سفير بكين لـ «الاقتصادية»: 35 شركة صينية فتحت مقار إقليمية في الرياض

سفير بكين لـ «الاقتصادية»: 35 شركة صينية فتحت مقار إقليمية في الرياض
السفير الصيني تشانغ هوا

أنشأت 35 شركة صينية مقار إقليمية في السعودية في خطوة تهدف إلى زيادة الاستثمارات مع تنامي المشاريع والأنشطة التجارية في السوق المحلية، بحسب ما ذكره لـ "الاقتصادية" السفير الصيني تشانغ هوا.

هوا قال "إن السعودية تعد واحدة من أهم أسواق المقاولات للصين في منطقة الشرق الأوسط، ما دفع الشركات الصينية إلى تنفيذ عديد من مشاريع البنية التحتية، كمشاريع هندسة الاتصالات ومعالجة مياه الصرف الصحي والموانئ والنقل".

كما تضمنت أنشطة الشركات مشاريع المرافق العامة كالملاعب الرياضية والإسكان الاجتماعي، ومشاريع تطوير الطاقة الجديدة كمحطات الطاقة الشمسية وتخزين الطاقة، والصناعات التحويلية كالبتروكيماويات وتعدين المعادن، بحسب المسؤول الصيني الذي أكد عزم الشركات الصينية على مواصلة زيادة الاستثمارات في السعودية.

وبلغ إجمالي استثمارات الشركات الصينية المباشرة 2.481 مليار دولار حتى 2023، وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء السعودية.

وأضاف هو أن "أعمال الشركات الصينية التي تعمل في السعودية حاليا تغطي مجالات تتضمن المقاولات والخدمات اللوجستية والتجارة الإلكترونية وخدمات الاتصالات والطب الحيوي والاستثمار الصناعي وبناء المناطق الصناعية، وبدأت تتوسع تدريجياً في مجالات الخدمات المالية والاستشارات والتعاون التكنولوجي وتجارة التجزئة، ما يعكس تحولاً من "نموذج الاعتماد على الطاقة" إلى "نموذج مدفوع بالابتكار".

وأشار إلى أنه خلال السنوات الأخيرة، تحت قيادة الدبلوماسية على مستوى القمة، تم تحقيق التكامل العميق بين مبادرة "الحزام والطريق" الصينية ورؤية السعودية 2030، وتعمق الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين، وحقق التعاون العملي نتائج مثمرة، وأصبحت الزيارات المتبادلة بين الشعبين أكثر كثافة، وتجاوز حجم التجارة الثنائية أكثر 100 مليار دولار لسنوات متتالية.

وقال السفير الصيني تشانغ هوا "سنستغل في هذا العام الذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين كفرصة ونقطة انطلاق جديدة، لتعميق التكامل بين مبادرة (الحزام والطريق) ورؤية السعودية 2030، وتعزيز مزايا التعاون الاقتصادي والتجاري الحالية، واستكشاف نقاط نمو جديدة في مجالات الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، لجعل نتائج التعاون العملي الثنائي أكثر واقعية وملموسة ومفيدة للجميع".

وشدد على أن مرونة الاقتصاد الصيني وحيويته ستقدمان مزيدا من الثقة والقوة الدافعة للاقتصاد العالمي الذي يسوده عدم اليقين، ولا سيما أن الرئيس شي جين بينغ أكد مراراً على أهمية الابتكار العلمي والتكنولوجي خلال دورتي الصين السنويتين، إذ إن "الابتكار العلمي والتكنولوجي والابتكار الصناعي هما الطريق الأساسي لتطوير القوى المنتجة الجديدة النوعية"، و"علينا أن نسلك طريق الابتكار العلمي والتكنولوجي".

ونوه السفير الصيني بنجاح DeepSeek على مستوى العالم الذي يعد انعكاسا لصعود الصناعات المستقبلية في الصين التي تعتزم إنشاء آلية لزيادة الاستثمار في الصناعات المستقبلية، وإنماء التصنيع الأحيائي والعلوم والتكنولوجيا الكمومية والذكاء الاصطناعي المجسَّد والجيل السادس من تكنولوجيا الاتصالات وغيرها من الصناعات المستقبلية، لتوفير بيئة ابتكارية أكثر حيوية تقود تطوير القوى المنتجة الجديدة النوعية من خلال الابتكار العلمي والتكنولوجي.

وحول الفرص التي سيقدمها النمو الاقتصادي الصيني للاقتصاد العالمي، قال السفير الصيني "إن رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ أشار في تقرير أعمال الحكومة إلى أنه مهما كانت تغيرات الظروف الخارجية، فسنتمسك بالانفتاح على الخارج بلا تردد وبصورة دؤوبة، ونوسع الانفتاح المؤسسي بخطوات راسخة والانفتاح الذاتي والانفتاح الأحادي الجانب بشكل منتظم، إذ إن الانفتاح هو مصدر حيوية الاقتصاد الصيني، وهو أيضاً وعد صيني راسخ تجاه العالم.

وأكد هوا أن الاقتصاد الصيني هو ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وتعد الصين الشريك التجاري الرئيسي لأكثر من 150 دولة ومنطقة، وتواصل وضع التنمية في مركز الأجندة الدولية، وتتمسك بمفهوم مجتمع مصير مشترك للبشرية، وتعمل بشكل ثابت كـ"دولة كبيرة تمكينية"، ما يضفي مزيدا من الاستقرار واليقين على الاقتصاد العالمي.

الأكثر قراءة