منتجو النفط الصخري الأمريكي يواجهون تحديات مع تقلص عدد الحفارات

منتجو النفط الصخري الأمريكي يواجهون تحديات مع تقلص عدد الحفارات
"رويترز"

يواجه منتجو النفط الصخري الأمريكيون تحديات كبيرة في تحقيق التعادل، مع انخفاض أسعار الخام، حيث تقلص عدد الحفارات بالفعل بأكثر من 380 وحدة، وفقا لما قاله لـ "الاقتصادية" محللون متخصصون في القطاع.

تأتي هذه الضغوط على النفط الأمريكي في الوقت الذي أثرت فيه حرب الرسوم الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين على توقعات الطلب العالمي على النفط، حيث يحذر المحللون من انخفاض الاستهلاك بنسبة 1% إذا تباطأ النمو.

وسجلت أسعار النفط تراجعا في الأسواق العالمية إلى مستويات تقترب من 60 دولارا للبرميل، على أثر حالة عدم اليقين التي أعقبت إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية شاملة على دول العالم، قبل أن يعلق تطبيقها 90 يوما، مستثنيا الصين من هذا التعليق.

وخسر الخام نحو 6.7% خلال شهر واحد؛ لكن الأسعار تعافت بعض الشيء من مستويات متدنية. وبحلول الساعة (11:30) بتوقيت جرينتش، كانت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم مايو مرتفعة 2.38% إلى 64.76 دولار للبرميل.

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم يونيو 2.26% إلى 61.50 دولار للبرميل.

غير أن المختصين يرون أن حالة عدم اليقين بشأن الطلب العالمي وضغوط التكلفة في الولايات المتحدة تعمل على إبقاء المكاسب في نطاق ضيق والأسعار تحت ضغط.

إنتاج قوي وطلب ضعيف

رجح "كوميرتس بنك" الألماني أن يؤدي ضعف الطلب وزيادة الإنتاج القوية من قِبل تحالف "أوبك+" إلى فائض أكبر في سوق النفط في النصف الثاني من العام الجاري، مشيرا إلى أن المخاوف من فائض المعروض تدفع توقعات أسعار النفط إلى الانخفاض.

وبلغ إنتاج "أوبك+" أعلى مستوى في 8 أشهر في مارس الماضي، وسط انهيار الأسعار بسبب التوترات التجارية العالمية وخططها الخاصة لرفع الحصص تدريجيا في الربع الثاني، وفقال لما ذكرته وكالة "بلاتس" الدولية لمعلومات النفط.

تشير أحدث بيانات الوكالة إلى أن إنتاج "أوبك+" ارتفع بنحو 30 ألف برميل يوميا على أساس شهري، ليصل إلى 41.04 مليون برميل يوميا في مارس.

كانت هذه الزيادة أصغر بكثير من المسجلة في فبراير الماضي، عندما ارتفع الإنتاج بنحو 440 ألف برميل يوميا خلال الشهر؛ لكنها تظهر المعركة المستمرة التي تخوضها المنظمة لتطبيق تخفيضات الإنتاج.

وخفضت منظمة "أوبك" إنتاجها 10 آلاف برميل يوميا إلى 26.84 مليون برميل يوميا في مارس الماضي؛ وتفوق على هذه الزيادة إنتاج حلفاء المنظمة من خارجها 40 ألف برميل يوميا إلى 14.17 مليون برميل يوميا.

وتقيّم "بلاتس" خام برنت عند 62.685 دولار للبرميل، بانخفاض قدره 15 دولارا للبرميل منذ الأول من أبريل الجاري.

تحديات للمنتجين الأمريكيين

بينما يجري تداول النفط الخام في نطاق ضيق، مع قيام المتعاملين بتقييم مزيج من العوامل الصعودية والهبوطية، تؤثر المخاطر الجيوسياسية المتزايدة وتوتر العلاقات التجارية وضعف اقتصاد الإنتاج في الولايات المتحدة على المعنويات.

ومع اقتراب الأسعار من 55 دولارا في ظل هذا المشهد، يواجه منتجو النفط الصخري في الولايات المتحدة تحديات في تحقيق التعادل، بحسب المحليين.

وفي حين عدلت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها للطلب العالمي على النفط بالنقصان، وخفّضت توقعاتها لأسعار النفط بشكل ملحوظ، فقد توقعت أيضا تراجع نمو إنتاج الخام الأمريكي.

ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج الأمريكي بمقدار 300 ألف برميل يوميا فقط خلال هذا العام، وأن يستقرّ تقريبا في العام المقبل، وفقا لما قاله لـ "الاقتصادية" روس كيندي، العضو المنتدب لشركة "كيو إتش إيه" لخدمات الطاقة.

دامير تسبرات، مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية، يرى بدوره أن الإفراط المستمر في الإنتاج كان أحد الأسباب التي دفعت منتجي "أوبك+" الذين ينفذون تخفيضات طوعية قدرها 2.2 مليون برميل يوميا إلى الإعلان عن خطط مفاجئة لتسريع وتيرة تخفيف هذه التخفيضات في الربع الثاني.

وقال لـ"الاقتصادية": "تزامن ذلك مع فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رسوما جمركية على بعض الشركاء التجاريين، وخاصة الصين، واتخاذ تدابير انتقامية قادت إلى تقلب أسعار النفط".

غير أن سوون يونج، المدير السابق في شركة "فيتنام بتروليوم" أرجع الانخفاضات الحالية في أسعار النفط إلى ما قال إنه ركود متوقع "وليس إلى وفرة الطاقة الرخيصة".

وقال لـ"الاقتصادية": "يشير هذا إلى تباطؤ اقتصادي محتمل، يؤثر في استثمارات قطاع الطاقة؛ كما يمكن أن تؤدي الانخفاضات الحادة في أسعار النفط إلى فقدان الوظائف وانخفاض الإيرادات الضريبية وعواقب اقتصادية أوسع نطاقا في الولايات المتحدة على الرغم من الفوائد المحتملة لبعض القطاعات".

وعلى الرغم من هذه التوقعات المتشائمة للطلب، يتوقع محللون أن تؤدي العقوبات المتجددة على إيران إلى تقلص الإمدادات العالمية بأكثر من مليون برميل يوميا والضغط على المعروض من الخام، ما يعطي زخما صعوديا لتوقعات الأسعار.

الأكثر قراءة