النفط متماسك مع توقع نمو الطلب رغم ضغط مخاوف الفائض

النفط متماسك مع توقع نمو الطلب رغم ضغط مخاوف الفائض

حافظت أسعار النفط على تماسكها في مواجهة ضغوط نزولية شديدة، تفرضها المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي وحدوث فائض في المعروض من الخام، وفقا لما قاله لـ "الاقتصادية" خبراء متخصصون.

وتوقعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري، الذي نشر اليوم الخميس، نمو الطلب العالمي على النفط هذا العام بمقدار 1.03 مليون برميل يوميا، مقارنة بـ1.10 مليون برميل يوميا في التوقعات السابقة.

ولم تستبعد الوكالة احتمال أن يتجاوز المعروض العالمي من النفط حجم الطلب بنحو 600 ألف برميل يوميا هذا العام. وقد يبلغ الفائض نحو 400 ألف برميل يوميا إذا قرر تحالف "أوبك+" تمديد خفض الإنتاج.

رجح التقرير أن تصبح الولايات المتحدة أكبر مصدر لنمو العرض هذا العام، كما ارتفعت إمدادات النفط العالمية بنحو 240 ألف برميل يوميا في فبراير الماضي مقارنة بيناير.

ضغط مزدوج

ستشكل الرسوم الجمركية الأمريكية حواجز أمام التجارة العالمية والنمو الاقتصادي في عام 2025، خاصة في ظل تصاعدها مع اتجاه الدول الشريكة إلى المعاملة بالمثل والتلويح بفرض رسوم جمركية من جانبها، وهو ما قد يؤثر في الطلب. في الوقت ذاته، يخشى من حدوث تخمة في المعروض مع توقعات نمو الإنتاج.

وتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس بالرد على رسوم جمركية أعلنها الاتحاد الأوروبي في وقت سابق ردا على فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية كبيرة على وارداتها من الصلب والألمنيوم. وأكد ترمب ثقته بأن الولايات المتحدة ستكسب "هذه المعركة التجارية".

ولم يستبعد وزير الأعمال البريطاني جوناثان رينولدز فرض رسوم جمركية مستقبلية على الواردات الأمريكية، قائلاً: "سنبقي جميع الخيارات مطروحة ولن نتردد فيما يخدم المصلحة الوطنية"، وإن كان قد تعهد بمواصلة التعامل "بشكل وثيق ومثمر مع الولايات المتحدة للضغط من أجل مصالح الأعمال البريطانية".

وفي شأن المعروض، فقد يضيف تحالف "أوبك+" 40 ألف برميل يوميا إلى السوق في أبريل، بدلا من 138 ألف برميل يوميا. ورفعت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها لنمو إمدادات الدول غير الأعضاء في التحالف هذا العام إلى 1.5 مليون برميل يوميا من 1.4 مليون.

وأشار مختصون إلى أن بيانات إدارة معلومات الطاقة أظهرت ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 4.247 مليون برميل، بعد أن سجلت انخفاضا في وقت سابق من الأسبوع، وهو ما من شأنه أن يفرض مزيدا من الضغوط على الأسعار.

تماسك رغم الضغط

تواصل أسعار النفط التعافي، مع بقاء مخزونات النفط أقل من المتوقع، وفقا لما قاله لـ "الاقتصادية" أندريه جروسي، مدير شركة "إم.إم.ايه.سي" الألمانية، لكنه أشار إلى أن المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وتأثير الرسوم الجمركية في التجارة العالمية قد تحد من تحقيق مزيد من المكاسب.

وبحلول الساعة 0300 بتوقيت جرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم مارس 0.66% إلى 70.5 دولار للبرميل، لكنها ما زالت مرتفعة 1.5% خلال نحو أسبوع.

وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم أبريل 0.7% إلى 67.19 دولار للبرميل، بينما تظل رابحة نحو 1% خلال خمسة أيام.

وكان الخامان قد ارتفعا بنحو 2% يوم أمس الأربعاء، بعد أن أظهرت بيانات حكومية أمريكية انخفاضا أكبر من المتوقع في مخزونات النفط والوقود.

ووفقا للبيانات الأمريكية، فقد ارتفعت مخزونات الخام في الولايات المتحدة بمقدار 1.4 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وهو ما جاء أقل من التوقعات التي أشارت إلى زيادة قدرها مليونا برميل.

وقال الدكتور ربيع يوسف، مدير قسم الطاقة في جامعة أحمدو النيجيرية، لـ "الاقتصادية": "إن بيانات الطلب العالمي على النفط تظل قوية بمتوسط 102.2 مليون برميل يوميا، لكن المخاطر المرتبطة بالتباطؤ الاقتصادي وتحول السياسات التجارية قد تضغط على الأسعار"، لافتا إلى اعتماد معنويات السوق على بيانات العرض القادمة واستقرار البنية التحتية للطاقة.

وأدت التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين التجاري إلى إضعاف ثقة المستثمرين، ما تسبب بدوره في زيادة تقلبات أسعار النفط، وفقا لما قالته لـ "الاقتصادية" ليندا تسيلينا، مدير المركز المالي العالمي المستدام.

سمات

الأكثر قراءة