توقف الإنتاج «الصخري» قد يعيد الولايات المتحدة للاستيراد
توقع مختصون نفطيون أن يؤدي الانخفاض الحاد لإنتاج النفط الصخري وتوقف نشاط عمليات الحفر إلى عودة الولايات المتحدة إلى الاستيراد من سوق النفط العالمية مجددا بعد تحقيقها الاكتفاء الذاتي. وقال لـ "الاقتصادية"، فرانك يوكنهوفر مدير مشروعات "سيمنز" في بلجيكا وهولندا، إن النفط الصخري الأمريكي وكافة أشكال الإنتاج مرتفع التكلفة بدأت في التوقف نهائيا عن الإنتاج انتظارا لتعافى الأسعار قبل أن تعود للسوق مرة أخرى ولكن على ما يبدو فإن الفترة ستطول وكل مكتسباتها السوقية في الفترة الماضية ستتبدد في ظل تسارع إنتاج "أوبك" لتعويض الفجوة المتوقعة ولزيادة نصيبها من أسواق النفط العالمية.
ولفت إلى صعوبة ضبط الإنتاج في المرحلة الحالية بسبب وجود حالة واسعة من التنافس والتسابق على رفع مستويات الإنتاج، خاصة من جانب كبار المنتجين.
ورأى يوكنهوفر أن تخمة المعروض وضعت الاستثمارات النفطية في مأزق وربما يرتد مستقبلا وضع السوق إلى موقف مغاير وعكسي حيث يرتفع الطلب بينما يتقلص المعروض بسبب تراجع وتجمد العديد من المشروعات والاستثمارات الجديدة.
ويقول لـ "الاقتصادية"، فينسينزو أروتا مدير شركة "تيميكس" الايطالية للطاقة، إن المرحلة المقبلة ستكون صعبة على الاستثمارات النفطية وهو ما يتطلب سياسات جديدة ترفع مستوى الكفاءة وتضغط النفقات وتنوع الموارد من اجل التأقلم مع هذه المستويات السعرية شديدة الانخفاض.
وشدد أروتا على ضرورة التوسع في الاعتماد على موارد الطاقة الجديدة والمتجددة وتطوير الصناعات النفطية لتصل إلى مستوى أعلى في الكفاءة وخفض انبعاثات الكربون الضارة وفق توصيات مؤتمر الأمم المتحدة في باريس حول التغير المناخي مشيرا إلى أن القطاع النفطي يحتاج إلى التكنولوجيا والابتكارات الحديثة التي تزيد الكفاءة وتقلل النفقات الرأسمالية.
وأشار أروتا إلى أن الاقتصاد الروسي سيواجه تحديات كبرى في ضوء الانخفاضات الحادة للأسعار والأمر نفسه سينسحب على الدول الأقل نموا في منظمة أوبك، خاصة فنزويلا والجزائر الذين يبذلون جهودا ضاغطة وواسعة لخفض الإنتاج ولكنها لا تلقى قبولا بين كبار المنتجين للنفط في العالم.
وأوضح أروتا أن احتمال هبوط سعر البرميل إلى العشرينيات وارد وهو ما قد يدفع لتحرك دولي واسع ومشترك بين المنتجين كافة داخل وخارج أوبك حتى أن نيجيريا وهى الرئيس الدوري لمنظمة أوبك لم تستبعد احتمال الدعوة إلى اجتماع طارئ جديد لأوبك لبحث كيفية وقف عملية تدهور الأسعار.
وأشار لـ "الاقتصادية"، فرانك يوكنهوفر مدير مشروعات "سيمنز" في بلجيكا وهولندا، إلى أنه من الصعب ضبط الإنتاج في المرحلة الحالية بسبب وجود حالة واسعة من التنافس والتسابق على رفع مستويات الإنتاج خاصة من جانب العراق وإيران.
ورأى يوكنهوفر أن تخمة المعروض وضعت الاستثمارات النفطية في مأزق وربما يرتد مستقبلا وضع السوق إلى موقف مغاير وعكسي حيث يرتفع الطلب بينما يتقلص المعروض بسبب تراجع وتجمد العديد من المشروعات والاستثمارات الجديدة.
وقال يوكنهوفر إن النفط الصخري الأمريكي وجميع أشكال الإنتاج مرتفع التكلفة بدأت في التوقف نهائيا عن الإنتاج انتظارا لتعافى الأسعار قبل أن تعود للسوق مرة أخرى ولكن على ما يبدو فإن الفترة ستطول وكل مكتسباتها السوقية في الفترة الماضية ستتبدد في ظل تسارع إنتاج "أوبك" لتعويض الفجوة المتوقعة ولزيادة نصيبها من أسواق النفط العالمية.
وأضاف يوكنهوفر أن الولايات المتحدة التي كانت بفعل النفط الصخري قد اقتربت من مرحلة الاكتفاء الذاتي من احتياجات النفط قد تعود مرة إلى الاستيراد بمعدلات مرتفعة تكون كفيلة برفع الأسعار من جديد.
ويقول لـ "الاقتصادية"، طارق هيكل مدير مشروعات " أكسبرو" للخدمات النفطية في الشرق الأوسط، إن ظروف السوق الحالية تتطلب سياسات متميزة ومرنة والتركيز على الأسواق عالية الربحية ومن هذا المنطلق نجحت شركة خدمات حقول النفط الدولية " أكسبرو" في دخول سوق قطر لأول مرة وفازت بعقد لمدة خمس سنوات وذلك في إطار خطواتها وسياساتها القائمة على دعم فكرة توسيع وجودها في الشرق الأوسط.
وأضاف هيكل أن عقد " أكسبرو" في قطر يشمل مجالات عديدة في التنقيب والحفر وصيانة الآبار في عدد من المواقع المهمة في البلد الخليجية.
وأشار هيكل إلى أن استراتيجية أكسبرو في منطقة الشرق الأوسط ستكون متفردة وتركز على توسيع الحضور وتقديم خدمة أفضل في مجال الخدمات النفطية خاصة في ضوء المنافسة الحالية في السوق بسبب تراجع الأسعار.
وشدد هيكل على أن مواجهة الظروف الحالية للسوق تتطلب من أكسبرو وكل المشتغلين في القطاع العمل جديا على خفض تكاليف الإنتاج والتعاون الوثيق من أجل تحقيق التخطيط الجيد وتطوير وتنمية الخبرة التشغيلية والفنية التي تنعكس بشكل واسع على المنتجين وتتمثل في تحقيق أرباح تجارية كبيرة وتقليص التكلفة في الإنتاج. وبحسب هيكل فإن أكسبرو عززت خلال العام الجاري وجودها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باعتبارها أفضل مناطق الإنتاج في العالم وأكثر قدرة على تحمل انخفاض الأسعار بسبب رخص تكاليف الإنتاج، مشيرا إلى أن شركته ركزت على عرض مجموعة جديدة من التقنيات والمنتجات والخدمات الجديدة في هذه الأسواق بما ييسر ويطور عملية الإنتاج في الشرق الأوسط.
وكانت أسعار النفط الخام مالت إلى التحسن النسبي أمس بعد انخفاضات كبيرة سابقة قياسية على مدى السنوات السبع الماضية وجاء الانخفاضات كما هو متوقع كردة فعل على قرار المجلس الوزاري لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" الإبقاء على مستويات الإنتاج مرتفعة.
وتلقت أسعار الخام الدعم النسبي من انخفاض ملحوظ في مستويات المخزونات النفطية الأمريكية إلى جانب توقف صعود الدولار أمام بقية العملات الرئيسية فيما استمرت حالة تخمة المعروض في تأثيرها الواسع والممتد في السوق النفطية.
وسيطرت حالة من التوقعات السلبية لأسعار النفط على المدى القريب في السوق وتكثف الشركات النفطية جهودها للتواؤم مع مرحلة أكثر صعوبة من انخفاضات الأسعار التي قد تستمر بعض الوقت قبل أن تظهر أولى بشائر التحسن في منتصف العام الجديد بحسب تقديرات عدد كبير من المحللين والمختصين في السوق.
وبحسب "رويترز"، فقد صعد خام غرب تكساس الأمريكي الوسيط إلى 38.24 دولار للبرميل بزيادة 73 سنتا عن آخر تسوية، فيما صعدت العقود الآجلة لخام برنت 58 سنتا لتصل إلى 40.84 دولار للبرميل.
وكان صعود خام غرب تكساس نتيجة لتراجع مخزونات النفط الأمريكي 1.9 مليون على نحو مفاجئ إلى 488 مليون برميل، وجاء الهبوط الذي قدره معهد البترول الأمريكي مخالفا لتوقعات المحللين بزيادة قدرها 252 ألف برميل.
وكان الخام الأمريكي أنهي تعاملات أمس الأول مرتفعا بنحو 0.6 في المائة ضمن عمليات الارتداد من أدنى مستوى في سبع سنوات 36.62 دولارا للبرميل المسجل في وقت سابق من التعاملات، وانخفض خام برنت بنسبة 0.5 في المائة في ثالث خسارة يومية على التوالي وسجل مستوى 39.81 دولار للبرميل الأدنى منذ شباط (فبراير) 2009.