ارتفاع السجلات التجارية للصالونات النسائية في السعودية 83 % رغم تزايد التكاليف التشغيلية
ارتفعت أعداد السجلات التجارية لنشاط قطاع الصالونات النسائية في السعودية خلال 5 أعوام (2020-2024)، 83 في المائة، بدعم زيادة الطلب والتسهيلات الحكومية، وتطور التسويق الرقمي، بحسب بيانات وزارة التجارة وخبراء في القطاع تحدثوا لـ "الاقتصادية".
بلغت إجمالي السجلات التجارية القائمة 18.3 ألف سجل تجاري بنهاية العام الماضي مقارنة بـ10 آلاف سجل خلال 2020، وفقاً لبيانات وزارة التجارة السعودية.
القطاع بدأ الدخول إلى سوق الأسهم السعودية لأول مرة عبر طرح شركة لمسات للصالونات النسائية في السوق الموازية (نمو).
وبحسب وحدة التحليل المالي في "الاقتصادية" سجلت أرباح شركة "لمسات" ارتفاعا بـ159% خلال الأشهر الستة الأولى من العام الماضي لتبلغ 17.1 مليون ريال، بحسب بيانات نشرة إصدار الشركة.
ويظهر الارتفاع في السجلات التجارية للصالونات النسائية نموا كبيرا في القطاع، ويعود ذلك إلى زيادة الطلب على خدمات التجميل المتنوعة، وتسهيل الإجراءات الحكومية، ودخول خدمات التجميل المتنوع عبر التطبيقات، وفقا لشعاع الدحيلان رئيسة اللجنة الوطنية لمراكز التزيين النسائية في اتحاد الغرف السعودية سابقا، التي أشارت إلى أن تطور التسويق الرقمي عزز من الوصول للفئات التي تبحث عن خدمات ذات جودة، لافتة إلى أن إضافة أنشطة أخرى على رخصة الصالونات زاد من إقبال المستثمرين على القطاع.
وأكدت الدحيلان أن تحقيق الربحية في القطاع ليس سهلا، بسبب ارتفاع المنافسة والتكاليف التشغيلية، فهناك طرق متعددة من أجل الحفاظ على ديمومة العمل والاستثمار في القطاع في ظل وجود منافسة عالية.
وأشارت إلى أن الأرباح تعتمد على فئة الصالون وموقعه، مقدرة هامش الربح الصافي للصالونات المتوسطة بين 20 إلى 40%، بينما الصالونات التي تصنف درجة أولى قد تصل إلى 50%، ويبلغ معدل نمو القطاع عالميا بين 5 إلى 10% سنويا، وقد يكون أعلى في الأسواق الخليجية بسبب الإنفاق العالي على التجميل".
وقالت إن الأسعار لا تزال مرتفعة رغم كثرة الصالونات بسبب ارتفاع التكاليف التشغيلية، والمستلزمات، فبعض الصالونات تعتمد على تقديم تجربة مميزة بأسعار مرتفعة، ما يحافظ على الأسعار في مستوى عالٍ نسبيًا.
رئيسة اللجنة الوطنية لمراكز التزيين النسائية في اتحاد الغرف السعودية سابقا أشارت إلى أن أبرز التحديات التي تواجه التنافسية العالية لقطاع الصالونات، تتمثل في صعوبة توظيف العمالة الماهرة، والتكاليف التشغيلية المتزايدة، إضافة إلى تغيّر سلوك المستهلك نحو الخدمات المنزلية، لافتة إلى أن تحقيق النجاح يتطلب ابتكار الخدمات، واستغلال التكنولوجيا، وإدارة المصاريف بتوازن.
وبشأن تأثير الضرائب والرسوم الحكومية على أرباح الصالونات النسائية، قالت مالكة صالون "مو نيل سبا" النسائي مرام صالح لـ "الاقتصادية": إن زيادة الضرائب أدت إلى زيادة الأسعار ما يؤثر في قدرة العملاء على تحمل الأسعار.
وفيما تشير التقديرات بأن الأرباح التقريبية المحققة للصالونات تراوح بين 15 ألفا و25 ألفا شهريا، أكدت صعوبة موازنة تغطية تكاليف الخدمات والمنتجات ذات الجودة العالية وعرضها على العملاء بسعر منافس، وذلك نتيجة ضغط ارتفاع التكاليف على هوامش الربحية، ما أدى إلى إعادة النظر في أسعار الخدمات.
ويواجه قطاع الصالونات تحديات متعلقة بالطلب الموسمي، ما يؤثر في الاستدامة المالية للصالونات، ويجعل تحقيق الربحية في القطاع أمرا ليس بالسهل.
وأوضحت مالكة صالون "مو نيل سبا" أن التغيرات الاقتصادية مثل التضخم وارتفاع تكاليف أسعار خدمات التزيين النسائي تؤثر بشكل كبير في ارتفاع تكاليف المواد الخام، والعمالة وأسعار وسائل المواصلات، إضافة إلى تأثيرها في تفضيلات العملاء، إذ تدفعهم على اللجوء إلى خيارات أقل تكلفة نتيجة التغيرات الاقتصادية.
وأخيرا ذكرت مرام صالح أن هناك تحديات كثيرة تواجه الاستثمارات في قطاع الصالونات، مثل: التكاليف العالية للإيجارات "إيجار المحل وسكن الموظفات"، إضافة إلى تكاليف فواتير الكهرباء والصيانات الدورية والمنافسة العالية.