الحرب التجارية.. الجائحة تطل بوجه جديد

يتبنى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إحدى أكثر العواقب الاقتصادية غير المقصودة للجائحة -فوضى سلاسل التوريد-، ويحولها إلى سياسة أمريكية رسمية، بحسب ما ذكره موقع "أكسيوس".

رغم غياب الفيروس الذي شل حركة التجارة العالمية خلال الجائحة، فإن تبني سياسات جديدة مثل فرض رسوم جمركية مرتفعة قد يفضي إلى نتائج مشابهة من حيث الأثر، وفقا لتحذيرات اقتصاديين.

رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستن جولسبي قال للنادي الاقتصادي لمدينة نيويورك الأسبوع الماضي، "تسود مخاوف حقيقة من أننا قد نكون على وشك العودة إلى ظروف مشابهة لـ 2021 و 2022، حيث يخرج التضخم عن السيطرة وتشغل التكاليف بال الجميع".

جولسبي أضاف أن المصنعين أخبروه أنه "ربما يُعيدنا هذا إلى تجربة 2020 حيث واجهنا اضطرابات في سلسلة الإمدادات، ولم نتمكن من الحصول على المكونات اللازمة".

تُجري أمريكا تحقيقا في آثار واردات الأدوية وأشباه الموصلات على الأمن القومي، وفقا لوزارة التجارة.

ألمح ترمب إلى أن التحقيق قد يُفضي إلى فرض رسوم جمركية على هذه السلع، رغم عدم وضوح مدى ارتفاعها أو موعد تطبيقها.

يعتقد كبار المسؤولين الاقتصاديين في البيت الأبيض أن الجائحة كشفت عن تهديد على الأمن القومي -هشاشة سلاسل توريد الصناعات التحويلية الأمريكية- وهو ما اتفق عليه خلفاؤهم في عهد بايدن.

الفرق هو أن إدارة ترمب تقول إن الصدمة تبرر سياسة الرسوم الجمركية الصارمة. إنها بمنزلة "عصا" لحثّ الشركات على الإنتاج المحلي.

وزير التجارة هوارد لوتنيك قال في بيان أعلن فيه عن رسوم قطاع السيارات الشهر الماضي "من الدروس التي تعلمناها من الجائحة أنها كشفت عن نقاط ضعف حرجة ونقاط اختناق في سلاسل التوريد العالمية، وقد قوّض هذا قدرتنا على الحفاظ على قاعدة صناعية محلية مرنة".

لكن الجائحة كشفت أيضا الضرر الاقتصادي الذي قد يحدث عندما يعجز المصنعون عن الحصول على المدخلات الرئيسية من الخارج، وعدم استطاعة القدرة المحلية تعويض النقص، تعرض الرسوم الجمركية الوضع للخطر، حيث قد تكرر الأزمة نفسها في حال تعذر الحصول على المكونات الحيوية.

ردت الصين على أمريكا بفرض ضوابط على الصادرات قد تُعيق إمدادات المصنعين من المعادن الأرضية النادرة اللازمة لإنتاج محركات السيارات الكهربائية والطائرات المقاتلة وغيرها.

الرئيس التنفيذي لشركة "كومبيو جروب ميديكال" للرعاية الصحية بينيديكت بروكل حذر، من أن حدوث أزمة مشابهة لجائحة كوفيد أو فرض مزيد من الرسوم الجمركية قد يؤدي إلى نقص في بعض الإمدادات الطبية.

في حديثه لموقع أكسيوس خلال منتدى اقتصادي للمديرين التنفيذين في مدينة فينيكس الأسبوع الماضي، قال بروكل إن الشركات ظهرت بسرعة لسد الفجوة في إمدادات معدات الحماية الشخصية عندما انهارت سلاسل الإمداد في ذروة الجائحة.

وأضاف "لكن ما حدث بعد الجائحة هو أن معظم هذه الشركات أفلست بسبب تراجع الطلب"، مشيرا إلى عواقب التركيز على التصنيع المحلي في سياسات قصيرة المدى.