مسؤول في "الشورى" : السعودية حريصة على واجبها تجاه العرب
أكد مساعد رئيس مجلس الشورى الدكتور يحيى الصمعان حرص السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين على القيام بواجبها الإنساني تجاه الأشقاء في الدول العربية انطلاقاً من المبادئ الأساسية لها والتي قامت على الشريعة الإسلامية. وشدد على ضرورة التكاتف من أجل التصدي لمظاهر العنف والإجرام والتطرف الذي يتنامى ويمتد بشكل سريع ومريع مؤكدا أن المملكة لم تأل جهداً في سبيل التصدي لجميع أشكال الإرهاب والمشاركة في أي جهد دولي يسعى إلى محاربته. جاء ذلك في كلمة له وزع نصها على رؤساء وأعضاء الوفود البرلمانية المشاركة في اجتماعات الدورة الـ 133 للجمعية العمومية للاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة حالياً في جنيف.
ونوه بحرص السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على القيام بواجبها الإنساني تجاه الأشقاء في اليمن والتي كان من بينها تبرعاتها بحوالي 800 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن عبر الأمم المتحدة إضافة إلى إنشاء مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للإغاثة والأعمال الإنسانية وتبرع خادم الحرمين الشريفين للمركز بمبلغ مليار ريال.
وقال : إن السعودية بذلت جهوداً سياسية كبيرة منذ بداية الأزمة اليمنية في العام 2011 وأثمرت هذه الجهود عن تقديم المبادرة الخليجية كأساس لحل الأزمة وعقد "اتفاق السلم والشراكة الوطنية" في سبتمبر 2014 بين الأحزاب السياسية اليمنية إلا أن الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع انقلبت على مقررات الاتفاق وعلى الشرعية مما حدا بالمملكة ودول التحالف إلى الاستجابة لنداء الرئيس اليمني عبد ربه منصور لنصرة الشعب اليمني وحكومته الشرعية إيمانا من المملكة بأن الوقوف مع الشعب اليمني الشقيق واجب أخلاقي وبأن عملية عاصفة الحزم تنسجم مع المواثيق الإقليمية والدولية لا سيما ما تضمنته المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة خاصة وأن هذه الميليشيات سبق أن تجرأت على حدود المملكة في نوفمبر 2009 إضافة إلى استخدام جماعة تنظيم القاعدة الإرهابية لأراضي اليمن كمنطلق للهجمات ضد المملكة.
وأضاف الدكتور يحيى الصمعان : إن عملية "عاصفة الحزم" جاءت منسجمة مع قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بالوضع في اليمن ومنها قرار 2216 تحت الفصل السابع الذي يقضي بإعادة الشرعية المُغتصبة من الميليشيات التي تجرأت على الآمنين بقوة بالسلاح وسحب قواتهم من جميع المناطق التي استولوا عليها بما في ذلك العاصمة صنعاء، والتخلي عن جميع الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية والتوقف عن جميع الأعمال التي تندرج ضمن نطاق سلطة الحكومة الشرعية والامتناع عن القيام بأي استفزازات أو تهديدات للدول المجاورة.
ولفت النظر إلى ما تحقق من الأهداف النبيلة لدول التحالف التي شملت تحييد معظم القدرات العسكرية التي استولت عليها الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع، ووصول المساعدات الإنسانية وتحرير العديد من المدن اليمنية المحتلة، وعودة النازحين اليمنيين لمدنهم وقراهم والمحافظة على السلطة الشرعية وتأمينها وتهيئة البيئة المناسبة لممارسة مهامها والتي أنتجت مؤخراً عودة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وباقي أعضاء الحكومة اليمنية لأداء مهامها من الأراضي اليمنية. مؤكدا أن المملكة ليس لها أي أطماع في مستقبل اليمن.
وأشار مساعد رئيس مجلس الشورى إلى أنّ ثمة أطراف تحاول تصعيد الأزمة في اليمن عبر التحريض ومحاولة تهريب السلاح للمتمردين فعلى سبيل المثال في يوم السبت 26 سبتمبر 2015 تم إيقاف قارب إيراني بموجب آلية التفتيش المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن (2216) محمل بالسلاح للمتمردين الحوثيين وهذه ليست الحالة الوحيدة لتهريب السلاح للمتمردين من قبل إيران.
وفي شأن الأزمة في سوريا أشار إلى ما عبرت عنه السعودية من قلق بالغ جراء العمليات العسكرية التي قامت بها القوات الروسية في المدينتين السوريتين "حماة" و "حمص" والتي خلفت العديد من الضحايا الأبرياء. مؤكدا موقف المملكة بضرورة العمل المشترك لإنهاء الأزمة السورية وإيجاد حل سياسي يقوم على مبادئ جنيف (1) وعلى استبعاد كل من تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري وحولت سوريا إلى موطن للجماعات الإرهابية المختلفة.
وأكد أن المملكة تعاملت مع أبناء الشعب السوري منذ بداية الأزمة من منطلقات إنسانية بحتة وفتحت أبوابها للأشقاء السوريين. مشيرا إلى أن المملكة استقبلت منذ اندلاع الأزمة في سوريا ما يقارب المليونين ونصف المليون مواطن سوري ومنحت لمن أراد البقاء منهم في المملكة الذين يبلغون مئات الألوف الإقامة النظامية أسوة ببقية المقيمين وامتدت جهودها لتشمل دعم ورعاية الملايين من السوريين اللاجئين إلى الدول المجاورة لوطنهم في كل من الأردن ولبنان وغيرها من الدول.
وأضاف أن هذه الجهود اشتملت على تقديم المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع حكومات الدول المضيفة لهم وكذلك مع منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية سواء من خلال الدعم المادي أو العيني حيث بلغت قيمة المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة للأشقاء السوريين نحو 700 مليون دولار.
وفيما يخص القضية الفلسطينية استنكر الدكتور يحيى الصمعان ما وقع مؤخرا من اقتحام سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك. داعيا المجتمع الدولي للوقوف بصرامة أمام الممارسات الإسرائيلية المشينة التي تُقوِّضُ أي أمل تجاه الوصول للسلام المنشود وتتعارض مع جميع الاتفاقيات الدولية. ورأى أن لا أحد سلم من الإرهاب بما يؤكد ضرورة التكاتف من أجل التصدي لمظاهر العنف والإجرام والتطرف الذي يتنامى ويمتد بشكل سريع ومريع.
وأضاف "وبما أن السعودية تعي خطورة هذه الظاهرة الدموية بل هي من الدول التي تضررت من الإرهاب فإنها لم تأل جهداً في سبيل التصدي لجميع أشكال الإرهاب والمشاركة في أي جهد دولي يسعى إلى محاربته وترجمت المملكة هذه السياسة بإجراءات مشددة من خلال سن التشريعات المجرمة له وتجفيف مصادره المالية ووضع القوائم بأسماء التنظيمات الإرهابية وتشكيل "لجنة عليا لمكافحة الإرهاب".
وأوضح أن المملكة هي أول دولة دعت إلى عقد مؤتمر عالمي لمكافحة الإرهاب عام 2005 وطالبت وعملت على إنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب (UNCTC) ودعمته بمبلغ 110 ملايين دولار كما أنها رئيس المجلس الاستشاري لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وعضو فاعل في مجموعة الدول ضد التنظيم الإرهابي داعش (CIG) كما حذرت المملكة المجتمع الدولي من التساهل أو التخاذل عن مسؤوليته التاريخية ضد الإرهاب.
وشدد الدكتور يحيى الصمعان في ختام كلمته على أن تلك الجهود تأتي انطلاقاً من المبادئ الأساسية للمملكة التي قامت على الشريعة الإسلامية تلك الرسالة التي تحمل السلام للعالم كله وهي تؤكد أن أعمال العنف والتطرف التي تقع من بعض الفئات التي تدّعي انتماءها للإسلام لا تمثل الدين الإسلامي الصحيح بل إن الإسلام منها براء وليس لها مرجعية دينية ولطالما أكدت المملكة أن الإرهاب ليس له دين أو عرق، أو طائفة.