"مجلس الذهب العالمي": تبادل مراكز القوة بين اليورو والدولار يعزز لمعان المعدن الأصفر

"مجلس الذهب العالمي": تبادل مراكز القوة بين اليورو والدولار يعزز لمعان المعدن الأصفر
آندور نيلور
"مجلس الذهب العالمي": تبادل مراكز القوة بين اليورو والدولار يعزز لمعان المعدن الأصفر

فيما أنهى الذهب مارس عند مستوى 3,115 دولارا أمريكيا للأونصة، محققًا ارتفاعًا شهريًا بنحو 10%، قال لـ"الاقتصادية" مجلس الذهب العالمي، إن مسيرة المعدن الأصفر مستمرة نحو الصعود خلال العام الجاري، وسط أداء فاق التوقعات بدعم ضعف الدولار وارتفاع الطلب الاستثماري، لا سيما من صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs).

آندور نيلور، رئيس قسم الشرق الأوسط في مجلس الذهب العالمي، قال في تصريحات خاصة، إن "مارس كان شهرا آخر في سلسلة من المكاسب المتتالية للذهب، بدأت منذ بداية العام، مشيرًا إلى أن تبادل مراكز القوة بين اليورو والدولار وتصاعد المخاطر الجيوسياسية، أسهم في تعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن.

يشار إلى أن عام 2024 شهد أداءً قياسيًا في سوق الذهب العالمية، حيث ارتفع الطلب الإجمالي 1% ليصل إلى 4,974.5 طنا، مدفوعا بزيادة الاستثمارات وعمليات الشراء المكثفة من قبل البنوك المركزية، خاصة في الربع الأخير من العام.

ونما الطلب الاستثماري على الذهب 25% ليصل إلى 1180 طنًا، وهو أعلى مستوى في 4 سنوات، مع توقف التدفقات الخارجة من صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب لأول مرة منذ 4 سنوات.

وأوضح نيلور أن صناديق الاستثمار المتداولة أسهمت بقوة في دعم الأسعار، حيث بلغت التدفقات الصافية في مارس 8.6 مليار دولار، لترتفع إجمالي تدفقات الربع الأول إلى 21 مليار دولار (226 طنًا)، وهو ثاني أعلى مستوى ربع سنوي منذ الربع الثاني من 2020.

ومن حيث التدفقات استحوذت أمريكا الشمالية على النسبة الكبرى في الربع الأول بـ 61%، تلتها أوروبا بـ 22%، في حين جاءت آسيا في المركز الثالث 16%، رغم أن أصولها المدارة لا تتجاوز 7% من الإجمالي العالمي. وسجلت أوروبا أقوى ربع لها منذ مطلع 2020، بتدفقات بلغت 4.6 مليار دولار، بحسب المسؤول.

ونتيجة لهذه التدفقات القوية، وصل إجمالي الأصول المُدارة لصناديق الذهب المتداولة إلى مستوى تاريخي عند 345 مليار دولار بنهاية مارس، مسجلة نموًا بنسبة 13% على أساس شهري و28% على أساس ربعي. كما ارتفعت الحيازات الإجمالية إلى 3,445 طنًا، وهو أعلى مستوى منذ مايو 2023.

ورغم تباطؤ طفيف في أنشطة التداول خارج البورصة، بلغ متوسط التداول اليومي العالمي للذهب خلال مارس نحو 266 مليار دولار، متماشيا مع المتوسط الفصلي البالغ 270 مليار دولار. كما ارتفعت التداولات في بورصة كومكس بدعم من ارتفاع الأسعار، بينما ساعد نشاط خيارات الذهب على تعزيز أحجام التداول في أمريكا الشمالية.

وسجلت رابطة سوق لندن للسبائك تداولات يومية خارج البورصة بقيمة 136 مليار دولار، مقارنة بمتوسط يومي لعام 2024 بلغ 113 مليار دولار، فيما انخفض إجمالي صافي مراكز الشراء الطويلة لعقود الذهب الآجلة في بورصة كومكس 3% ليصل إلى 804 أطنان بنهاية مارس.

في المقابل، ظل صافي مراكز الشراء التي يحتفظ بها مديرو الأموال مستقرًا عند 599 طنًا، مقابل 605 أطنان في نهاية فبراير. ويُعزى هذا الانخفاض المؤقت إلى عمليات جني أرباح، قبل أن تعود التوجهات الشرائية لاحقًا بدعم من السياسة التجارية الأمريكية والتوترات الجيوسياسية.

اختتم نيلور تصريحه بالتأكيد على أن الأساسيات الداعمة للذهب لا تزال قوية، رغم احتمالات تراجع الدعمين المالي والنقدي في الفترة المقبلة. وأشار إلى أن "التوقيت لا يزال غير مناسب للأصول عالية المخاطر، ما يجعل الذهب الخيار الأكثر أمانًا للمستثمرين في ظل بيئة اقتصادية وسياسية مضطربة".

الأكثر قراءة