دبلوماسيان لـ"الاقتصادية" : خسائر إيران من القطيعة السعودية أكبر من الحظر العالمي
أدان عدد من الدبلوماسيين والمختصين في الشأن السياسي تصرفات إيران الأخيرة بالتدخل في الشأن السعودي الداخلي، وتعمدها التفريط في حماية السفارة السعودية بمشهد، معتبرين أن إيران تتخبط في سياستها وستخسر كثيراً بسبب قطع العلاقات السعودية معها على نحو لم تخسره من قبل، خلال فترة الحظر الاقتصادي الدولي عليها.
وأوضح لـ "الاقتصادية" السفير عماد سليمان الشعث، قنصل عام فلسطين في جدة، أن الهجوم الذي تشنه بعض الدول والجهات على المملكة، بما فيها إيران، بسبب تنفيذ أحكام القصاص بحق 47 شخصا من الإرهابيين الذين يزرعون ويتبنون أفكارا تكفيرية معادية للمملكة هو هجوم غير مبرر.
ولفت إلى أن المملكة هي بلد الأمن والأمان والاستقرار والرخاء، خاصة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده، وولي ولي العهد، مشيراً إلى حكمة الحكومة السعودية ورشدها، مضيفا: وما صدر عنها بشأن قطع العلاقات مع إيران يعد ضمن سياستها الرشيدة للحد من التوتر الذي تشهده المنطقة بسبب تدخلات قوى خارجية لزعزعة أمن المجتمعات العربية والإسلامية".
وتابع: "تنفيذ هذه الأحكام جاء مطابقاً لأحكام الشريعة الإسلامية المتبعة في المملكة، وبعد أن قال القضاء السعودي كلمته، والقضاء في كل الدول سلطة مستقلة لها حيادها واحترامها، وفقاً للقوانين الدولية، وأي تدخل من قبل دولة أخرى في الأحكام القضائية لغيرها من الدول يعد انتهاكاً لسيادة الدولة وللقوانين والأعراف الدولية".
وزاد: "لا مجال للذين يصطادون في المياه العكرة أن يعكروا صفو الحياة الآمنة في المملكة، ومن يفعل ذلك فالمملكة قادرة على إيقافه عند حده وفق الأساليب والطرق الدبلوماسية الرصينة، وهو ديدن المملكة منذ تأسيسها منذ عهد الملك عبدالعزيز".
من جهته، أكد السفير علي العياشي، قنصل عام اليمن في جدة وعميد القناصل العرب بالمملكة، أن تصرف إيران الأخير يعكس خيبتها وتخبطها السياسي، إذ غاظها التقدم الذي حققته السعودية بشأن توحيد صف الدول العربية والإسلامية في اتحاد يكفل للمنطقة حفظ الأمن وعدم إراقة الدماء.
وأشار إلى أن موقف اليمن من عداء إيران المستمر للمملكة كان واضحاً في كلمة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، الذي أكد موقف اليمن مما يحدث من حملة ضد المملكة بشأن تنفيذها عددا من الأحكام الشرعية بحق عدد من الإرهابيين الذين شكلوا مصدر قلق لأمن واستقرار المملكة، مضيفا: "ولقد اعتبر الرئيس هادي القصاص ضربة قوية للعناصر الإرهابية المتطرفة، الذي تكفل بردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن المملكة واستقرارها".
وأكد العياشي أن الخاسر من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين هم الذين يستهدفون أمن واستقرار المنطقة، لافتاً إلى أن المنطقة زاخرة بكثير من الخيرات، ولا يمكن الاستفادة منها إلا في ظل استقامة الأوضاع وعلاقات يسودها حسن الجوار والمصالح المتبادلة والمنافع المشتركة.
وذكر أن المواقف التي أعلنتها عدد من الدول العربية باستهجان الحملة الشرسة التي تتعرض لها المملكة، تؤكد أن هناك التفاف حول السعودية وقيادتها الحكيمة، رغم إصرار إيران على هدم ما تبنيه المملكة في المنطقة، مما ولد الفشل والخيبة وعدم القدرة على القيام بعلاقات متبادلة ومثمرة تقوم على الاحترام والمصالح المتبادلة، مشيرا إلى ما حققته المملكة على الساحة الدولية، إذ أخذت على عاتقها في الآونة الأخيرة التصدي لمشاريع الهيمنة التي تحاول أن تفرض نفسها بقوة على المنطقة، وإحداث خلل في أمنها واستقرارها، موضحا ما تقوم به المملكة من دور جلي مدعوماً من الدول العربية والإسلامية لتأسيس التحالف الإسلامي الذي أعلنت الدول العربية والإسلامية انضمامها إليه لمواجهة أي تحديات تستهدف زعزعة أمن واستقرار الدول العربية والإسلامية.
وأضاف: "والتأكيد على الدور الريادي الذي تقوم به المملكة لنصرة ودعم شقيقاتها من الدول في المنطقة"، مؤكدا أن الحق هو الذي سينتصر في هذه المعركة ضد المملكة التي تسعى لتحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة لما فيه خير شعوبها.