وسائل إعلام غريبة: الرياض كسبت تأييد الشارع العربي ضد إيران

وسائل إعلام غريبة: الرياض كسبت تأييد الشارع العربي ضد إيران

أكدت صحيفة وول ستريت جورنال أن سماح النظام الإيراني لبعض الفئات غير المسؤولة بالاعتداء على سفارة وقنصلية السعودية، في كل من العاصمة طهران ومشهد، دفع السعودية لاتخاذ قرار القطع علاقاتها مع إيران بعدما شهدت العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية موجة من التوتر.
واعتبرت الصحيفة أن هذا الوضع قد أثار الاضطراب في المنطقة، وأنذر العواصم الغربية في انطلاقة سنة جديدة بأجراس تحذيرية من الأعمال العدائية بين المملكة وإيران. وطبقا للصحيفة واسعة الانتشار، فإن المسؤولين الأمريكيين الذين كانوا يجرون اتصالات رفيعة المستوى مع البلدين أمس الأول، في مسعى لتقليص عوامل التوتر المتصاعدة، إن وزارة الخارجية تعقد منذ أشهر مباحثات مع السعوديين حول قلق واشنطن من الأوضاع في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بدور إيران العدائي في المنطقة، ومحاولة منها في إثارة القلاقل والبلبلة، لاسيما تدخلها الأخير والواضح في اليمن بدعم الحوثيين. وتقول صحيفة وول ستريت جورنال، إن السعودية سبق لها أن قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران في عام 1988، بعد أن هاجم متظاهرون السفارة السعودية وإصابة دبلوماسي سعودي توفي متأثرا بحراجه فيما بعد، وأعيدت العلاقات في عام 1991، لكنها بقيت متوترة لسنوات طويلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن معظم دول العالم الإسلامي والعربي خاصة الخليج تضامنت مع موقف السعودية الأخير باتخاذ قرارات عاجلة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران باعتبارها جسما غريبا يريد إثارة القلق في أمن المنطقة، والتدخل في الشوؤن الداخلية لدول الخليج من خلال محاولة فرض فكرها العقائدي.
من جهته، أوضح موقع شبكة إن بي سي نيوز أن الولايات المتحدة استجابت للقرار السعودي، بأن شجعت التواصل الدبلوماسي، وطالبت الزعماء في أنحاء المنطقة باتخاذ "خطوات إيجابية" لتقليص عوامل التوتر.
وقال مسؤول في إدارة أوباما: "نحن على علم بالتقارير التي تذكر أن السعوية أمرت بإغلاق البعثات الدبلوماسية الإيرانية في المملكة. ونحن نعتقد أن التواصل الدبلوماسي والمحادثات المباشرة تظل أساسية من حيث العمل لتجاوز الخلافات، وسنستمر في حض الزعماء في أنحاء المنطقة على اتحاذ خطوات إيجابية لتقليص عوامل التوتر".
وأشارت صحيفة الجارديان إلى أن ديفد جوك، وزير الخزانة البريطاني، أصبح أبرز مسؤول بريطاني يعلق على التطورات في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات بين الرياض وطهران. وحين طلب من جوك التعليق، كرر موقف الحكومة البريطانية من أن الرياض زودت بريطانيا بمعلومات كانت أساسية في إيقاف مؤامرات إرهابية في بريطانيا. وقال: "لدينا علاقة مع السعودية تخولنا الحديث بصراحة معهم، حيث إن هذه المواضيع تثار بصورة منتظمة من قبل وزير الخارجية ورئيس الوزراء وممثلينا في الرياض. نحن قادرون على أن نحتفظ بهذه العلاقة التي من خلالها نستطيع الاتصال بهم.
وفي تعليق على موقع شبكة سي إن إن بعنوان "هل حرب الكلمات الدبلوماسية ستخرج عن السيطرة؟"، ذكر فواز جرجس، رئيس قسم الدراسات المعاصرة للشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد، أن الوضع خرج عن السيطرة، حتى قبل أن تعلن السعودية قطع العلاقات مع إيران. وأضاف جرجس: "إن النزاع بينهما تظهر آثاره على الشوارع العربية بصورة كبيرة." وخرجت تظاهرات تؤيد موقف وقرار السعودية بقطع علاقاتها مع إيران التي لم تحم سفارة السعودية وقنصليتها في العاصمة طهران ومدينة مشهد.
وقال إن السعودية وإيران كانتا أصلا على طرفي نقيض بخصوص النزاعات في سورية والعراق واليمن والبحرين ولبنان. وأضاف أن السؤال الآن هو إلى أي مدى يمكن أن تسوء الأوضاع، مضيفا: "الموقف متوتر تماما بين أكبر دولتين في الخليج. نحن أمام حرب دبلوماسية.

الأكثر قراءة