السعودية تسرع وتيرة تنويع الطاقة .. انخفاض قياسي لتكلفة الإنتاج من المصادر المتجددة
تشهد منظومة الطاقة السعودية تحولا نوعيا يعزز دورها العالمي كمركز للطاقة، فبعد أن شكلت مصادر الطاقة التقليدية الجزء الأكبر من الإنتاج، دعت الضرورة إلى استثمار واسع في الطاقة المتجددة.
هذه الخطوة الإستراتيجية تترجم التزام السعودية بالاستدامة والاستخدام الأمثل لمواردها، واستقرار امدادات الطاقة، لينعكس ذلك على انجازات متلاحقة تصب في تحقيق هدف الرؤية 2030 بتنويع المزيج من الطاقة بأن تمثل الطاقة المتجددة 50% من إجمالي إنتاج الكهرباء.
قفزة في الطاقة المتجددة وتخزينها
إطلاق البرنامج الوطني للطاقة المتجددة ومبادرة خادم الحرمين الشريفين للطاقة المتجددة، أسهم في نمو مشاريع توليد الطاقة لأن تتجاوز سعتها 2.8 جيجاوات، تكفي لتزويد أكثر من 520 ألف منزل بالكهرباء النظيفة، إضافة إلى طرح إجمالي سعات 20 جيجاوات.
وفي قطاع تخزين الطاقة بالبطاريات، تصدرت السعودية الأسواق العالمية بصفتها ضمن أكبر 10 أسواق عالمية، حيث توفر مشاريع التخزين الجارية نحو 26 جيجاوات/ساعة من القدرة، وسط استهداف الوصول إلى 48 جيجاوات/ساعة بحلول 2030.
ويعد مشروع "بيشة" لتخزين الطاقة، الذي دخل مرحلة التشغيل، أول نموذج يقدم بطاريات متطورة تستطيع ضخ الطاقة خلال أوقات الذروة والفراغ على حد سواء، ما يعزز مرونة الشبكة واستدامة الإمداد.
انخفاض قياسي لتكلفة الإنتاج
سجلت السعودية أرقاما قياسية عالمية في خفض تكلفة إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة، حيث بلغت تكلفة الوحدة الشمسية نحو 1.04 دولار لكل كيلووات/ساعة في مشروع الشعيبة، فيما وصلت في مشاريع الرياح إلى نحو 1.57 دولارا لكل كيلووات/ساعة في مشروع الغاط.
إنتاج الغاز والاكتشافات الهيدروكربونية
سجلت السعودية قفزة نوعية في إنتاج الغاز، فارتفع من نحو 8.3 مليار قدم مكعبة يوميا عام 2018 إلى 13 مليار قدم مكعبة بنهاية 2024، بدعم من برامج تنمية الحقول القائمة والاكتشافات الجديدة التي أثبتت مكانتها العالمية في إمداد الأسواق بطاقة منخفضة الكربون.
وفي المنطقة الشرقية والربع الخالي، أعلنت شركات الطاقة اكتشاف آبار ومكامن غير تقليدية للنفط والغاز، ما يعزز مرونة المزيج ويخفض الاعتماد على الوقود السائل.
تمكين الكوادر الوطنية
لا يقتصر التوجه على البنية التحتية فحسب، بل يشمل بناء رأس المال البشري عبر برامج تطوير الكفاءات الوطنية وصقل مهارات الشباب في قطاعات الطاقة التقليدية والمتجددة.
وفي إطار مبادرة "خادم الحرمين الشريفين للطاقة المتجددة" و"مبادرة السعودية الخضراء"، باتت الطاقات من خريجي الجامعات الفنية والإدارية محركا أساسيا لنمو المشاريع، مسهمين في قيادة التحول ومستقبل الطاقة المستدامة.
ومع اقتراب 2030، تستهدف السعودية رفع حصة الطاقة المتجددة إلى 50% من إجمالي إنتاج الكهرباء، وتفعيل منظومة متكاملة من الهيدروجين الأخضر وحلول التخزين الذكية.
وفي المسار نفسه، يمثل التنوع في مصادر الطاقة من الغاز المنخفض الانبعاثات مرورا بالشمس والرياح إلى الهيدروجين ضامن استدامة النمو الاقتصادي وحماية البيئة، لتمضي البلاد بثقة نحو قيادة العصر الجديد للطاقة النظيفة.