رسوم ترمب الجمركية تبدد آمال عودة رأس المال المغامر في 2025
بددت رسوم ترمب الجمركية آمال وادي السيليكون في عودة رأس المال المُغامر في 2025، وفقا لتقرير جديد صادر عن شركة بيتش بوك.
أثّر اضطراب أسواق الأسهم العالمية في رأس المال المُغامر، حيث أجّلت بعض شركات التكنولوجيا الناشئة الكبرى خطط الطرح استجابة للانخفاض الحاد في تقييمات أسهم التكنولوجيا. يُفاقم هذا الاضطراب الضغط على قطاع يعاني تباطؤا في الطروح العامة وعمليات الاندماج والاستحواذ.
توقّع محللو "بيتش بوك"، في مراجعتهم لسوق رأس المال المغامر للربع الأول، أن تؤدي الرسوم الجمركية الجديدة إلى ضغوط كبيرة على عمليات جمع التمويل وإبرام الصفقات في المدى القريب، مشيرين إلى أن المستثمرين قد يفضّلون الترقب إلى حين ظهور مؤشرات على استقرار الأسواق، بحسب مجلة "فورتشن".
واصل الذكاء الاصطناعي هيمنته على مشهد تمويل رأس المال المغامر، مستحوذا على 71.1% من إجمالي رأس المال المغامر الأمريكي في الربع الأول من 2025 - ارتفاعا من 46.8% في 2024. ويعزى هذا الارتفاع إلى عدد من الصفقات الضخمة في القطاع، من بينها جولة تمويل لـ "أوبن أيه آي"، وجولتان من "أنثروبيك" بلغ مجموعهما 4.5 مليار دولار.
عرقلة مسار الطروح العامة
تواصل الفجوة بين الطلب ورأس المال المتاح التأثير في مناخ الصفقات، حيث أظهرت بيانات "بيتش بوك" أن10 مليارات دولار فقط تم جمعها من خلال 87 صندوقا لرأس المال المغامر، ما يمهد الطريق لأن يكون هذا العام من أضعف الأعوام في جمع التمويل منذ أكثر من عقد.
من جهة أخرى، بدأ تأثير الرسوم الجمركية بشكل كبير في معنويات السوق، ما دفع عديد من شركات التكنولوجيا الكبرى إلى تأجيل طرح أسهمها، ما يعزز التوقعات بأن أزمة السيولة ستستمر خلال 2025.
قال كامران أنصاري، شريك في شركة هيدلاين فينتشر كابيتال لمجلة فورتشن: "ربما يكون تعطل مسار الطروح العامة هو التأثير الفوري الأكثر أهمية للرسوم الجمركية في صناديق رأس المال المغامر ومستثمري التكنولوجيا، نظرا لطول فترة الجفاف".
تعليق خطط الطرح
علقت بعض الشركات البارزة خطط طرحها وسط تزايد حالة عدم اليقين في السوق، من بينها شركة "كلارنا" العملاقة، التي تقدم خدمة "اشترِ الآن وادفع لاحقا"، ومنصة حجز التذاكر "ستاب هب".
قال جون كيدان، مؤسس "تورتش كابيتال"، لـ "فورتشن": "لا نعرف ما يحدث، ولا نعرف ما إذا كنا نحصل على السيولة اللازمة. ستكون مشكلة صعبة".
وأضاف أن شركات التكنولوجيا قد تواجه أيضا انخفاضا في الطلب على المنتجات إذا دخل الاقتصاد في بيئة مقيدة بالركود مع انخفاض ثقة المستهلكين.
الانتظار والترقب
مع فرض الرسوم الجمركية ضغوطا كبيرة على جمع الأموال وعقد الصفقات، يتبنى مستثمرو رأس المال المُغامر نهج "الانتظار والترقب" وسط حالة عدم اليقين السياسي العالمي، وفقا للمحللين. وبينما يبقى الطلب على الذكاء الاصطناعي قويا، فإن الرسوم الجمركية قد تعطل سلاسل توريد الرقائق، ما قد يؤثر في شهية المستثمرين لهذا القطاع.
توقع تقرير جديد من "رويترز" أن الرسوم الجمركية قد تكلف صانعي معدات أشباه الموصلات في الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار سنويا.
كما قد تواجه مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي تأثيرات كبيرة من التعريفات الجمركية تتجاوز أشباه الموصلات، حيث تعتمد هذه المنشآت بشكل كبير على مجموعة واسعة من المكونات الإلكترونية والمعدنية، التي يُصنّع كثير منها أو يجمع في دول تخضع الآن لقيود تجارية جديدة، بما في ذلك الصين.
قال برايان ساثياناثان، المؤسس المشارك لشركة إيتريت. إيه آي، إن هناك تباطؤا في الأسواق الخاصة نتيجة للرسوم الجمركية، حيث يتبنى المستثمرون نهج "الانتظار والترقب" قبل إجراء عمليات شراء كبيرة. وأضاف أن الأمور ستتحسن على المدى الطويل، خاصة بعد مرور 90 يوما، حيث ستبدأ السوق في الانتعاش وستتضح الصورة بشكل أفضل.