عملات الأسواق الناشئة تستقر مع ترقب نتائج مفاوضات الحرب التجارية
استهلت عملات الأسواق الناشئة الأسبوع بحالة من الحذر في ظل اهتمام المستثمرين بمحادثات تجارية بين الولايات المتحدة وعدد من كبرى الاقتصادات في آسيا، والاستعداد لصدور مجموعة من البيانات الاقتصادية الحاسمة في الولايات المتحدة والصين.
استقر مؤشر عملات الدول النامية يوم الإثنين، بعد تراجعه بنحو 0.1% في وقت سابق، بفضل الآمال في احتمال أن تفضي المفاوضات التجارية إلى خفض الرسوم الجمركية. كان البات التايلندي من بين العملات الأضعف أداءً في ظل تراجع سعر الذهب وتزايد توقعات خفض أسعار الفائدة في البلاد.
الرسوم الجمركية تتجاوز أسوأ مرحلة
تزايدت الآمال في احتمال تجاوز المرحلة الأسوأ من تهديدات الرسوم الجمركية الأمريكية، بعدما كشف وزير الخزانة الأمريكية، سكوت بيسنت، الأسبوع الماضي عن إمكانية توصل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إلى "اتفاق تفاهم" تجاري بحلول الأسبوع الجاري. كما قال بيسنت يوم الأحد إن المفاوضات مع بعض الشركاء التجاريين "تتقدم بشكل جيد جداً، لا سيما مع الدول الآسيوية".
أشار كيونغ سيونغ، كبير المحللين الاستراتيجيين لاقتصاد آسيا الكلي لدى "سوسيتيه جنرال" (Societe Generale) في هونغ كونغ، إلى أن "السوق تتفاعل مع توقعات المفاوضات، ما قد يدعم الدولار الأميركي في المدى القريب. بينما كانت السوق تميل إلى تسعير توقعات ضعف الدولار الأمريكي في ظل احتمال عودة التوازن العالمي بعيداً عن الأصول الأميركية".
ارتفعت عُملات الأسواق الناشئة 0.9% هذا الشهر، متجهةً إلى تحقيق أكبر ارتفاع شهري منذ سبتمبر بعدما أدت مقترحات ترمب بفرض رسوم جمركية شاملة إلى تخلي المتعاملين عن الأصول الأميركية، وتراجع الدولار. وتصدرت العملات الأوروبية المكاسب مع ارتفاع اليورو، فيما حقق البيزو المكسيكي أفضل أداء بين عملات دول أميركا اللاتينية بعد أن علّق ترمب فرض الرسوم الجمركية المتبادلة على المكسيك.
ترقب بيانات الصين وأمريكا
سيترقب المتعاملون هذا الأسبوع أيضاً صدور بيانات رئيسية عن الاقتصاد الأمريكي، من بينها النمو ومؤشر التضخم، لتقييم ما إذا كانت الحرب التجارية التي يشنها ترمب قد بدأت تؤثر على الاقتصاد. فيما أكد المسؤولون في الصين يوم الإثنين على التعهد بدعم نمو الاقتصاد قبيل صدور بيانات نشاط التصنيع في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
كتب وين ثين، المدير العالمي لاستراتيجية الأسواق لدى "براون براذرز هاريمان" (Brown Brothers Harriman)، في مذكرة للعملاء أنه "رغم المزاعم الأميركية بإحراز تقدم في المفاوضات التجارية، لا نزال نشك في إمكانية التوصل إلى أي اتفاق جوهري بهذه السرعة.
في الوقت نفسه، يُتوقع أن تظهر البيانات الأمريكية والصينية إشارات على التراجع نتيجة الحرب التجارية، ما سيكون له تأثير سلبي على أسعار صرف عملات الأسواق الناشئة.