وزير بريطاني: كل الخيارات مطروحة في حالة فرض رسوم أمريكية على لندن
عقب صدور عقوبات رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي قالت بريطانيا، -وهي ليست جزءًا من الاتحاد الأوروبي-، إنها لن تفرض إجراءات انتقامية من جانبها على الولايات المتحدة.
وعلى هذا الصعيد قال وزير الأعمال البريطاني جوناثان رينولدز اليوم الأربعاء إنه "سيواصل التعامل بشكل وثيق ومثمر مع الولايات المتحدة للضغط من أجل مصالح الأعمال البريطانية. ولم يستبعد فرض رسوم جمركية مستقبلية على الواردات الأمريكية، قائلاً: "سنبقي جميع الخيارات مطروحة ولن نتردد في ما يخدم المصلحة الوطنية".
وكان الاتحاد الأوروبي الذي يعد أكبر تكتل تجاري في العالم يتوقع الرسوم الجمركية الأمريكية ويستعد لها مسبقًا، لكن هذه الإجراءات لا تزال تُشكل ضغطًا كبيرًا على العلاقات عبر الأطلسي المتوترة أصلًا. ففي الشهر الماضي فقط، حذرت واشنطن أوروبا من أنها ستضطر إلى الاهتمام بأمنها في المستقبل.
وستشمل إجراءات الاتحاد الأوروبي سلعًا من الولايات المتحدة بقيمة نحو 26 مليار يورو (28 مليار دولار)، ولن تقتصر على منتجات الصلب والألومنيوم، بل ستشمل أيضًا المنسوجات والأجهزة المنزلية والسلع الزراعية، فيما ستتأثر الدراجات النارية وزبدة الفول السوداني والجينز، كما حدث خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترمب.
تهدف رسوم الاتحاد الأوروبي إلى الضغط على الولايات المتحدة مع تقليل الأضرار الإضافية على أوروبا، وتستهدف الرسوم الجمركية -وهي ضرائب على الواردات- بشكل رئيس الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون، حيث تؤثر في فول الصويا في ولاية لويزيانا، التي يرأسها مايك جونسون، وكذلك على لحوم البقر والدواجن في ولايتي كانساس ونبراسكا. كما تشمل القائمة منتجات من ألاباما وجورجيا وفيرجينيا.
الاتحاد الأوروبي يتحرك لحماية نفسه
"سيبقى الاتحاد الأوروبي دائمًا منفتحًا على التفاوض"، وفقا لبيان رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وأضافت: "بما أن الولايات المتحدة تفرض رسومًا جمركية بقيمة 28 مليار دولار، فإننا نرد بإجراءات مضادة بقيمة 26 مليار يورو". وتدير المفوضية النزاعات التجارية نيابةً عن الدول الأعضاء السبع والعشرين في الاتحاد الأوروبي.
وقالت فون دير لاين: "نؤمن إيمانًا راسخًا بأنه في عالمٍ محفوفٍ بالشكوك الجيوسياسية والاقتصادية، ليس من مصلحتنا إثقال اقتصاداتنا بالرسوم الجمركية".
وأضافت المفوضية أن منتجات الصلب والألمنيوم ستتأثر بالمقابل، وكذلك المنسوجات والسلع الجلدية والأجهزة المنزلية والأدوات المنزلية والبلاستيك والخشب. كما ستتأثر المنتجات الزراعية - بما في ذلك الدواجن ولحوم البقر وبعض المأكولات البحرية والمكسرات والبيض والسكر والخضراوات.
وقال ترمب إن ضرائبه ستساعد على إيجاد وظائف في المصانع الأمريكية، لكن فون دير لاين قالت: "الوظائف على المحك. سترتفع الأسعار في أوروبا والولايات المتحدة".
وأضافت: "نأسف بشدة لهذا الإجراء. الرسوم الجمركية هي ضرائب. إنها سيئة للأعمال التجارية، بل أسوأ للمستهلكين. هذه الرسوم الجمركية تُعطل سلاسل التوريد. إنها تُسبب حالة من عدم اليقين للاقتصاد".
مجموعة أعمال أمريكية تحث على إجراء محادثات
قالت غرفة التجارة الأمريكية لدى الاتحاد الأوروبي: إن الرسوم الجمركية الأمريكية والتدابير المضادة التي اتخذها الاتحاد الأوروبي "لن تؤدي إلا إلى الإضرار بالوظائف والرخاء والأمن على جانبي المحيط الأطلسي".
وقالت الغرفة التجارية اليوم الأربعاء: "يجب على الجانبين تهدئة التوتر والتوصل إلى نتيجة تفاوضية عاجلة".
ماذا سيحدث فعليًا؟
فرض ترمب رسومًا جمركية مماثلة على واردات الصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي خلال ولايته الأولى، ما أثار غضب الحلفاء الأوروبيين وغيرهم. كما فرض الاتحاد الأوروبي إجراءات مضادة ردًا على ذلك، حيث رفع الرسوم الجمركية على الدراجات النارية الأمريكية الصنع، وزبدة الفول السوداني، والجينز، من بين سلع أخرى.
وهذه المرة، سيتضمن إجراء الاتحاد الأوروبي خطوتين. أولاً، في الأول من أبريل، ستعيد المفوضية تطبيق ما تسميه "تدابير إعادة التوازن"، التي كان الاتحاد الأوروبي قد طبقها في 2018 و2020، والتي عُلقت في عهد إدارة بايدن. ثم في 13 أبريل، ستُفرض رسوم جمركية إضافية تستهدف 18 مليار يورو (19.6 مليار دولار) من الصادرات الأمريكية إلى الاتحاد.
وكان مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي، ماروش شيفتشوفيتش، قد زار واشنطن الشهر الماضي في محاولةٍ لدرء الرسوم الجمركية، حيث التقى وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك ومسؤولين تجاريين كبار آخرين. وصرح يوم الأربعاء بأنه اتضح خلال الرحلة أن "الاتحاد الأوروبي ليس هو المشكلة".
قال شيفتشوفيتش للصحافيين في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ بفرنسا: "لقد جادلتُ لتجنب العبء غير الضروري المتمثل في التدابير والإجراءات المضادة، لكنك تحتاج إلى شريك لتحقيق ذلك. أنت بحاجة إلى كلتا يديك للتصفيق".
شركات الصلب الأوروبية تستعد للخسائر
قد يخسر الاتحاد الأوروبي ما يصل إلى 3.7 مليون طن من صادرات الصلب، وفقًا لاتحاد الصلب الأوروبي "يوروفير". الولايات المتحدة هي ثاني أكبر سوق تصدير لمنتجي الصلب في الاتحاد الأوروبي، حيث تمثل 16% من إجمالي صادرات الصلب في الاتحاد الأوروبي.
يقدر الاتحاد الأوروبي أن حجم التجارة السنوي بين الجانبين يبلغ نحو 1.5 تريليون دولار، وهو ما يمثل نحو 30% من التجارة العالمية. في حين أن الكتلة لديها فائض كبير في صادرات السلع، إلا أنها تقول إن الفائض الأمريكي في تجارة الخدمات يقابله جزئيًا.