رقصة «الحرب» و«الفرح» وحكاياتها في ذاكرة السبعيني «الزعبي»

رقصة «الحرب» و«الفرح» وحكاياتها في ذاكرة السبعيني «الزعبي»

في كل مهرجان للجنادرية، تحضر رقصة الحرب والفرح "العرضة السعودية" بكل شموخ في زوايا وطرقات المهرجان الذي يحتفل بالتراث السعودي، لاسيما الفلكلور الشعبي منه. وتحضر حكايات هذه الرقصة وتاريخها المرتبط بتاريخ المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، في ذاكرة المواطن السبعيني إبراهيم الزعبي الذي يعتبر نفسه أحد المواطنين الذين يحفظون هذا التراث.
يحكي لنا إبراهيم الزعبي ابن الـ75 ربيعاً تاريخ العرضة في المهرجان الممتد طوال ثلاثة عقود، حيث يحرص السعوديون على أدائها في المناسبات السعيدة، في هذا الوقت بعد ما كانت تعتبر رقصة الحرب، مؤكدا أنها رمز تاريخي للمملكة وأهلها، لافتا إلى حرصه على تعليم أبنائه وأحفاده هذا الفلكور الذي وصفه بأنه جزء من تاريخ السعودية.
ويستذكر الزعبي أو أبو عبدالعزيز –كما يحب منادته-، الذي حضر جميع دورات مهرجان الجنادرية بدايات الجنادرية عام 1985 من خلال نشاطاته المتنوعة التي بدأت بسيطة في ذلك الحين، والمتمثل في سباق الهجن وبعض الفعاليات، إلى أن شهد المهرجات توسعاً وتنوعاً ثقافياً وتراثياً.
وأكد أن العرضة السعودية أخذت نصيباً كبيراً ووافياً من الاهتمام في المهرجان الوطني للتراث والثقافة، مطالباً بإنشاء مراكز متخصصة للتدريب على العرضة السعودية، للمحافظة على التراث.
ورصدت "الاقتصادية" حرص الآباء على إشراك أبنائهم في هذه الرقصة، مع حرص كثير من الجهات المشاركة في إقامتها في أجنحتهم، إضافة إلى المورثات الشعبية لكل منطقة.
وتؤدي الفرق الشعبية العرضة التي كانت في البداية رقصة الحرب عند لقاء الخصوم، وجاءت العرضة تطورا لعادة عربية عرفها العرب منذ القدم، في حالة الحرب، وإن كانت لا توجد نصوص في التراث العربي القديم، يمكن من خلالها الربط بينها وبين واقع العرضة التي تعرف اليوم.
لكن الملاحظ وبكل وضوح، أن أركان العرضة الأساسية كانت ملازمة للحرب منذ الجاهلية، فالطبول تقرع منذ القدم في الحرب، والسيف يحمل، والشعر الحماسي عنصر أساس من عناصر الحرب.
ومن مستلزمات هذا اللون من الفن الراية والسيوف والبنادق للمنشدين قصائد الحرب، بينما هناك مجموعة من حملة الطبول، التي يضرب عليها بإيقاع جميل متوافقا مع الإنشاد، ويطلق على أصحاب الطبول الذين يقفون في الخلف طبول التخمير، ومن في الوسط، فهم الذين يؤدون رقصات خاصة، كما يوجد بالوسط حامل البيرق (العلم)، وتقام في وقتنا الحاضر العرضة النجدية في مواسم الأعياد والأفراح.

الأكثر قراءة