لماذا ميامي؟
الواقع أن ميامي العاصمة الاقتصادية لولاية فلوريدا الأمريكية واحدة من أنجح المدن الأمريكية فيما يتعلق بجذب المستثمرين والاستثمارات وأيضا تصدير المبدعين والكثير في مجال الأعمال والتقنية والتكنولوجيا وحتى السياحة والضيافة، وغيرها من مصادر الدخل الرئيسية للولايات المتحدة الأمريكية. لقد كانت بالفعل زيارتي لميامي واحدة من أنجح الزيارات العملية التي قمت بها ومن أكثر المؤتمرات الاقتصادية التي وجدت أن هناك شعورا حقيقيا بما تقدمه السعودية من جهد مستمر لتنويع اقتصادها وحجم الفرص الاستثمارية المتوافرة فيها في كل زاوية أو ركن من أركان هذا المؤتمر، كان الجميع هنا يتحدث عن إلى أين وصلت السعودية؟ وما فرص المستقبل؟.
الجميع وكما نعلم رجال الأعمال لا يتحدثون بالعاطفة أبدا لأن ذلك يكلفهم أموالا طائلة في حال كانت الخطابات أو المعلومات التي يطرحونها غير دقيقة وسيكشفون في المستقبل، لذلك جميع المليارديرات ورؤساء كبرى شركات العالم الذي شاركوا في مؤتمر FII "قمة الأوليات" الذي ينظم سنويا من مبادرة مستقبل الاستثمار، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، يعلمون جيدا أن كل كلمة محسوبة عليهم ومن هذا المنطلق كنت أشعر بفخر كبير عندما أجد رؤساء شركات مثل ،Googleوبلاك رووك وغيرها من صناديق التحوط في العالم ورؤساء شركات تقنية في مجال الذكاء الاصطناعي والابتكار يمتدحون الخطوات السعودية التي تقوم بها و يؤكدون رغبتهم في الاستثمار في السعودية.
لماذا ميامي؟ ميامي هي مثل القلب في جسد الأمريكيتين جغرافيا واقتصاديا، فهي تأتي في المنتصف بين أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية ومن هنا تسعى وزارة الاستثمار وصندوق الاستثمارات العامة والجهات المعنية في السعودية إلى الاستفادة من هذه المدينة في تسويق الاقتصاد السعودي في تلك القارتين وتحديدا أهم دولها، فنحن نتحدث عن الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك والبرازيل وفنزويلا وهي نقطة جذب ممتازة للقاء المستثمرين والحديث عن السعودية.
إن مجرد مشاركة الرئيس الأمريكي، وأحد أغنى أغنياء العالم إيلون ماسك وغيرهم من أثرياء العالم على منصة استثمار سعودية في مدينة أمريكية هو بحد ذاته واحد من أنجح وأعظم الأفكار التسويقية للاقتصاد السعودي، لقد كان بالفعل حضورا مهما ومميزا لا يمكن أن تحظى به أي دولة في العالم اليوم، ومن هنا فأنا أقول الآن اكتشفت لماذا اختار صندوق الاستثمارات العامة ومؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، الذين أشكرهم بالمناسبة على حسن إدارة هذا الحدث العالمي، ميامي؟ وقد كان حميدا أن تكون الاقتصادية حاضرة في كل جلسات وكواليس هذا الحدث الأكثر من مفيد.
اقتصاد ميامي متنوع ويشمل عديدا من القطاعات، ما يجعلها واحدة من أكثر المدن ازدهاراً في الولايات المتحدة. إليك بعض المعلومات حول اقتصاد ميامي:
يزور ميامي أكثر من 16 مليون سائح سنوياً.
ميامي هي مركز تجاري مهم بسبب مينائها الذي يعد واحدًا من أكبر الموانئ في العالم. يمر عبر ميناء ميامي أكثر من 7 ملايين حاوية سنوياً. فهي مركز مالي مهم بسبب وجود عديد من البنوك والشركات المالية الكبرى. يعد ميدان بريكل (Brickell) في ميامي من أكبر مراكز المال والأعمال في الولايات المتحدة وقد زرته خلال هذه الزيارة ووجدته أكثر من ذلك فقد أصبح نقطة جذب سياحي أيضاً. وهي مركز تكنولوجي مهم بسبب وجود عديد من الشركات التكنولوجية الكبرى.
يعد ميدان وينوود (Wynwood) في ميامي واحدا من أكبر مراكز التكنولوجيا والابتكار في الولايات المتحدة وقدر زرته أيضاً. والجميل هنا، أن لوسيد كانت حاضره بقوة هناك، وميامي مركز صناعي مهم بسبب وجود عديد من الشركات الصناعية الكبرى. يعد ميناء ميامي واحدًا من أكبر مراكز التصنيع في الولايات المتحدة. أمًا على صعيد المؤشرات الاقتصادية فالناتج المحلي الإجمالي للمدينة يبلغ نحو 300 مليار دولار. معدل البطالة في ميامي هو من الأقل عالميا وعلى ومستوى أمريكا إذ يبلغ معدل البطالة في ميامي وفق آخر الإحصائيات نحو 3%. ولديها مترو هو الأقوى في أمريكا، ومتوسط الدخل للفرد فيها يبلغ نحو 50 ألف دولار، ويبلغ عدد سكانها نحو 460 ألف نسمة، فيما ميامي الكبرى يتجاوز نحو 6.1 مليون نسمة.
تتميز ميامي بوجود عديد من الشركات والمنظمات المالية والتجارية الكبرى، مثل: بنك أمريكا، بنك ويلز فارجو، بنك سيتي بنك، شركة كوكا كولا، شركة أمريكان إيرلاينز، شركة كارنيفال كوربوريشن، شركة أوراكل، شركة إلكترونيك آرتس، شركة سيسكو سيستمز.
وبالعودة إلى الحدث المميز فقد تحدث المشاركون في قمة ميامي على مدى 3 أيام عن العشرات من المواضيع المهمة في قطاع الاستثمار والتقنية والذكاء الاصطناعي والديون السيادية وأسواق المال وشكل مستقبل الاقتصاد العالمي الجديد، وللإحاطة المتحدثون هم في مستوى متخذ القرار سواء كرؤساء تنفيذيين لشركات كبرى أو كانوا مسؤولين في مؤسسات مالية واقتصادية مهمة، ومن هنا أيضا نقول: لذلك كانت ميامي هي وجهة السعوديين في أمريكا لجذب المستثمرين والمبدعين. وبعيدا عن الاستثمار والاقتصاد فإن ميامي تشتهر بالشواطئ الجميلة والثقافة الغنية، لا نهاية للأنشطة التي يمكنك القيام بها في ميامي، فهذه المدينة ليست مجرد مكان إنها بحق تجربة مليئة باللحظات التي لا تُنسى.