الأحد, 11 مايو 2025 | 13 ذو القَعْدةِ 1446


الصين تستخدم "سلاح الخدمات" للرد على رسوم ترمب

تتوقع مصادر صينية أن تتخذ بكين سلسلة من "الخطوات الكبيرة"، تشمل فرض قيود على أفلام هوليوود وشركات المحاماة والاستشارات الأمريكية، ردا على رفع واشنطن الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 104%.

هذا يعني توسيع نطاق النزاع التجاري ليشمل قطاع الخدمات الذي تعاني فيه الصين عجزا كبيرا مع الولايات المتحدة، وفقا لرين يي، المدون المعروف باسمه المستعار على الإنترنت "تشيرمن رابيت".

قال رين لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست": "لقد ركزت الحرب التجارية فقط على تجارة السلع، وهو أمر غير معقول، لأن الولايات المتحدة (...) تشتري سلعنا وتبيعنا خدمات".

رين، الذي لديه أكثر من مليون متابع على منصة التدوين الصينية "ويبو"، أشار إلى أن بكين لا تزال لديها 6 "خطوات كبيرة متبقية" يمكنها استخدامها لمواجهة الضغوط التجارية الأمريكية.

تشمل هذه الإجراءات فرض قيود على مشتريات الخدمات من الشركات الأمريكية، زيادة الرسوم الجمركية على فول الصويا الأمريكي بشكل كبير، حظر استيراد الدواجن الأمريكية وأفلام هوليوود، تعليق التعاون في مجال مكافحة عقار الفنتانيل المحظور، والتحقيق مع الشركات الأمريكية في الصين بشأن قضايا تتعلق بالملكية الفكرية.

معلق سياسي آخر، يُدعى نيوتانكين، لديه أكثر من 4 ملايين متابع على منصة ويبو، نشر قائمة بالتدابير المضادة الستة المقترحة نفسها، حسبما ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".

قال رين، نقلا عن مصادر مطلعة على مناقشات رسمية في بكين، يمكن للصين استهداف قطاع الخدمات الأمريكي بطرق متنوعة، مثل منع الشركات الأمريكية من المشاركة في المشتريات الحكومية الصينية، أو الحد من التعاون بين الشركات الصينية وشركات المحاماة والاستشارات الأمريكية. مضيفا: "في قطاع تجارة الخدمات، لدى الصين مجال واسع لاتخاذ تدابير مضادة لأن (...) الاقتصاد الأمريكي مدفوع إلى حد كبير بالخدمات".

في 2024 سجلت الصين عجزا ثنائيا في الخدمات مع الولايات المتحدة بلغ 31.84 مليار دولار. بلغت وارداتها 54.6 مليار دولار، مقابل صادرات في حدود 22.7 مليار دولار، بحسب مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي.

بكين أعلنت في وقت سابق من هذا العام خطة لفتح أبوابها على نطاق أوسع أمام المستثمرين الأجانب، بما في ذلك فتح قطاعات الاتصالات والرعاية الصحية والتعليم. وأي خطوات في الاتجاه المقابل قد تعني تراجعا عن هذا التوجه.

وقال رين: إن بكين ربما تشعر بأنها قادرة على حظر الأفلام الأمريكية، لأن إنتاج هوليوود يفقد حصته السوقية بشكل مطرد في الصين، مشيرا إلى أن المشاهدين الصينيين عادة ما يكرهون "التركيز الأيديولوجي المفرط ونقص الابتكار" في الأفلام الرائجة، مثل نسخة ديزني الجديدة من "سنو وايت".

وأضاف: "هذا أمر لطالما طالب به كثيرون في هذه الصناعة. هيكل صناعة السينما يتطور، وأذواق الجمهور تغيرت، وهوليوود لم تعد تحظى بشعبية مثلما كانت في السابق".

وردا على سؤال حول ما جاء في مقال رين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان، خلال مؤتمر صحافي في بكين: "عادة نحن لا نعلق على التصريحات المنشورة على الإنترنت". مشيرا: "بالنسبة إلى موقف الصين، أعتقد أنني أوضحته بالفعل، سنواصل اتخاذ إجراءات حازمة وقوية لحماية حقوقنا ومصالحنا المشروعة".

الأكثر قراءة