وارن بافيت .. صاحب الرؤية الثاقبة الذي خرج رابحا من نزيف الخسائر

وارن بافيت .. صاحب الرؤية الثاقبة الذي خرج رابحا من نزيف الخسائر
"رويترز"

في يوم نحس، وواحد من 4 سود لا يفصلها عن بعضها بعضا كثير من الزمن، خسر أغنى 500 شخص في العالم نحو 208 مليارات دولار، وفقدت أسواق الأسهم الأمريكية استثمارات بقيمة 5 تريليونات دولار خلال يومين فقط، بعد إعلان الرئيس دونالد ترمب فرض رسوم جمركية على 180 دولة.

كان من أبرز الخاسرين الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الذي تقلصت ثروته 130 مليار دولار منذ بداية هذا العام إلى 302 مليار؛ أما مواطنه وزميله في عالم الأثرياء جيف بيزوس، فقد خسر 45.2 مليار، لتتقلص ثروته إلى 193 مليارا.

لكن شخصا واحدا خرج رابحا من نزيف خسائر أفقد أغنى أغنياء العالم مليارات الدولارات.. إنه وارن بافيت، صاحب الرؤية الثاقبة، الذي أضاف إلى ثروته 12.7 مليار دولار هذا العام.

رؤية ثاقبة

لطالما كان بافيت يشكو من أن تقييمات الأسواق مبالغ فيها؛ وكانت رؤيته تقوم على أن هذه الأسواق ستتجه إلى الهبوط يوما ما لا محالة.

لذلك، فقد كدس على مدى السنوات الماضية أكبر كم على الإطلاق من السيولة الاحتياطية، حيث ظلت شركته "بيركشير هاثاواي" بائعا خالصا للأسهم منذ عام 2022.

في عام 2024، باعت شركته أسهما بقيمة 134 مليار ريال، ليبلغ حجم السيولة المتوافرة لديها مستوى قياسيا عند 334 مليار دولار. كان الرجل في ذلك الوقت يبدو كشخص يسبح عكس التيار ببيعه قسطا كبيرا من الأسهم، خاصة في شركة "أبل" دون أن يعيد شراءها، ليكتفي بتكديس السيولة في شركته.

وبينما قلصت "بيركشير هاثاواي" حصتها في "أبل" بنحو الثلثين العام الماضي، فقد استثمرت معظم السيولة التي توافرت لديها في سندات قصيرة الأجل، وهو ما ساعد الشركة على التحوط من تقلبات السوق، وأسهم أيضا في تحقيق أرباح للمستثمرين فيها.

كانت أسهم "أبل" قد هوت 28% من مستوى ذروة بلغته في ديسمبر الماضي. ومن المتوقع أن تواصل هذه الأسهم نزيف الخسائر بعد أن فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية ضخمة على الصين، التي تحتضن مصانع إنتاج تابعة للشركة الأمريكية.

في فبراير الماضي، أوضح بافيت المغزى من تحركه، حيث قال في خطاب "إن التوقعات بتحقيق دخل كبير من الاستثمار في السندات الأمريكية مع تحسن عوائدها تدعم الموقف المالي للشركة، التي حققت بالفعل أرباحا من الأسهم التي باعتها في زمن الرخاء السابق على الهبوط".

ترمب والقاضية

في نهاية الأسبوع الماضي، أعلن ترمب فرض حد أدنى بنسبة 10% من الرسوم الجمركية على جميع الدول المصدّرة إلى الولايات المتحدة، في حين تم فرض رسوم إضافية بين 30% و41% على 6 دول رئيسية، تشمل الصين واليابان ودولاً أوروبية.

عقب الإعلان، تكبدت بورصة وول ستريت خسائر فادحة في أحد أسوأ الأيام بالنسبة للأسهم منذ ذروة موجة البيع التي شهدتها الأسواق خلال جائحة فيروس كورونا، حيث محي نحو تريليوني دولار من قيمة مؤشر "إس آند بي 500"، الذي تراجع بنحو 5%.

ووفقا لمحللين، فإن الرسوم الجمركية التي أعلنها ترمب تمثل "أكبر زيادة ضريبية" منذ عام 1986؛ وقد تؤدي هذه الرسوم إلى تقلص التجارة الدولية وتدخل عديدا من الدول في كساد اقتصادي، فضلا عن أنها قد تشعل حربا تجارية واسعة النطاق.

 

الأكثر قراءة