الإثنين, 12 مايو 2025 | 14 ذو القَعْدةِ 1446


محللون: سياسات أمريكا قد تسلم سوق الشرائح الإلكترونية إلى الصين

بينما تحاول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تقييد صادرات رقائق الكمبيوتر ذات الأهمية الإستراتيجية إلى الصين، يقول الخبراء إن مساعيها هذه قد تأتي بنتائج عكسية إذ يمكن بأن تغذي الابتكار في الشركات الصينية، وهو أمر من شأنه أن يساعدها على السيطرة على سوق أشباه الموصلات العالمي.

المحلل لدى "جاي غولد أسوسياتس" جاك غولد قال "ما يحصل في الحقيقة هو أن الحكومة الأمريكية تقدم انتصارا كبيرا للصين إذ تدفع أعمالهم التجارية المرتبطة بالرقائق الإلكترونية قدما"، مضيفا "فور تحقيقهم التنافسية.. سيبدأون البيع حول العالم وسيشتري الناس رقائقهم"،

وأوضح لفرانس برس بأنه لدى حدوث ذلك، سيكون من الصعب على مصنّعي الرقائق الإلكترونية الأمريكيين استعادة الحصة التي خسروها في السوق.

وأبلغت كل من شركة أشباه الموصلات البارزة في سيليكون فالي "نفيديا" ومنافستها الأمريكية "أدفانسد مايكرو ديفايسز" الجهات الناظمة هذا الأسبوع بأنها تتوقع التعرّض لأضرار مالية كبيرة نتيجة شروط الترخيص الأمريكية الجديدة لأشباه الموصلات المصدّرة إلى الصين.

تتوقع Nvidia بأن تكلفها القواعد الجديدة 5.5 مليارات دولار بينما توقعت AMD بأن تستنزف مبلغا يصل إلى 800 مليون دولار من صافي أرباح الشركة، بحسب مستندات مودعة لدى "لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية".

أكد مسؤولون في الإدارة الأمريكية لـ "نفيديا" بأن عليها الحصول على تصاريح لتصدير شرائحها من طراز H20 إلى الصين نظرا إلى المخاوف من إمكانية استخدامها في الحواسيب الفائقة هناك، بحسب الشركة.

فرضت واشنطن بالفعل قيودا على صادرات وحدات معالجة الرسومات الأكثر تطورا (GPUs) المصممة لتشغيل أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة إلى بكين، أكبر مشتر في العالم للشرائح الإلكترونية.

طورت "نفيديا" رقائق من طراز H20 من أجل السوق الصينية، بهدف تطوير الأداء إلى أقصى حد ممكن مع مراعاة الإيفاء بقواعد التصدير الأمريكية السابقة، لكن متطلبات الترخيص الجديدة تشكّل عقبة، بحسب غولد.

بالنسبة لـ "آي أم دي"، ينطبق الإجراء الأمريكي الجديد المرتبط بالتصدير على وحدات معالجة الرسومات الأكثر تطورا التي تنتجها من طراز MI308 والمصممة للتطبيقات عالية الأداء مثل الألعاب الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، بحسب ما جاء في المستندات، ولفتت إلى عدم وجود ضمانة بأن تحصل على تراخيص للبيع إلى الصين.

فرصة للصين؟

توقع المحلل المستقل المتخصص بالتكنولوجيا روب إنديرلي، بأن تكثف شركات تصنيع الشرائح الإلكترونية الصينية، على الأرجح بقيادة شركة هواوي العملاقة، جهود انتزاع الصدارة في السوق.

وقال في إطار حديثه عن قواعد التصدير الأمريكية المشددة "سيكون الأمر بمثابة هبة من السماء بالنسبة للصين في تكثّف نشاطها المرتبط بالمعالجات الدقيقة"، مضيفا "ستكون هذه طريقة سريعة جدا لتسليم القيادة الأمريكية في المعالجات الدقيقة ووحدات معالجة الرسومات الأكثر تطورا".

جاك غولد أشار إلى أن لدى الحكومة الصينية موارد ودوافع كثيرة لتعزيز صناعة الرقائق، منوها إلى أنه بينما يعتقد ترمب أن بإمكانه "التنمّر على الناس" لتحقيق أهدافه، إلا أن "الاقتصاد العالمي ليس كذلك"، ولفت إلى أن رسوم ترمب أدت إلى تهميش حلفاء الولايات المتحدة، ما أعطاهم حافزا إضافيا للجوء إلى الصين للحصول على الشرائح الإلكترونية

إنديرلي قال "سيخلق ذلك مشاكل حقيقية بالنسبة لتنافسية الشركات الأمريكية"، مضيفا "الشركات الواقعة في الخارج ستصبح فجأة في وضع أفضل للمنافسة".

الرئيس التنفيذي لـ "نفيديا" جنسن هوانغ أفاد علنا، بأن الشركة التي تُعد من أقوى شركات الرقائق الإلكترونية المستخدمة في الذكاء الاصطناعي يمكنها الامتثال للمتطلبات الأمريكية الجديدة دون التضحية بالتقدم التكنولوجي، مضيفا أن شيئا لن يوقف التقدم العالمي في الذكاء الاصطناعي.

المحلل لدى "ويدبوش" دان إيف قال "نفيديا" من بين القطع الأهم في لعبة الشطرنج الأمريكية مع الصين"، مفيدا أن إدارة ترمب تعرف بأن هناك شركة واحدة للشرائح الإلكترونية تغذي ثورة الذكاء الاصطناعي وهي "نفيديا"، لذا وضعت "لافتة الرجاء عدم الدخول في وجه الصين" لتخفيف وتيرة تقدمها، لكن حذر من أن حروب الشرائح لم تنته، متوقعا "بأن بواصل الطرفان تبادل اللكمات".

سمات

الأكثر قراءة