المخاطر ما زالت تحدق بأسواق النفط رغم استرداد بعض خسائر الخام

المخاطر ما زالت تحدق بأسواق النفط رغم استرداد بعض خسائر الخام

ما زالت مخاطر كثيرة تحدق بأسواق النفط العالمية، على الرغم من تعافيها جزئيا من خسائر مريرة منيت بها على مدار الأيام الماضية وعودتها إلى منحنى الصعود، وفقا لما قاله لـ "الاقتصادية" محللون متخصصون.

كانت أسعار الخام العالمية قد دخلت في موجة هبوط منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في الثاني من أبريل الجاري فرض رسوم جمركية على جميع الواردات.

وبنهاية تعاملات أمس الإثنين كان برنت والخام الأمريكي قد هبطا 14 و15% بالترتيب، وهي مستويات بلغها الخامان للمرة الأولى منذ نحو أربع سنوات.

وبحلول الساعة 12:00 بتوقيت جرينتش، كان خام القياس العالمي مزيج برنت مرتفعا 0.35% إلى 64.55 دولار للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 0.4% إلى 61.18 دولار.

بيد أن بنك "آي.إن.جي" يرى أن المخاطر الهبوطية ما زالت مستمرة في السوق، بسبب التوترات الجيوسياسية المتزايدة وتهديد تصاعد الحواجز التجارية التي قد تؤدي إلى تآكل النمو العالمي وقمع الطلب على الطاقة.

ضغوط متعددة

جاء الانخفاض الحاد في أسعار النفط في ضوء مخاوف المستثمرين المتزايدة من تصاعد التوترات التجارية، التي قد تضعف النشاط الاقتصادي العالمي وتخفض الطلب في الدول الرئيسية المستهلكة للنفط، وفقا لما قاله لـ "الاقتصادية" سيفين شيميل، مدير شركة "في.جي إندستري" الألمانية.

وهدد ترمب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على السلع الصينية، إذا لم ترفع بكين الرسوم الجمركية الانتقامية البالغة 34%؛ ومن غير المرجح أن تتراجع الصين عن هذه السياسة، بحسب البنك.

ورجح بنك "آي.إن.جي" أن تشهد الأسواق مزيدا من التصعيد، في الوقت الذي ذكر فيه أن التقديرات تشير إلى زيادة مخزونات الخام في الولايات المتحدة بنحو 1.6 مليون برميل الأسبوع الماضي، مما يعكس استمرار المخاوف بشأن فائض المعروض.

قد تكون السوق أيضا على موعد من انخفاضات سعرية أعمق عقب تحرك تحالف "أوبك+" لزيادة الإمدادات، وفقا لما قاله لـ "الاقتصادية" الدكتور ربيع يوسف، مدير قسم الطاقة في جامعة أحمدو النيجيرية.

أشار يوسف إلى أن الجمع بين العرض الأقوى من جانب "أوبك+" وتأثيرات الرسوم الجمركية، مع تلقي عدد من الدول الآسيوية رسوما متبادلة أعلى من المتوقع، "من شأنه أن يؤدي إلى اضعاف الطلب".

ماركوس كروج، كبير محللي شركة "ايه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، قال بدوره لـ "الاقتصادية" إن السوق تضع في الحسبان احتمالات أكبر لحدوث ركود اقتصادي.

وبينما أشار إلى أن تحالف "أوبك+" فاجأ السوق الأسبوع الماضي بزيادة أكبر من المتوقع في إمدادات شهر مايو المقبل، فقد توقع أن يوقف التحالف زيادة المعروض، أو ربما حتى يقلصه، إذا استمر الضغط الهبوطي على الأسعار.

الأكثر قراءة