الأحد, 11 مايو 2025 | 13 ذو القَعْدةِ 1446


أغروال يقترب من تفكيك "فيدانتا" إلى كيانات ويخطط للتوسع في السعودية

يقترب الملياردير الهندي أنيل أغروال من استكمال عملية تفكيك طال التخطيط لها لمجموعته العملاقة "فيدانتا ليمتد"، التي تنشط في مجالات المعادن والطاقة، في خطوة تهدف إلى تقليص ديون المجموعة البالغة 11 مليار دولار، والتركيز بشكل أكبر على كل نشاط من أنشطتها بشكل مستقل.

رغم تراجع أسعار الألمنيوم والزنك والنحاس عن المكاسب القوية التي سجلت في 2024، يراهن أغروال البالغ من العمر 71 عاما على أن الهيكل المبسّط للمجموعة الواسعة، وازدياد الطلب على المعادن الأساسية، سيعزّزان جاذبية شركاته، حتى مع تصاعد مخاوف حدوث ركود عالمي.

ستتيح إعادة الهيكلة للمجموعة إدراج كل من أنشطتها الأساسية في البورصة بشكل منفصل: الألمنيوم، النفط والغاز، الطاقة، الحديد والصلب، إلى جانب الشركة الأم المتداولة بالفعل "فيدانتا"، ووفقا للمحللة في "بلومبرغ إنتليجنس" ماري أولسون، قد يوفر هذا التفكيك مصادر تمويل جديدة، ويعزز الشفافية المالية داخل المجموعة.

أغروال قال في مقابلة حديثة من منزله في لندن: "الوقت مناسب للنمو، فالطلب قوي، والإمدادات شحيحة، ونحن متمركزون في الأسواق المناسبة"، مضيفا أن معظم المواد التي تنتجها شركته يتم استهلاكها محليا، ما يجعل "فيدانتا" أقل عرضة للاضطرابات المحتملة في سلاسل الإمداد العالمية الناتجة عن الرسوم الجمركية التي تفرضها أمريكا.

معادن حيوية وتوسع إقليمي في السعودية

تعمل "فيدانتا" أيضا على توسيع نطاق عملياتها من خلال الفوز بحقوق التنقيب عن معادن حيوية مثل النيكل والكروم والبلاتين والكوبالت في الهند، وذلك عبر مزايدات تُنظّم حتى نوفمبر، وأشار أغروال إلى أن الطلب العالمي على هذه المعادن التي تعد أساسية في مرحلة التحول الطاقي، لا يزال مرتفعا، وسيمثل الدفعة التالية في نمو المجموعة.

لطالما حلم أغروال ببناء إمبراطورية تمتد عبر القارات، تنافس كبار شركات التعدين العالمية مثل "ريو تينتو" و"بي إتش بي"، وتخطط المجموعة الآن لزيادة إنفاقها على المشاريع الخارجية، ومضاعفة استثماراتها في الشرق الأوسط وإفريقيا.

ستستثمر "فيدانتا" ملياري دولار في منشآت لتكرير النحاس في السعودية، في أحد أكبر الاستثمارات التي تنفذها شركة أجنبية في هذا المجال، تماشيا مع تطلعات السعودية لتعزيز صناعاتها التعدينية والمعدنية، وقال أغروال: "السعودية لا تملك فقط جيولوجيا جيدة، بل لديها أيضا طلب محلي قوي"، مضيفا "التمويل لا يشكل مشكلة لمشروع كهذا".

بحسب تقديرات الحكومة السعودية، فإن السعودية تمتلك موارد غير مستغلة من الفوسفات والنحاس والذهب والبوكسيت تصل قيمتها إلى 2.5 تريليون دولار، وأشار أغروال إلى أن ثلث الاستثمارات في السعودية سيمول من الأرباح الداخلية، أما الباقي فسيكون عبر تمويلات للمشروعات.

تسعى الشركة أيضا حاليا إلى تأمين تمويل لتطوير مناجمها في إفريقيا. وتمتلك "فيدانتا" مناجم "كونكولا" للنحاس في زامبيا، التي تحتوي على احتياطات كبيرة من النحاس والكوبالت، وفقا لما ذكرته الشركة.

قال أغروال: إن الخيارات التمويلية قيد الدراسة تراوح بين طرح سندات بقيمة مليار دولار، وتمويلات مقابل توريد الإنتاج، أو بيع حصة أقلية لمستثمرين عالميين، مشيراً إلى أن الطلب على هذه الحصص كبير.

خفض الديون من دون بيع حصص

تراجعت أسهم "فيدانتا" 7% هذا العام في بورصة مومباي، بالتزامن مع هبوط أسعار السلع الأساسية. وبجانب المخاوف المرتبطة بنمو الاقتصاد العالمي، فإن عبء الدين البالغ 6.2 مليار دولار الناتج عن سلسلة من عمليات الاستحواذ منذ مطلع الألفية، يثقل كاهل المستثمرين. وتشمل تلك الاستحواذات حصصا في "بهارات للألمنيوم" و"هندوستان زنك".

على مدى العامين الماضيين، انخرط أغروال في حملة لخفض المديونية ومد آجال استحقاق القروض. وتهدف خطته إلى خفض الدين إلى النصف خلال السنوات الثلاث المقبلة.

أكد الملياردير الهندي أن المجموعة ستكون حذرة في مسألة تحميل الشركات الجديدة المنفصلة ديوناً إضافية خلال سعيها للنمو. وسيحصل جميع مساهمي "فيدانتا" الحاليين على سهم جديد في كل من الشركات المُدرجة الجديدة مقابل كل سهم يمتلكونه في الشركة الأم.

أغروال الذي بدأ عمله تاجرا للخردة المعدنية وتجاوز ضائقة السيولة والتوترات الحكومية قال: "لا توجد حاجة لبيع حصص لخفض ديون الشركة الأم، ولا توجد نية لبيع حصصنا في أي من الكيانات المنفصلة". وأضاف أن كل شركة مدرجة على حدة يمكنها إصدار أسهم جديدة لتمويل توسعاتها.

وأشار إلى أن المجموعة تسعى إلى خفض نسبة الدين إلى الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك، وهو مقياس مالي يقيس قدرة الشركة على سداد التزامات ديونها، من 1.4 حاليا إلى 1 فقط، والحفاظ على هذا المستوى.

انتقال قيادي داخل العائلة

على مدى السنوات، عمل أغروال على تأهيل ابنته بريا لتتولى قيادة المجموعة خلفاً له، فهي حاصلة على شهادة في علم النفس ودراسات السينما من جامعة ورك البريطانية، تشغل حاليا منصب رئيسة مجلس إدارة "هندوستان زنك"، كما أنها عضو في مجلس إدارة "فيدانتا"، وقالت: "مستقبل المجموعة سيركز بوضوح على التحول الطاقي والمعادن الحيوية، وهناك وجهتنا التالية".

الأكثر قراءة