الصيدلانية والرقائق"، كما أدرج الأخشاب في تلك القائمة.