باستخدام الذكاء الاصطناعي .. منجم صيني يحقق أرباحا تفوق أرباح بنك استثماري

في مقاطعة شنشي بالصين، حيث كانت صناعة الفحم تقترن دائما بالعمل الشاق والظروف الخطرة، يشهد منجم داهايز تحولاً جذرياً في صناعة التعدين، وفقا لـ "ساوث تشاينا مورنينج بوست".

بقيادة شركة تشاينا نانشونال كوال جروب المملوكة للدولة، استطاع المنجم أن يزدهر حتى في ظل انخفاض أسعار الفحم، محققًا هامش ربح قدره 40% في 2024، مقارنة بعملاق وول ستريت، مورجان ستانلي، فقد حقق ما يزيد قليلاً على 20% العام الماضي.

يعود نجاح المنجم إلى رهانه القوي على الثورة التقنية والتحديات الفنية التي قال عنها ليانج يونفنج، الرئيس التنفيذي للمنجم: إن كُثُرًا كانوا يعدونها غير قابلة للتطبيق. بوجود الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الجيل الخامس في كل مكان، يعد داهايز أذكى منجم على الإطلاق. يمتد المنجم على مساحة 266 كيلومترا مربعا، ويحتوي على احتياطي فحم يبلغ 3.2 مليار طن، مع إنتاج سنوي يبلغ 20 مليون طن.

منذ بدء الإنتاج في 2023، يقوم 980 موظفاً - وهو عدد ضئيل مقارنةً بالمناجم التقليدية - بإدارة الأنظمة المتطورة بالموقع، ما يسمح لكل موظف بإنتاج ما يقارب مليون دولار من العائدات السنوية.

على عمق 640 مترًا تحت الأرض، تستخدم ماكينات القص الموجهة بالذكاء الاصطناعي لنحت طبقات الفحم بدقة مليمترية، مع تعديل مسارات القطع آنيًا لتجنب ارتفاع منسوب المياه في الأعماق.

تقوم طائرات بدون طيار لفحص الأنفاق بمسح الأنفاق في 8 دقائق -وهي مهمة تستغرق ساعات طويلة من البشر- بينما تتولى الأذرع الروبوتية إصلاح الأنابيب وعديدا من الوظائف الأخرى.

حتى مع انخفاض أسعار الفحم الصيني بنسبة 18% في 2024، وصلت عائدات المنجم إلى 9.1 مليار يوان مع صافي ربح قدره 3.8 مليار يوان، وذلك يُعادل أداء العلامات التجارية الفاخرة. هذا النجاح يعكس تحديا محتملا بين النمو الاقتصادي الصيني المدعوم بالتكنولوجيا ونماذج العمل الغربية.

في الوقت الذي تتردد فيه بعض الدول الغربية في تبني الأتمتة للحفاظ على الوظائف التقليدية، يثبت منجم داهايز أن التكنولوجيا الذكية يمكن أن تحافظ على الإنتاجية والربحية.

ورغم التحفظات الأولية من بعض العمال، حيث كان كثير منهم غير مُستعد لإشراف الذكاء الاصطناعي، فإن الآراء تحولت إلى دعم التطبيقات الذكية التي تعيد تشكيل أساليب العمل وتعزيز سلسلة القيمة بشكل عام.