أثرياء آسيا يعيدون النظر في استثنائية سوق الأسهم الأمريكية
لطالما اعتبر الأثرياء الآسيويون الولايات المتحدة وجهة مثالية لاستثمار أموالهم، على الأقل إلى أن بدأ الرئيس دونالد ترمب فرض رسوم جمركية كبيرة على شركائه التجاريين وتحدى استقلالية الاحتياطي الفيدرالي.
ساعد نمو الاقتصاد الأمريكي، والاستقرار السياسي، والعلاقات الجيدة مع الحلفاء الولايات المتحدة على جذب رؤوس الأموال من جميع أنحاء العالم. لكن بعد مضي ثلاثة أشهر على بدء ولاية ترمب الثانية، ازداد احتمال دخول البلاد في ركود اقتصادي. ويتم حاليا دفع الاقتصاد الأمريكي في هذا الاتجاه من خلال الرسوم الجمركية التي يستخدمها ترمب لترويض شركائه التجاريين -وزعزعة نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وفقا لـ"نيكاي آسيا"، يشعر أصحاب الثروات الكبيرة من المستثمرين الآسيويين بالقلق من حالة عدم اليقين الراهنة، التي تهدد بتقويض الثقة في أكبر اقتصاد في العالم.
قال هيديوكي واتاراي، الرئيس التنفيذي لشركة فاميلي أوفيس ديزاين الاستشارية - مقرها طوكيو: "يشعر بعض المستثمرين بالقلق من أن عصر النيوليبرالية والتجارة الحرة الذي ازدهرت فيه الرأسمالية، قد انتهى بسبب ظهور الحمائية والقومية".
في الأسبوع الماضي، هزت حرب ترمب التجارية وجولة جديدة من الهجمات على الاحتياطي الفيدرالي ثقة المستثمرين.
ورغم ارتفاع أسعار الأسهم الأمريكية بعد أن خفف ترمب من حدة خطابه، لا يزال مؤشر ستاندرد آند بورز 500 منخفضًا 10% عن إغلاق قياسي في 19 فبراير. وما زاد من قلق المستثمرين أن عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات ارتفعت إلى 4.59% في 11 أبريل، حتى مع انخفاض قيمة الدولار.
تضم آسيا 4 من أكبر 10 دول يوجد فيها أكبر عدد من الأفراد ذوي الثروات الهائلة. وهم بحسب بيانات شركة ويلث إكس، من تزيد ثرواتهم الصافية عن 30 مليون دولار. تتصدر الصين القائمة بنحو 46 ألف ثري، تليها اليابان (16565)، هونغ كونغ (12545)، والهند (9540).
قالت كازومي أوغاكي، المديرة العامة لشركة أوياما للخدمات المالية في طوكيو، إن مالكي الشركات الخاصة، أو من باعوا أعمالهم هم الأكثر قلقًا بشأن محافظهم الاستثمارية. أضافت: "أنهم يُعربون عن مخاوفهم ويطرحون تساؤلات حول ما إذا كان ينبغي لهم تغيير فئات الأصول"، بعيدًا عن الأسهم. ولطالما فضّل المستثمرون اليابانيون الأسهم الأمريكية على الأسهم المحلية.
أشار تومي ليونغ، رئيس الخدمات المصرفية الخاصة العالمية لجنوب آسيا في بنك إتش إس بي سي في سنغافورة، إلى أن بعض المستثمرين يُعيدون تقييم حجم استثماراتهم في أسواق رأس المال الأمريكية والدولار.
قال: "مقارنةً بفترات الركود السابقة في السوق، يبدو سلوك العملاء هذه المرة أكثر تحفظًا. هناك تحوّل عن الرهانات المركزة على أسواق، أو قطاعات محددة. بدلاً من ذلك، ركّزوا على المرونة".
في الهند، لم يُغيّر الأفراد ذوو الثروات الكبيرة حيازاتهم من الأصول المحلية بعد، لكنهم عدّلوا استثماراتهم الدولية، وفقًا لشرافان كومار سرينيفاسولا، المدير التنفيذي لشركة أفيندوس. تدير أفيندوس، التي يوجد مقرها الرئيسي في مومباي، أصولًا يبلغ حجمها 7 مليارات دولار تقريبًا.
باستثناء سندات الخزانة الأمريكية، شهد الطلب على أصول الملاذ الآمن التقليدية ارتفاعًا ملحوظًا. سجل الذهب مستوى قياسيًا بلغ 3500.05 دولار للأونصة يوم الاثنين. قال لاو، من بنك جيه بي مورجان الخاص: "يعتبر الذهب أداة تحوط، وقد يرتفع مع تنويع البنوك المركزية والمستثمرين استثماراتهم بعيدًا عن سندات الخزانة الأمريكية".
أضاف أن المستثمرين يفكرون في التحول إلى اليورو والين، وأن هناك "اتجاهًا ملحوظًا" نحو استكشاف استثمارات بديلة. لكن واتاراي، من "فاميلي أوفيس ديزاين"، يقول: "الحقيقة هي أنه لا توجد حاليًا عملة بديلة عن الدولار".