ارتفاع طفيف لأسهم آسيا مع انطلاق محادثات الرسوم الجمركية
ارتفعت الأسهم الآسيوية بشكل طفيف وتراجع الين الياباني، بعد إحراز تقدم في المحادثات التجارية بين أمريكا واليابان، في وقت تبنى فيه المستثمرون موقف "الترقب" لمتابعة مجريات مفاوضات الرسوم الجمركية الأخرى.
سجلت أسهم اليابان مكاسب طفيفة بعد تصريح للرئيس دونالد ترمب أكد فيه تحقيق "تقدم كبير" في المحادثات الهادفة إلى التوصل لاتفاق يجنب البلدين فرض رسوم إضافية.
كما تراجع الين بعدما أعلن كبير المفاوضين التجاريين في طوكيو أن القضايا المتعلقة بالعملات لم تناقش خلال الاجتماعات. في المقابل، قفزت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي، فيما ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية ومؤشر الدولار بشكل طفيف.
راجيف ميلو مدير محفظة عالمية في "جاما أسيت مانجمنت" قال: "رغم أن التقدّم في المحادثات لا يزال في مراحله الأولى، إلا أنه يشكل إشارة إيجابية بسيطة للأسواق، والأهم من ذلك أن مسار المحادثات التجارية بين واشنطن وطوكيو سيظل تحت المراقبة، ليس فقط لانعكاساته الثنائية، بل كنموذج محتمل لأسلوب أمريكا في تعاملها مع حلفائها الآخرين".
استقرار نسبي
تأتي هذه التحركات بعد موجة استقرار نسبي في الأسواق العالمية سرعان ما تبددت، عقب تصريحات لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، تبنى فيها نهج "الانتظار والترقب" حيال سياسة ترمب التجارية، مستبعدا اتخاذ إجراءات عاجلة لطمأنة المستثمرين.
كانت الأسواق قد شهدت تراجعا أمس الأربعاء، بعدما صعّدت واشنطن من حدّة التوتر التجاري من خلال فرض قيود على بعض صادرات شركة "إنفيديا" من الرقائق الإلكترونية، في حين أبدت الصين انفتاحها على إجراء مفاوضات جديدة مع أمريكا.
ردا على سؤال وجه إليه خلال ندوة في النادي الاقتصادي بشيكاغو عما إذا كان يتصور أن يتدخل الفيدرالي لحماية الأسواق، قال باول: "لا"، مضيفا "هناك كثير من الغموض بشأن تأثيرات سياسات ترمب، وتابع "لا نعرف ذلك بعد، ولا يمكننا اتخاذ قرارات حتى تتضح الصورة"، مؤكدا أن سوق العمل الأمريكية لا تزال في وضع جيد جدا مع توازن نسبي بين العرض والطلب.
جولة ثانية من المحادثات
قال ريوسي أكازاوا وزير الإنعاش الاقتصادي في اليابان: إن طوكيو وواشنطن تسعيان إلى عقد جولة ثانية من محادثات الرسوم الجمركية في وقت لاحق من الشهر الجاري، معرباً عن أمله في التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن.
في المقابل، ترغب الصين في أن تتخذ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب عدداً من الخطوات قبل العودة إلى طاولة المفاوضات، من بينها ضبط التصريحات المُسيئة التي يطلقها بعض أعضاء إدارته، وفقاً لشخص مطّلع على موقف الحكومة الصينية.
قالت سوليتا مارسيللي، من "يو بي إس لإدارة الثروات العالمية"، إنه "رغم توقعاتنا بأن تسفر المحادثات التجارية عن تقدم في نهاية المطاف، إلا أن سياسة حافة الهاوية بين أمريكا والصين تبدو مستمرة في المدى القريب".
تبنت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند بيث هامّاك، موقفا مماثلا لموقف جيروم باول يوم الأربعاء، مشيرة إلى أن الفيدرالي ينبغي أن يُبقي أسعار الفائدة دون تغيير حتى تتضح تأثيرات الرسوم الجمركية بشكل أكبر.
في هذا السياق عزز متداولو العقود الآجلة رهاناتهم على خفض السياسة النقدية، متوقعين أن يقدم الفيدرالي على خفض الفائدة بمقدار نقطة مئوية كاملة بحلول يناير المقبل.
صدمة باول
مايكل بيلي مدير الأبحاث في "إف بي بي كابيتال بارتنرز" قال: "كان هذا عاما مخيبا للآمال بداية مع الرسوم الجمركية، والآن مع إحجام الفيدرالي عن التحرك، ما ترك المستثمرين دون دعم واضح، وجاءت صدمة باول للأسواق في توقيت سيّئ، بالتزامن مع الاضطرابات التي أحدثها قطاع أشباه الموصلات في معنويات المستثمرين حول العالم".
من المقرر أن تصدر في آسيا يوم الخميس بيانات التوظيف في أستراليا، وقرار سعر الفائدة في كوريا، بينما قد تُنشر بيانات الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين في أي وقت حتى يوم الجمعة. كما ستُلقي جونكو ناكاغاوا، من بنك اليابان، كلمة يوم الخميس، فيما يُنتظر أن يُعلن البنك المركزي الأوروبي قراره بشأن أسعار الفائدة.