الاقتصاد الصيني ينمو 5.4% في الربع الأول بدعم ارتفاع قوي للصادرات
أعلنت الحكومة الصينية، اليوم الأربعاء، نمو اقتصاد البلاد 5.4% على أساس سنوي خلال الفترة من يناير إلى مارس، بدعم من ارتفاع قوي في الصادرات قبل بدء تطبيق الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لزيادات سريعة في الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية.
ولكن مع غموض التوقعات بشأن الحرب التجارية، يتوقع المحللون أن يتباطأ ثاني أكبر اقتصاد في العالم بشكل كبير خلال الأشهر المقبلة، مع دخول رسوم جمركية تصل إلى 145% على الواردات الأمريكية من الصين حيز التنفيذ.
وفي المقابل، ردت بكين بفرض رسوم جمركية 125% على الصادرات الأمريكية، مع تأكيدها في الوقت نفسه على التزامها بالإبقاء على أسواقها مفتوحة أمام التجارة والاستثمار.
ويجري الرئيس الصيني، شي جين بينج، زيارة إلى عدة دول آسيوية أخرى خلال الأسبوع الجاري، حيث يدافع عن التجارة الحرة، ويقدم الصين كمصدر "للاستقرار واليقين" في أوقات عدم اليقين.
وفي حين يزور شي جين بينج فيتنام وماليزيا وكمبوديا، أعلنت الولايات المتحدة أن المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأمريكية، شون أونيل، سيتوجه خلال الأسبوع الجاري إلى العاصمة الفيتنامية هانوي، ومدينة هو تشي منه، ومدينة سيم ريب الكمبودية، والعاصمة اليابانية طوكيو.
كما سلطت الصين الضوء على تركيزها على التجارة مع دول أخرى غير الولايات المتحدة في معارض تجارية مختلفة تبرز سوقها الواسع وقدرتها التنافسية كعملاق صناعي.
ونما الاقتصاد 1.2% على أساس ربع سنوي، في الفترة من يناير إلى مارس، بعد تباطؤه من 1.6% في الربع الأخير من 2024. وارتفعت صادرات الصين بأكثر من 12% في مارس، وبنحو 6% بالدولار خلال الربع الأول، حيث سارعت الشركات إلى شحن البضائع قبل بدء تطبيق الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب، وهو ما دعم نشاطا صناعيا قويا خلال الأشهر القليلة الماضية.
وقال ستيفن إينيس، من شركة "إس بي آي" لإدارة الأصول: إن " كثيرا من هذا كان محملا مسبقا، مدفوعا بموجة من النشاط الاستباقي قبل تصعيد الرسوم الجمركية الأمريكية، ووفرة المخزونات داخل الولايات المتحدة، حيث سارع المستوردون إلى استباق الأحداث".
وارتفع الإنتاج الصناعي بنسبة 6.5% خلال الربع الأخير، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مدفوعا بارتفاع بنحو 11% في إنتاج تصنيع المعدات.
وجاء أقوى نمو في التقنيات المتقدمة، مثل إنتاج السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات والسيارات الهجينة، حيث ارتفع 45.4% على أساس سنوي. كما ارتفع إنتاج الطابعات ثلاثية الأبعاد 45%، والروبوتات الصناعية 26%.
ومن جهة أخرى عينت الصين كبير مفاوضين تجاريين دوليين جديدا وسط توترات الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة.
وقالت الحكومة إنه تم تعيين لي تشنج قانج خلفا لوانج شووين الذي شارك في مفاوضات التجارة الخاصة باتفاق 2020 بين الصين والولايات المتحدة.
ويواصل أكبر اقتصادين في العالم رفع الرسوم الجمركية بشكل متبادل على السلع، وذلك منذ قامت الولايات المتحدة بزيادة الرسوم على عشرات الدول.
وتواجه الصين الآن ضرائب 145% على صادراتها إلى الولايات المتحدة، في حين منحت دول أخرى فترة سماح مدتها 90 يوما لمعظم الرسوم.
وردت بكين على الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية بنسبة 125% على الصادرات الأمريكية بينما شددت أيضا على عزمها لإبقاء سوقها مفتوحا أمام التجارة والاستثمار.
ولم يتضح سبب قيام الصين بتغيير المفاوضين، ولكن ذلك يأتي في وقت يقول المسؤولون الصينيون فيه إن البلاد لديها خيارات متعددة للرد على التصرفات الأمريكية بما في ذلك الاعتماد أكثر على سوقها الشاسع الذي يضم 1.4 مليار مستهلك وعلى أوروبا ودول الجنوب العالمي.
ولكن في ظل استمرار الاستهلاك المحلي الصيني في التراجع، سوف يكون من الصعب استبدال المستهلك الأمريكي.
وقضى لي 4 سنوات ونصف مبعوثا للصين لدى منظمة التجارة العالمية. كما كان نائب الممثل الدائم للوفد الصيني لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف وغيرها من المنظمات الدولية في سويسرا.
وقال تو تشينكوان مدير معهد الصيني لدراسات منظمة التجارة العالمية في جامعة الأعمال والاقتصاد الدولي: إن من المحتمل أن خبرة لي، التي قد تكون أكثر من سلفه وانج، في وزارة التجارة ومشاركته في التفاوض بشأن انضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية قبل أكثر من 20 عاما تجعله في مكانة أفضل، فيما تواصل الصين رفض الامتثال لمطالب الولايات المتحدة.