تطوير 25 % من أراضي "AeroPark-1" أول مجمع لصناعة الطيران في السعودية
اكتملت أعمال تطوير 329 ألف متر مربع من الأراضي المخصصة لأول مجمع لصناعة الطيران في السعودية "أيرو بارك الأولى" (AeroPark-1)، مع تزويد هذه المساحة بجميع خدمات البنية التحتية الأساسية اللازمة، وفقا لما صرح به لـ "الاقتصادية" مسؤول في وزارة الصناعة والثروة المعدنية.
كانت السعودية قد أطلقت خلال ملتقى صناعة الطيران في فبراير الماضي هذا التجمع في واحة جدة على مساحة 1.2 مليون متر مربع، كأول مدينة صناعية مخصصة لتصنيع وصيانة الطائرات.
وبينما كشف فهد الجبيري، الوكيل المساعد للاستثمار الصناعي في الوزارة، لـ "الاقتصادية" عن اكتمال تطوير أكثر من 25% من هذه المساحة، فقد ذكر أن هناك إمكانية لتوسيع المساحة المطورة وصولا إلى 100% من الأراضي المخصصة للمشروع.
وأشار الجبيري إلى إطلاق 10 فرص استثمارية في قطاع الطيران، تقدر قيمتها بنحو 9 مليارات ريال؛ وقال إن العمل جار على جذب المستثمرين، مع العمل على تطوير مزيد من الفرص الاستثمارية، التي تستهدف عدة قطاعات رئيسية ضمن أولويات الإستراتيجية الوطنية للصناعة.
أكد المسؤول السعودي أيضا أن هناك اهتماما متزايدا من الشركات المتخصصة في تصنيع الطائرات بدون طيار للاستخدامات المدنية، إضافة إلى الشركات العاملة في تصنيع المواد الأساسية المستخدمة في صناعة الطيران، ما يعزز سلسلة الإمداد المحلية ويدعم مستهدفات رؤية 2030.
تشريعات داعمة
شملت جهود السعودية لتطوير صناعة الطيران محليا إطلاق تشريعات تهدف إلى دعم وتمكين قطاع صيانة وإصلاح وعمرة الطائرات.
وأوضح الجبيري أن هذا التطوير التشريعي شمل إضافة أنشطة الصيانة والإصلاح، لتكون مرخصة صناعيا وتتاح لها الإمكانات والحوافز الصناعية، على نحو يعزز قدرة القطاع على التوسع محليا وعالميا ويسهم في جعل السعودية مركزا إقليميا وعالميا لخدمات الصيانة والإصلاح.
يقع تجمع"AeroPark-1" شمال مطار الملك عبدالعزيز الدولي وقرية إصلاح وصيانة وعمرة الطائرات "MRO Village" على بعد نحو 40 كيلومترا؛ ويتميز الموقع بقربه من أبرز الخدمات اللوجستية، مثل ميناء جدة الإسلامي الواقع على بعد 66 كيلومترا، وقطار الحرمين على بعد نحو 45 كيلومترا.
يتميز الموقع أيضا بقربه من مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وتجمع الملك سلمان لصناعة السيارات، على بعد 70 كيلومترا. وتتميز المنطقة بأنها ضمن مناطق الطلب العالي لقطاع الطيران، وكذلك ضمن المستهدفات الإستراتيجية لتعزيزها.
نمو متسارع
يشهد قطاع الطيران في السعودية نموا متسارعا في الاستثمارات؛ ويبلغ حجم الاستثمارات المستهدف 10 مليارات ريال، موزعه على مختلف سلاسل القيمة، بحسب الجبيري.
يشمل هذا تصنيع المواد الخام، مثل التيتانيوم الألمنيوم والألياف الكربونية المركبة، فضلا عن تصنيع هياكل الطائرات، وتطوير أنظمة الطائرات بدون طيار، التي تستخدم للنقل الجوي المتقدم.
أشار المسؤول السعودي أيضا إلى أن الفرص في قطاع الصيانة والإصلاح والعمرة (MRO) تشهد بدورها نموا في الطاقة الاستيعابية للتدريب والتأهيل في مجال صيانة الطائرات.
شهد الملتقى السعودي لصناعة الطيران في نسخته الأولى توقيع عدة اتفاقيات، تهدف إلى تعزيز صناعة الطائرات العمودية داخل السعودية مع شركات تمتلك حضورا قويا في السوق المحلية من خلال مبيعاتها؛ وتسعى السعودية الآن إلى التوسع في مجال التصنيع المحلي.
وتهدف الإستراتيجية الوطنية السعودية إلى تحقيق عديد من المستهدفات، ومن أهمها مضاعفة أعداد المسافرين ومضاعفة الشحن الجوي من مليون إلى 4 ملايين ونصف طن وزيادة الوجهات المباشرة .