انهزامية طهران .. من الاعتداء والتهديد إلى التأسف والاعتذار
لم تفلح اعتذارات إيران الوهمية في تغيير الواقع الذي كشف الوجه القبيح الذي يخفيه نظام الملالي، ووجدت طهران نفسها وحيدة أمام العالم حتى من أقرب حلفائها، وذلك لجرم وفداحة ما أقدمت عليه.
قال داهم القحطاني المحلل السياسي والكاتب الكويتي، إن ما قامت به إيران من تحريض للمتظاهرين لإحراق السفارة السعودية في طهران ومشهد أمر لا يمكن أن تتنصل منه، ويعبر عن الفرق بين تعاملها الغوغائي الهمجي، وتعامل السعودية الملتزم بالتقاليد والمواثيق الدولية.
وأفاد بأنه من الغرابة تساؤل الرئيس الإيراني حسن روحاني بحسابه على "تويتر" عن هوية من قام بهذا العمل، متناسياً أنه رئيس جمهورية ويفترض أن يجيب عن الأسئلة لا أن يوجهها، وإذا كانت هناك أزمة تنازع سلطات داخل إيران يجب أن تكون بمنأى عن الإضرار بدول الخليج العربي.
وأشار القحطاني إلى أن المملكة نفذت أحكاماً طابق عليها القضاء بحق إرهابيين مدانين، وهناك أسر سعودية لا تزال تعيش بحسرتها بسبب مقتل أبنائها من المدنيين والعسكريين على يد أولئك الإرهابيين، إما بفعل مباشر وإما عبر التحريض وتأويل النصوص الدينية للترويج للإرهاب.
وأكد أن إيران التي حملت لواء الدفاع عن شخص معين تناست أن 43 إرهابيا من المنفذ الأحكام بهم من السنة، وبعضهم حكم عليهم بالقصاص لاعتدائهم على بعض الأماكن التي تتعلق بطائفة أخرى، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن إيران لا تملك إلا أن تطلق التصريحات وتحريض المتظاهرين على القيام بأعمال عدوانية ضد البعثات الدبلوماسية، فيما عدا ذلك لا تستطيع أن تحرك ساكناً، حيث إن موازين القوة تغيرت بعد عاصفة الحزم وقيام السعودية ودول الخليج بتحجيم الدور والنفوذ الإيراني في اليمن وسورية.
وبين أن إيران لا تفكر سوى في رفع العقوبات تنفيذاً للاتفاق النووي لمجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وما تقوم به من شعارات الدفاع عن فئة معينة أينما كانوا ما هو إلا استغلال لهم وتضحية بهم لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، مضيفا أن خسائر إيران الأخيرة في سورية وإقصاءها من المشهد بعد التدخل الروسي وما تواجهه من صعوبات في العراق أثبت كل ذلك صحة ما قالته السعودية ودول الخليج أن التدخل الإيراني في شؤون المنطقة وخصوصاً سورية واليمن والعراق سيجر الويلات على إيران نفسها، وهو ما حصل في الأزمة الأخيرة عندما وجدت إيران نفسها معزولة من المحيط العربي، ما اضطرها إلى تقديم اعتذار شكلي وزعته على كل الدول الأعضاء في جمعية الأمم المتحدة، وهي خطوة تعبر عن قلة الحيلة خصوصاً بعد تصريح المملكة بعدم الحاجة لأي اعتذار، وضرورة أن تلتزم إيران بدلاً من ذلك باستحقاقات الأمن والسلم الدوليين.
من جانبه، قال عدنان يوسف الرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية والرئيس السابق لاتحاد المصارف العربية، إن ثقل الصادرات الإيرانية في الأسواق يتركز في العراق وسورية والدول التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي، كما أن هناك صادرات لا بأس بها في السودان، أما فيما يتعلق بالسعودية والكويت فإن مبالغ تبادلهما التجاري مع إيران ضعيفة جداً. وأوضح أنه في حال قامت السودان بالمقاطعة التجارية مع إيران فسيكون لها تأثير قوي في إيران، مؤكداً أنه لا يمكن مقارنة المملكة بالأسواق الأخرى لكون المواطن السعودي والخليجي لديه منتجات ذات جودة عالية، ولا سيما أن المنتجات الإيرانية لم تصل إلى مستوى أن تواجه أو تقارن المنتجات الأجنبية أو الوطنية الموجودة داخل السوق السعودي، منوهاً إلى أن أكثر الصادرات والواردات الإيرانية موجودة في دبي بنسبة عالية، ومعظمها لا تتم عن طريق النظام المصرفي، بل عن طريق التجار "كاش" أو تحويلات نقدية. وكان الرئيس الإيراني في الوقت الذي يحجب "تويتر" عن الشعب الإيراني قد غرد في حسابه تغريدات متناقضة مع نظامه الإرهابي، والفتن التي يزرعها في المنطقة، وفي الوقت ذاته مثيرة للتندر والاستهجان، حيث قال فيها "إن أعمالا ارتكبها أفراد متطرفون في طهران أسفرت عن أضرار للسفارة والقنصلية السعودية، وأن المسؤولين الإيرانيين ملتزمون بمواجهة تلك الأعمال غير الشرعية، داعياً وزير الداخلية الإيراني بالتعاون مع وزارة الاستخبارات والسلطة القضائية للتعرف على المهاجمين وتقديمهم للعدالة، واصفاً تلك الأفعال العدوانية بالقبيحة.