تأخر شحنات المتاجر الإلكترونية تدفع الخليجيين إلى أسواق الشرقية قبل العيد
تشهد أسواق المنطقة الشرقية، خاصة قطاع التجزئة خلال شهر رمضان تدفقا ملحوظا للمتسوقين الخليجيين، في ظاهرة تعكس مكانة المنطقة الشرقية كمركز تسوق إقليمي رئيسي.
وتكشف هذه الحركة عن عدة عوامل دفعت الزوار من دول الخليج إلى تفضيل الأسواق السعودية على البدائل الأخرى، سواء التقليدية منها أو الإلكترونية.
يعزو تجار ومستهلكون تحدثت إليهم «الاقتصادية» هذا الإقبال اللافت إلى وفرة المنتجات في السوق السعودية وتنوعها، إلى جانب توفرها الفوري، وهي ميزة يفتقدها بعض المستهلكين عند التسوق عبر الإنترنت.
التأخير في موسم الأعياد
وفي ظل التأخير المحتمل لشحنات التجارة الإلكترونية، خاصة خلال المواسم الدينية مثل الأعياد، يفضل عديد من المتسوقين الخليجيين التسوق المباشر من الأسواق السعودية، حيث يمكنهم الحصول على المنتجات فورا دون القلق بشأن تأخير الشحن أو عدم توفر البضائع المطلوبة في بلدانهم.
التوفر والتنوع
وتقول ريناد ناصر إحدى بائعات التجزئة في الدمام: إن التجار السعوديين يدركون جيدا احتياجات الزبون الخليجي ويحرصون على توفير مجموعة واسعة من المنتجات بأسعار تنافسية، مضيفة أن ذلك ينعكس على توافد العملاء من دول الخليج إلى السعودية للاستفادة من هذا التنوع.
لا يقتصر الإقبال على التسوق التقليدي فحسب، بل ترى بعض المتسوقات أن الأسواق السعودية تسبق غيرها في طرح أحدث المنتجات بمجرد انتشار الحديث عنها عالميا، وتقول فاطمة محمد إحدى المتسوقات القادمة من البحرين: إن السعودية تقدم أحدث المنتجات فور نزولها في الأسواق العالمية، ما يتيح لنا فرصة مواكبة الاتجاهات الجديدة واقتنائها في وقت قياسي، دون الحاجة إلى الانتظار.
قرب المسافة
يسهم قرب المسافة وسهولة التنقل بين دول الخليج في تعزيز حركة التسوق عبر الحدود، وهو ما يمكن للمتسوقين الانتقال بسهولة من دولهم إلى السعودية، ما يجعل رحلة التسوق أكثر سلاسة وجاذبية مقارنة بالخيارات الأخرى.
ويعد بعض المتسوقين الخليجيين أن زيارتهم للأسواق السعودية لا تقتصر على الاستهلاك فقط، بل تمتد إلى استكشاف الفرص التجارية، فهناك اهتمام متزايد باستقطاب العلامات التجارية السعودية وإدخالها إلى أسواق الخليج الأخرى عبر الحصول على الامتياز التجاري "الفرنشايز"، في ظل تنامي جودة المنتجات المحلية السعودية، وتنافسيتها من حيث الأسعار والمواصفات.
وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة تعزز العائدات الاقتصادية لقطاع التجزئة السعودي، فلإن تأثيرها يتجاوز الجانب الاقتصادي ليعكس الترابط الاجتماعي والثقافي بين دول الخليج، إذ إن التشابه الكبير في العادات والتقاليد بين مواطني الخليج يجعل التاجر السعودي أكثر دراية باحتياجات الزبون الخليجي، ما يسهل عليه توفير تجربة تسوق تلبي توقعاته.
وبينما تستمر الأسواق السعودية في التوسع وتطوير تجارب التسوق، من المتوقع أن يزداد تدفق المتسوقين الخليجيين خلال السنوات المقبلة، خصوصا مع مبادرات تعزيز السياحة والتجارة الإقليمية التي تدفع نحو مزيد من التكامل الاقتصادي بين دول الخليج.