مخاوف تخمة المعروض تهوي بالنفط بعد إعلان "أوبك+" زيادة الإنتاج تدريجيا من أبريل
واصلت العقود الآجلة للنفط هبوطها، مع تجدد المخاوف بشأن الطلب قبيل فرض إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رسوما جمركية على الجارتين والشريكتين الرئيستين كندا والمكسيك، في الوقت الذي أكد فيه تحالف "أوبك+" خططه لزيادة إنتاج الخام تدريجيا من أول أبريل المقبل.
وقالت وكالة "بلاتس" الدولية لمعلومات النفط إن عقود خام برنت تسليم شهر أبريل استقرت عند أدنى مستوياتها في 3 أشهر خلال التعاملات الآسيوية بسعر 71.62 دولار للبرميل، لتقترب تدريجيا من المستوى النفسي 70 دولارا للبرميل.
وبحلول الساعة 01:00 بتوقيت جرينتش، واصلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم أبريل التراجع، حيث انخفضت 1.78% إلى 67.15 دولار للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم مارس 1.93% إلى 70.24 دولار للبرميل.
وتدخل الرسوم الجمركية الأمريكية حيز التنفيذ اليوم، بحسب إشعارات مسبقة نشرت على موقع السجل الفيدرالي الأمريكي؛ وستفرض الولايات المتحدة أيضا رسوما جمركية إضافية بنسبة 10% على البضائع القادمة من الصين.
وجددت 8 دول منتجة للنفط في تحالف "أوبك+" بقيادة السعودية التزامها بالعودة التدريجية والمرنة للتعديلات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميا بدءا من أول أبريل المقبل، مشيرة إلى "أساسيات السوق الصحية" وهو ما يضيف مزيدا إلى المعروض العالمي من النفط.
مخاوف التخمة
يرى محللون متخصصون في أسواق النفط أن تعهد تحالف "أوبك+" أمس بالمضي قدما في زيادة إنتاج النفط بمقدار 138 ألف برميل يوميا في أبريل يثير مخاوف من فائض في المعروض ويضيف ضغوطا على أسعار النفط العالمية.
ومن شأن فرض رسوم جمركية أمريكية جديدة على الواردات الكندية والمكسيكية والصينية أن يؤدي إلى إبطاء النشاط الاقتصادي وإضعاف الطلب على الطاقة، وفقا لما يرجحه المختصون.
يأتي هذا في الوقت الذي يستمر فيه أثر التوترات الجيوسياسية على معنويات السوق، خاصة فيما يتعلق بالتحولات المحتملة في تدفقات الطاقة الروسية.
وأضافت المخاوف بشأن العلاقات التجارية المتوترة بين الولايات المتحدة والصين ضغوط بيع قوية. كما توقع المستثمرون ضعف النشاط الاقتصادي العالمي وانخفاض الطلب على النفط، ما أسهم في انخفاض الأسعار.
وقد تؤدي زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية إلى تقليص القدرة التنافسية للسلع الصينية، وفقا لما قاله لـ"الاقتصادية" الدكتور إيريك فري، مدير مجموعة "دير ستاندرد" الإعلامية والاقتصادية.
"وإذا فرضت بالفعل رسوم جمركية جديدة، فقد يتباطأ قطاع التصنيع في الصين، مما يؤثر بشكل مباشر على استهلاكها للنفط، حيث إن أي انخفاض في نشاطها الصناعي من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض الطلب العالمي على الخام"، بحسب الدكتور فري.
طلب مستقر رغم الضغوط
تضيف احتمالات التوصل إلى هدنة بين روسيا وأوكرانيا مزيدا من الضغوط على أسعار الخام، وفقا لما قاله لـ"الاقتصادية" الفونس هابر، مدير شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز في النمسا.
فقد تؤدي الهدنة إلى رفع العقوبات الغربية على روسيا "وهو ما من شأنه أن يزيد إمدادات النفط العالمية" بحسب هابر، الذي أشار إلى أن احتمال ارتفاع صادرات النفط الروسية والتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين كلها أمور تؤدي أيضا إلى خلق توقعات هبوطية لأسعار النفط.
لكن ديفيد موسر، مدير شركة الأبحاث الإيطالية "EURAC"، يتوقع أن يظل الطلب العالمي على النفط مستقرا عند نحو 105 ملايين برميل يوميا حتى 2040 على الأقل، على الرغم من حالة عدم اليقين السائدة في الأسواق.
وقال موسر لـ"الاقتصادية": "يبدو أن الانخفاض في واردات آسيا من النفط الخام يرجع إلى التحديات اللوجستية والجيوسياسية أكثر منه إلى قضايا الطلب الأساسية، وذلك بحسب تقارير دولية".
كانت أسعار النفط قد انخفضت بنحو 2% إلى أدنى مستوياتها في 12 أسبوعا أمس الاثنين، بسبب المخاوف من أن تضر الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة بالنمو الاقتصادي العالمي".