الإثنين, 28 أَبْريل 2025 | 29 شَوّال 1446


جمانا الراشد: الذكاء الاصطناعي لا يهدد الإبداع بل يفتح آفاقا جديدة

في خضم تصاعد الجدل حول دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل ملامح المستقبل، تؤكد جمانا الراشد الرئيس التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام أن الذكاء الاصطناعي لا يهدد الإبداع، بل يفتحه أمامه آفاقا جديدة دون استبدال الرؤية الإنسانية أو الحس الفني البشري، ويمكن الاستفادة منه في تجاوز التحديات.

الراشد أوضحت خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات مؤتمر مبادرة القدرات البشرية 2025 المنعقد في الرياض اليوم، أن الخوف من الذكاء الاصطناعي بحد ذاته قد يمثل أحد التحديات المرتبطة به إذ إن هذه التقنية رغم قوتها، تبقى أداة محكومة بجودة المدخلات وطبيعة استخدامها.

وشددت على أن الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا بقدر ما هو أداة يمكن تسخيرها لتوسيع قدرات الإنسان، لا سيما في مجالات تتطلب حساسية ثقافية عالية وسردًا قصصيًا يعكس القيم المجتمعية.

الراشد بينت أن التقنية مجرد أداة يمكنها أن تساعد على إنتاج محتوى غنيا بالقيم، مشيرة إلى أن من أبرز التحديات في سلسلة القيم وسرد القصص تتمثل في عملية كتابة النصوص، خصوصًا حين يكون الهدف هو إنتاج محتوى يحمل رسائل عميقة ويعبر عن الهوية الثقافية.

وأوضحت أن الذكاء الاصطناعي قادر على تقليل الوقت اللازم لإنتاج هذه النصوص دون الإخلال بجودتها، ما يتيح للكتاب والمحررين التركيز أكثر على الإبداع والمضمون، مضيفة أن التقنية تتيح كتابة نصوص قوية تحافظ على العناصر الفنية، وتصل بسهولة إلى المتلقي، كما شجعت الصحفيين على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل واعٍ.

رغم الإشادة بالقدرات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، أكدت الراشد أن الفن والإبداع يظلان جوهرا إنسانيا، وأن الذكاء الاصطناعي حتى وإن تطور، لن يصل إلى مرحلة استبدال العقل الإنساني، وما نقوم به في الأساس هو فن، يتطلب روحًا بشرية .

وفيما يتعلق بالمحتوى العربي، أثارت الرئيسة التنفيذية للمجموعة السعودية للإعلام، نقطة مهمة حول ضعف تمثيل اللغة والثقافة العربية في المدخلات الرقمية، مشيرة إلى أن نسبة المحتوى العربي لا تتجاوز 6% من الإنترنت، وهو ما ينعكس على مخرجات الذكاء الاصطناعي. واعتبرت أن هذه الفجوة تمثل فرصة كبيرة لزيادة المحتوى العربي وتعزيزه بما يخدم القيم المحلية ويواجه التحيز و المعلومات المضللة.

وقالت: "لابد أن تكون هناك مدخلات صحية تمثلنا، وبهذا الشكل يمكن أن نعالج التحيز ونقلل من التضليل، خاصة في سياقنا العربي."

الأكثر قراءة