«صناعة السمن» .. استثمار نساء وادي الدواسر

«صناعة السمن» .. استثمار نساء وادي الدواسر
«صناعة السمن» .. استثمار نساء وادي الدواسر

تعد صناعة السمن البلدي من أشهر الصناعات الأسرية التي لم تتخلَّ عنها المرأة في محافظة وادي الدواسر، سواء كاستخدام شخصي، أو لغرض التربح والتجارة من خلال بيعه في الأسواق أو توزيعه على المحال أو في مناسبات الأسر المنتجة التي تقام بين وقت وآخر في المحافظة، وجنت منه مبالغ مالية كافية.

ووفقا لـ"واس" أوضحت أم ناصر إحدى البائعات في سوق وادي الدواسر، أن نساء البادية كن يأتين بالسمن أو ما يعرف بــ "العكة "، التي تصنع عادة من جلد الأغنام حيث تقوم النسوة بدبغه، وربط أسفله على شكل صرة محشوة بالقماش وتسمى "خمرة"، فيما يستفاد من مكان الأيدي في الجلد لربط العكة من الأعلى، ويقمن خلال صناعتها بوضع الدبس فيها وفركه بداخلها وتعريضها للشمس حتى تتشبع بالدبس، ومن ثم يقمن بحقن السمن بداخلها.

#2#

وأكدت أم ناصر، أن العكك تختلف في أحجامها بحسب حجم جلد الذبيحة، وبعض النسوة يعملن من جلد الضب الكبير عكة صغيرة يسميها البعض "ضبة"، مشيرة إلى أن طعم السمن بالعكة له رائحة زكية خاصة بسبب الجلد والدبس، وتحتفظ بالسمن بحالته الطبيعية فترة أطول من الأواني الأخرى في حال كان التخزين خارج الثلاجة.

وعن طريقة صناعة السمن قالت البائعة نورة محمد الدوسري، إن الصناعة تتلخص في إحضار كمية الزبد التي تم جمعها من اللبن، فيما يعتمد آخرون على الزبد المستورد أو الجاهز الذي تبيعه الشركات الزراعية، ومن ثم تقوم بطبخه في قدر يستغرق مدة ساعة ونصف، وتقوم بتحريكه باستمرار، ومن ثم تضيف له بعض التمر لتحسين طعمه، وللمساعدة في عدم تعرضه للحزر أطول فترة ممكنة.

وأضافت، إنه عندما يستوي الزبد يضاف له شيء من الكمون لتحسين رائحته، كما تسخن بعض الأحجار المسطحة التي تسمى "مراظيف" ومن ثم تدفن وهي ساخنة في الدقيق، ثم تنقل مباشرة للقدر وتوضع في السمن وتضيف له نكهة خاصة، كما يعمد بعض الأسر إلى وضع أقراص من البر داخل القدر في مرحلته الأخيرة يتناولها أهل المنزل.

من جانبها، أفادت البائعة أم سعود، بأن أسعار السمن تختلف باختلاف مصدر إنتاج السمن، مبينة أن بعض البائعات يصل سعر كيلو السمن لديها إلى 150 ريالا وهن النساء المعروفات والمشهورات بالإنتاج اللاتي يعرفن أن الحليب المستخدم في السمن الذي تبيعه من الأغنام التي تمتلكها، وقد يصل السعر إلى 50 ريالا لمن دخلت السوق حديثا أو ما يعرف منتجها بأنه من الزبد المستورد.

وقالت أم سعود، إن كثيرا من النسوة أخذن يضفن بعض الألوان للسمن كمحسنات، وهذا لا يفضله الكل، مؤكدة أن الغش في بيع السمن غير موجود في السوق لأن النسوة يبحثن عن الرزق الحلال، وقد عرفن، ولله الحمد، بين المتسوقين بأمانتهن وحرصهن على توضيح كل صغيرة وكبيرة عن منتجهن.

الأكثر قراءة