المناورات العسكرية .. تدريب وتوظيف للموارد
تشكل المناورات العسكرية للدول، عملاً استراتيجيا مهماً، يهدف إلى تدريب الجيوش على أساليب وأسلحة جديدة، وتوظيف الموارد العسكرية في التدريب على العمليات، وذلك عبر إحدى تشكيلات القوات المسلحة منفردة، أو بتنسيق مع باقي القطاعات أو الجيوش الصديقة، لتطوير أدائها وتعزيز مهاراتها الميدانية وتقوية الروابط العسكرية بينها.
#2#
ويمكن تقسيم المناورات إلى قسمين، الأول: التمارين الميدانية، وتمارس على نطاق واسع وتجري وفق مخططات يحاكي فيها الجانبان حربا وهمية يسمى كل طرف فيها باسم رمزي لتجنب تسمية الخصم الخاص، والقسم الثاني التمارين التكتيكية، التي تتم دون جنود، وقد ظهرت فقط في السنوات الأخيرة بمساعدة المحاكاة الحاسوبية، حيث تسمح للقادة بمعالجة النماذج من خلال السيناريوهات المحتمل حدوثها في التخطيط العسكري.
وتتضمن أغلب التمارين الميدانية التدريب على فنون القيادة العسكرية، استعمال الأسلحة، التموين الجوي بالوقود، التحليق بعلو منخفض، إضافة إلى برامج حول الدعم الطبي، العمليات الإنسانية، عمليات حفظ السلام، وأشغال تهيئة ميادين العمليات وبناء المعسكرات.
#3#
ويعود تاريخ المناورات العسكرية إلى سنة 1811، فمع الانتصار المذهل للإمبراطورية البروسية على الإمبراطورية الفرنسية الثانية في الحرب الروسية الفرنسية 1870-1871، حيث عاد فضل الانتصار إلى تدريب الجنود البروسيين على لعبة الحرب وهي لعبة عسكرية ظهرت سنة 1811 واكتسبت شعبية كبيرة وسط ضباط الجيش البروسي، إذ تعد المناورات الأولى التي مثلت محاكاة لظروف الحرب الحقيقية مع مراعات الروح المعنوية والطقس وضباب الحرب.
#4#
ومن أشهر المناورات في العصر الحديث مناورة "الأسد الإفريقي" التي تجرى سنويا بين الجيش المغربي وعدة جيوش من بينها الجيش الأمريكي، التي ترعاها القيادة الإفريقية "أفريكوم"، وتندرج في إطار برنامج سنوي للتدريبات العسكرية المشتركة من أجل تفاعل أكبر بين جنود البلاد المشاركة، وتعزيز التنسيق والتعاون بينهم، والفهم المتبادل للتكتيكات والتقنيات والإجراءات العسكرية الخاصة بكل بلد، كما تعد مناورة "النجم الساطع، التي تجرى في مصر كل سنتين بين القوات المتعددة الجنسيات من 13 دولة وتشتمل على 131 نشاطا تدريبيا، من أكبر المناورات في المنطقة.
#5#
#6#
فيما اعتبر مراقبون سياسيون وعسكريون أن مناورات "رعد الشمال" أدرجت نفسها ضمن أكبر المناورات العسكرية في العالم، وذلك بمشاركة 20 دولة عربية وإسلامية، بعدد قوات يصل إلى 250 ألف جندي، كما يعكس العتاد العسكري النوعي المشارك فيها، من أسلحة ومعدات عسكرية متنوعة ومتطورة منها طائرات مقاتلة من طرازات مختلفة، الطيف الكمي والنوعي الكبير الذي تتحلى به تلك القوات، فضلاً عن مشاركة واسعة من سلاح المدفعية والدبابات والمشاة ومنظومات الدفاع الجوي، والقوات البحرية، في محاكاة لأعلى درجات التأهب القصوى لجيوش الدول الـ 20 المشاركة.