ارتفاع الأسهم الآسيوية بعد تلميحات ترمب بشأن تخفيف الرسوم
ارتفعت الأسهم الآسيوية، يوم الثلاثاء، بعد مؤشرات على أن العقوبات التجارية التي يفرضها الرئيس دونالد ترمب ستكون أقل شدة مما كان متوقعاً، ما ساعد على دفع الأسهم الأمريكية إلى واحدة من أفضل جلساتها هذا العام.
سجل مؤشر أسهم آسيا ارتفاعاً طفيفاً بعد المكاسب التي حققتها الأسواق في اليابان وأستراليا، بينما شهدت الأسهم الصينية تقلبات، وانخفضت أسهم هونج كونج.
وارتفعت عوائد السندات الأمريكية بشكل طفيف في التعاملات الآسيوية، بعد صعود عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار تسع نقاط أساس إلى 4.33% في الجلسة السابقة. وشهدت أسواق وول ستريت انتعاشاً قوياً يوم الإثنين، بعد عمليات بيع حادة أثارت الشكوك حول قوة الاقتصاد الأمريكي.
ارتياح بسبب الإعفاءات
حصلت الأسواق، التي شهدت توتراً بشأن التأثير الاقتصادي لحرب تجارية شاملة، على بعض الارتياح بعد ظهور إشارات تفيد بأن الرسوم الجمركية الأمريكية القادمة ستكون أكثر استهدافاً من الحزم الواسعة التي هدد بها ترمب في بعض الأحيان. وقد أشار الرئيس مرتين يوم الإثنين، إلى أن شركاء التجارة قد يحصلون على إعفاءات أو تخفيضات في الرسوم.
وقال إيفان فاينسيث من شركة "تايغرس فاينانشيال بارتنرز" (Tigress Financial Partners): "تبدو الأسهم على استعداد لمواصلة الارتفاع من المستويات المفرطة في البيع، كما أن أي تخفيض محتمل في تأثيرات الرسوم الجمركية سيكون بمثابة محفز صعودي". وأضاف: "أعتقد أننا شهدنا أسوأ مراحل التراجع في السوق، لكننا سنستمر في رؤية تقلبات متزايدة في بداية الشهر المقبل بناءً على نتائج سياسات التعريفات الجمركية التي يفرضها الرئيس ترمب".
كشف البنك المركزي الصيني عن طريقة جديدة لتسعير القروض السنوية الممنوحة للبنوك، في أحدث خطوة ضمن جهود صانعي السياسات لإصلاح أدواتهم النقدية. وأعلن بنك الشعب الصيني أن البنوك ستكون قادرة على تقديم عطاءات بأسعار مختلفة للحصول على قروضه السنوية المعروفة باسم التسهيلات الإقراضية متوسطة الأجل.
تحسن الثقة تجاه الصين
وفي إشارة إلى تحسن ثقة المستثمرين تجاه الصين، ضخ مدراء الأموال استثمارات ضخمة في صناديق المؤشرات المتداولة، التي تشتري الأسهم الصينية الأسبوع الماضي، وذلك بعد إعلان الحكومة عن إجراءات جديدة لدعم الاستهلاك وتعزيز الاقتصاد.
كما قامت شركتان تابعتان لشركة "آرك إنفستمنت مانجمنت" (Ark Investment Management)، المملوكة لكاثي وود، بشراء شهادات الإيداع الأميركية الخاصة بشركة "بايدو"، عملاقة محركات البحث الصيني، يوم الإثنين.
في أستراليا، من المقرر أن يكشف وزير الخزانة جيم تشالمرز عن ميزانية الحكومة يوم الثلاثاء. ويتوقع الاقتصاديون أن تظهر البيانات عجزاً نقدياً أساسياً في الـ12 شهراً حتى يونيو 2026 بقيمة 40 مليار دولار أسترالي (25.1 مليار دولار أميركي)، وهو أفضل قليلاً من التوقعات السابقة التي قدرت العجز بـ46.9 مليار دولار أسترالي، وفقاً لمراجعة وزارة الخزانة في ديسمبر الماضي.
قال تييري ويزمان من بنك ماكواري: "قلنا الأسبوع الماضي إننا شهدنا بالفعل 'ذروة الفوضى' في سياسة الرسوم الجمركية الأميركية". وأضاف: "يبدو أن أحداث عطلة نهاية الأسبوع أكدت أن تنظيم وترشيد هذه السياسة قادم، يليه مفاوضات وتنازلات".
رسوم ترمب المرتقبة
يواصل الرئيس دونالد ترمب الترويج لإعلانه المرتقب في 2 أبريل باعتباره "يوم التحرير"، معلناً عن سياسة حمائية أكثر صرامة تستهدف شركاء تجاريين يتهمهم منذ فترة طويلة بـ"استغلال" الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، سارع عدد من الدول المتضررة من الرسوم الأميركية إلى تحديد اجتماعات مع مسؤولين في إدارة ترمب لتقديم تنازلات، على أمل الحصول على استثناءات من الرسوم الجمركية المتبادلة.
في كوريا الجنوبية، قفزت أسهم شركة "هيونداي موتور" بنسبة 7.5% بعد أن رفعت خطتها الاستثمارية في الولايات المتحدة إلى 21 مليار دولار بحلول عام 2028 لزيادة إنتاج السيارات ومشاريع أخرى، مما عزز التوقعات بإمكانية تجنب رسوم أميركية أعلى.
من جانبه، حذر جون غراي، رئيس شركة "بلاكستون"، المستثمرين من اتخاذ قرارات متسرعة بناءً على تحركات ترمب المتعلقة بالتعريفات، مشيراً إلى ضرورة الانتظار لمعرفة مسار المفاوضات.
على الصعيد النقدي، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، إن زيادة التعريفات الجمركية تعرقل جهود خفض التضخم، وهو ما دفعه إلى تعديل توقعاته بشأن تخفيض سعر الفائدة هذا العام إلى مرة واحدة فقط بدلاً من مرتين.
مخاوف عالمية
أعرب عدد متزايد من المصرفيين ووزراء المالية حول العالم عن قلقهم من أن حرباً تجارية عالمية قد تعرقل النمو الاقتصادي وتغذي التضخم، مما قد يجعل من الصعب تحديد استجابة نقدية فعالة.
في الوقت نفسه، يرى استراتيجيون من "جيه بي مورغان"، و"مورغان ستانلي"، و"إيفركور" أن أسوأ موجة تراجع في السوق قد انتهت، مستندين إلى تحسن مؤشرات ثقة المستثمرين والتأثيرات الموسمية الإيجابية.
وقال محللون في "بلاك روك إنفستمنت إنستيتيوت"، من بينهم جان بويفين ووي لي: "التراجع الأخير في الأسهم الأميركية أثر على تفوقها مقابل بقية الأسواق العالمية، لكننا لا نزال نفضل الأميركية ونرى فرصاً عبر الأسواق العالمية".
في أسواق السلع، حافظ النفط على مكاسبه بعد إعلان ترمب أنه سيسعى لفرض تعريفة بنسبة 25% على الدول التي تشتري النفط والغاز من فنزويلا.