الإثنين, 5 مايو 2025 | 7 ذو القَعْدةِ 1446


المجلس العالمي للملاكمة: استثمارات السعودية تعيد عصر دون كينغ الذهبي

تعيد الاستثمارات السعودية السخية إلى الملاكمة بريقها ومكانتها التي اشتُهرت بها خلال الحقبة الذهبية لمنظّم النزالات الأسطوري دون كينغ، بحسب مسؤول في إحدى أبرز الهيئات العالمية المعنية بهذه الرياضة.

قال ماوريسيو سليمان، رئيس المجلس العالمي للملاكمة (WBC)، في مقابلة من الرياض: "هنا تُدفع أعلى الجوائز المالية في عالم الملاكمة، وهذا هو الحال منذ عامين". مضيفاً: "المشهد الحالي يعيد إلى الأذهان الأيام التي وصلت فيها الملاكمة إلى لاس فيغاس؛ فالسعودية تعيد أمجاد حقبة دون كينغ"، في إشارةٍ إلى الرجل الذي أطلق أسماء بارزة في تاريخ الملاكمة مثل محمد علي كلاي وجورج فورمان.

بقيادة تركي آل الشيخ، المستشار في الديوان الملكي ورئيس الهيئة العامة للترفيه، أنفقت السعودية ملايين الدولارات خلال العامين الماضيين لاستضافة نزالات جمعت بين أبرز نجوم الملاكمة في العالم، من بينها المواجهتان اللتان جمعتا تايسون فيوري وأولكسندر أوسيك عام 2024، وبلغ مجموع جوائزهما أكثر من 100 مليون دولار.

المواجهة الأولى، التي حملت اسم "حلبة النار"، وأُقيمت ضمن فعالية "موسم الرياض"، بحضور نجم كرة القدم كريستيانو رونالدو ومغني الراب إمينيم، سجلت 1.5 مليون مشاهدة عبر نظام الدفع مقابل المشاهدة. في حين أن أبرز المباريات التاريخية التي نظّمها كينغ، فكانت إعادة النزال الشهير بين مايك تايسون وإيفاندر هوليفيلد عام 1997 والتي بلغ عدد مشاهداتها نحو مليونين.

تحركات السعودية في ساحة الملاكمة
تأتي تحركات الرياض في ساحة الملاكمة العالمية ضمن استراتيجية أوسع يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تهدف إلى تنويع الاقتصاد، وتحسين جودة الحياة، وتعزيز صورة المملكة عالمياً، وجذب السياح.

تدعم السعودية تأسيس شركة تنظيم وترويج جديدة لفاعليات الملاكمة بالتعاون مع "تي كيه أو غروب هولدينغز" (TKO Group Holdings) المالكة لشركة "دبليو دبليو إي" (WWE) للمصارعة العالمية الترفيهية، وبطولة القتال النهائي (UFC).

وسبق أن أثارت السعودية ضجة في عالم الغولف وكرة القدم عبر إنفاقها السخي لاستقطاب نخبة الرياضيين، وستحتضن عدداً من الأحداث الرياضية الكبرى خلال العقد المقبل، وصولاً إلى استضافة كأس العالم لكرة القدم 2034.

يُشار إلى أن سليمان زار السعودية لحضور بطولة الجائزة الكبرى للملاكمة في موسم الرياض التي ينظمها المجلس العالمي للملاكمة، وهي بطولة متعددة المراحل تمتد على مدار العام. ويُحتمل أن تمهّد هذه الفعالية لتعاون طويل الأمد بين المملكة والمجلس الذي يُعدّ واحداً من أبرز أربع منظمات معنية برياضة الملاكمة عالمياً.

تنظيم بطولات ملاكمة جديدة في السعودية
بحسب سليمان، يبحث الجانبان إمكانية تنظيم بطولات مستقبلية داخل المملكة، والتعاون في فعاليات جديدة عالمياً، إضافةً إلى مشروع لإنشاء متحف للملاكمة. لكنه أشار إلى أن المحادثات لا تزال في مراحلها الأولى، ولا يمكن الجزم بما ستنتهي إليه.

وأعرب رئيس المجلس عن أمله في أن تُسهم الأموال السعودية في توحيد عالم الملاكمة "إذا تمت الاستفادة منها بالشكل المناسب".

لكنه يرى أن التحدي يكمن في أن المنظّمين المنافسين في أماكن أخرى حول العالم لن يتمكنوا من مجاراة حجم الجوائز المالية التي يتم تقديمها في السعودية، مما قد يدفعهم إلى ابتكار وسائل لزيادة الإيرادات، سواء عبر بيع المزيد من التذاكر، أو التعاون فيما بينهم لتأمين اتفاقات بث ورعاية جديدة على منصات البث الرقمي.

في ظل التباطؤ بتدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتراجع أسعار النفط، وتسجيل الميزانية عجزاً، بدأت الحكومة تعيد النظر في أولويات الإنفاق. لكن رئيس المجلس العالمي للملاكمة بدا متفائلاً بمواصلة الاستثمارات السعودية في هذه الرياضة؛ قائلاً: "كما يبدو الآن، الجواب هو أنها ستتواصل".

الأكثر قراءة