الخميس, 17 أَبْريل 2025 | 18 شَوّال 1446


عملاء "أبل" يهرعون لشراء "آيفون" خوفا من ارتفاع أسعاره بسبب الرسوم

أدت تهديدات إدارة ترمب بفرض رسوم جمركية ضخمة إلى تراجع حاد في سعر سهم "أبل"، لكنها في الوقت نفسه أوجدت فائدة قصيرة الأجل تمثلت بتدفق الزبائن إلى متاجر البيع بالتجزئة لشراء "آيفون".

قال موظفون في عدة فروع لـ"أبل" في أمريكا، إن المتاجر ازدحمت بالمتسوقين نهاية الأسبوع الماضي، وعبّر عديد منهم عن قلقهم من أن الأسعار سترتفع بشكل كبير بعد فرض الرسوم.

يذكر أن معظم أجهزة "آيفون"، وهي المنتج الأكثر مبيعا وأهمية لدى الشركة، تصنع في الصين، والتي ستفرض عليها رسوم جمركية تصل إلى 54%.

قال أحد الموظفين الذي طلب عد الكشف عن هويته لعدم حصوله على تصريح رسمي للحديث إلى الإعلام "كان المتجر مزدحما بالزبائن الذين يشترون الهواتف بدافع الهلع"، مضيفا "كل زبون تقريبا سألني إن كانت الأسعار سترتفع قريبا".

موسم الأعياد

رغم أن الزحام لم يصل إلى مستوى طوابير إطلاق "أيفون" الجديد، فإن الأجواء كانت أشبه بموسم الأعياد، بحسب موظفين، وقال أحدهم: "الناس يندفعون للدخول وهم قلقون ويطرحون الأسئلة"، مضيفا أن الشركة لم تُصدر أي تعليمات للموظفين بشأن كيفية التعامل مع هذه الاستفسارات.

أدى هذا الاندفاع إلى زيادة في المبيعات، وأكد شخص مطّلع أن متاجر "أبل" في أمريكا سجلت مبيعات أعلى خلال عطلة نهاية الأسبوع مقارنة بالأعوام الماضية في بعض الأسواق الكبرى. ورفض متحدث باسم "أبل" التعليق.

يتوقع أن تعلن "أبل" عن نتائجها للربع المالي الثاني في الأول من مايو، ما سيمنح المدير التنفيذي تيم كوك والمدير المالي كيفن باريخ فرصة لمناقشة أثر الرسوم المتوقعة، وكان كوك أشار خلال مكالمة إعلان نتائج الربع السابق إلى أن الشركة تدرس الآثار لكنها لن تعلق بشكل إضافي في ذلك الوقت.

ضربة قوية للأسهم

تعرضت "أبل" لضربة قوية في سوق الأسهم بسبب المخاوف من الرسوم، إذ فقدت أكثر من نصف تريليون دولار من قيمتها السوقية خلال يومين فقط، وسجل سهمها أسوأ أداء خلال 3 أيام منذ أزمة فقاعة الإنترنت عام 2001.

لمواجهة تداعيات الرسوم، بدأت الشركة بتكديس المخزون مسبقا، كما أنها تسعى لتقليل الأضرار المستقبلية من خلال توجيه مزيد من الأجهزة المصنعة في الهند إلى السوق الأمريكية، حيث من المتوقع أن تكون الرسوم على المنتجات الهندية أقل من تلك المفروضة على الصين.

كذلك عملت "أبل" منذ سنوات على نقل جزء من عمليات التصنيع إلى فيتنام، التي ستواجه رسوما أقل، وتصنع الشركة هناك ساعات "أبل"، و"ماك"، و"أيربودز"، و"آيباد"، إضافة إلى نماذج من "ماك" تنتج في إيرلندا وتايلاندا وماليزيا.

كان متجر "أبل" الرئيسي في الجادة الخامسة في نيويورك مزدحماً بعد ظهر الإثنين. وقالت أمبار دي إيليا، وهي من بوينس آيرس وتزور نيويورك: "كنت أخطط لشراء آيفون 15 لأختي الصغيرة، لكن عندما قرأت أخبار وول ستريت صباح اليوم، قررت أن الوقت الآن مناسب للشراء".

الحد من ارتفاع الأسعار

يحاول المحللون تقدير تأثير الرسوم الجمركية البالغة 54% على الأسعار، ويعتقد البعض أن أجهزة "آيفون" قد تباع بألفي دولار أو أكثر، لكن بحسب تقارير "بلومبرغ"، يرجح أن تقوم "أبل" بعدة خطوات للحد من ارتفاع الأسعار، بما في ذلك الضغط على الموردين وتحمل هوامش ربح أقل. يُذكر أن سعر الطراز الرئيسي من "آيفون" لا يزال يبدأ من 999 دولارا منذ 2017.

أحد الموظفين قال إنه لا يستبعد أن يستمر الاندفاع خلال الأيام المقبلة. وأضاف آخر أن هذا الوقت من السنة عادة ما يكون موسماً هادئاً لأن الإصدارات الجديدة من "آيفون" تطلق في سبتمبر، لكن عديد من الزبائن قرروا التحديث الآن.

قد تسهم هذه الموجة في دعم نتائج الشركة للربع الثالث الذي يمتد حتى يونيو، حيث تبيع "أبل" حاليا من مخزون سبق أن جهزته، أما التأثير الفعلي للرسوم فقد لا يظهر إلا في الربع التالي.

الأكثر قراءة