«ذاكرة لا تشيخ» .. شعار يرفعه معرض الكتاب يصون ما مضى ويؤسس لما هو قادم
" ذاكرة لا تشيخ " .. هذا هو شعار معرض الكتاب لهذا العام، لإكساب المكان هويته الوطنية، وإبرازها، لتصون ما مضى وتؤسس لما هو قادم، وتعزيز ملكة حب القراءة، وصناعة الشغف بالكتاب.
وحرصت وزارة الثقافة والإعلام على أن تلبي الفعاليات والأنشطة المصاحبة للمعرض فئات المجتمع كافة، بدءا بتكريم الفائزين بجائزة الوزارة للكتاب، مرورا بالطفل والأسرة، نواة المجتمع وعمادها، وصولا إلى أدباء الوطن ومثقفيه، قادة الفكر وأصحاب الرأي.
كما أولت الوزارة، المكان وهويته الثقافية عناية خاصة ومميزة هذا العام، باستحضارها لوسط الرياض التاريخي بأسمائه وصوره ودلالاته التأسيسية العميقة في ذاكرة الوطن.
وكان سعود بن نصار الحازمي المستشار المشرف على وكالة الوزارة للشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب قد أوضح أن الوزارة لم تغفل من خلال معرضي "ريشة الحزم " و"عدسة الحزم " حضور الأبطال المقاتلين في جبهات العزة، الذين رحلوا من شهداء الوطن، وفاء لهم وتكريما لذكراهم التي عطرت بدمائها وإخلاصها تراب هذه الأرض، لتلتقي أصالة الرياض وتضحيات جنود الوطن بثقافة الكتاب في مشهد حضاري يثري ذاكرة الحاضر.
#2#
وقال خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته إدارة المعرض إن وزارة الثقافة والإعلام تولي المعرض اهتماما بالغا، من خلال إسهامه في تحقيق رؤية التحول الوطني الشاملة التي أقرتها القيادة، بوصفه خريطة طريق يمكن من خلالها تلمس الكثير من الحاجات والأهداف التي تصب في خدمة المواطن والمجتمع بشرائحه كافة.
وأشار إلى أن الوزارة وفرت الحلول التقنية في خدمة معرض الكتاب من خلال تقنيات جديدة سيتم العمل بها لأول مرة هذا العام بشكل اختياري تجريبي، وصولا لإقرارها في الأعوام المقبلة، وتقنيات تأخذ بمصلحة الناشر والزائر من جهة، وبتسريع عملية البيع والشراء وتقنينها من جهة أخرى، كما سيكون هناك تقنيات حرارية حديثة، الغرض منها توفير أرقام وإحصائيات دقيقة، تتعلق بنوعية الزوار وطباعهم الشرائية واتجاهاتهم في القراءة والاقتناء.
وبين أن من الجديد المميز أيضا هذا العام تخصيص ركن للأمن الأسري، الذي يقدم نشاطات تثقيفية متقدمة في هذا المجال، ويضم جناح الطفل مسرحا ثقافيا وتراثيا، كما يهتم بالسيدات عبر قسم خاص تديره مجموعة من الأمهات، في الفترة المسائية، تقدم فيه عشرات الورش بمواضيع متنوعة في التربية والتطوير، إضافة إلى ركن قراءة مخصص للأمهات يتم من خلاله مشاركتهن بأفضل الكتب التربوية.
#3#
من جانبه، أوضح الدكتور خالد الحازمي رئيس اللجنة الثقافية في المعرض أن نسخة هذا العام من المعرض تتميز بتنوع ثقافي، يجسد حجم المخزون الثقافي المتنوع لدى الوطن، مشيرا إلى الفعاليات المقررة والمشاركين فيها، التي تتنوع بين الفنون المسرحية والسينمائية والشعرية، وصولا لاختياره رواد المسرح الوطني كمكرمين في إشارة لقوة المسرح الثقافية بوصفه أبا الفنون.
وبين أن المعرض أولى الفنانين السعوديين الذين أثروا المشهد الفني بأعمال تحسب للحراك الثقافي السعودي أهمية بالغة في نسخة هذا العام، من خلال تسع فعاليات خصصتها اللجنة الثقافية لهؤلاء الفنانين بجنسيهم، بالتنسيق مع إدارة المعرض لإبراز إبداعاتهم في مختلف المجالات مثل القراءة والتأليف والمسرح والسينما والإبداع الثقافي عموما.
وأفاد بأن البرنامج الثقافي سيكون حافلا هذا العام بأطروحات مختلفة، تغطي جميع الجوانب العلمية والثقافية، إلى جانب تجارب شبابية في التأليف، لافتا إلى مشاركة اليونان بوصفها ضيفة شرف المعرض، والكثير من الموضوعات ذات العلاقة بالقراءة وتشجيعها.
وبدوره، نوه خرونيس بوليخرونيو سفير اليونان، بالحراك الثقافي الذي تعيشه المملكة، وتمتعها بتنوع ثقافي كبير، يحفز المثقفين والمهتمين من كل مكان ويدفعهم للتعرف عليه والبحث في تفاصيله، معربا عن فخره وامتنانه لاختيار بلاده ضيف شرف المعرض لهذا العام.
وأكد أن المؤسسات الثقافية في اليونان تولي هذه المشاركة اهتماما كبيرا، الأمر الذي جعلها حريصة على المشاركة المتميزة والمؤثرة، من خلال تقديمها 12 ورقة عمل في البرنامج الثقافي، من خلال متحدثين من الجامعات اليونانية المختلفة، إلى جانب برامج وفعاليات ثقافية مختلفة، وعروض فولكلورية من خلال فرق شعبية يونانية، ستقدم تباعا طوال فترة المعرض.
#4#
من جهته، أوضح سعد المحارب مدير عام المعرض أن نسخة هذا العام من المعرض ستشهد مشاركة نحو500 جهة تقدم عناوينها من مختلف حقول المعرفة وأوعيتها المنوعة، وسط نقلة تطويرية شاملة في الجوانب التنظيمية للمعرض في دورته الحالية، وعدد من الفعاليات الجديدة، إلى جانب جملة من الخدمات المقدمة للزوار ودور النشر، مؤكدا أن جوانب التطوير والتحديث شملت ثلاثة محاور هي: الإداري والتنظيمي، والثقافي، والخدمي.
وبين أن رسالة المعرض هذا العام ستكون «وقفة وفاء لأبطال "عاصفة الحزم» إضافة إلى تخصيص معرضين مصاحبين للصور والفن التشكيلي عن "عاصفة الحزم" ومعرض ثالث خاص بصور الرياض القديمة تحت مسمى (ذاكرة الرياض)، كما تعمل إدارة المعرض على إنتاج مواد مرئية عن شهداء الواجب، سيتم عرضها عبر عدد من شاشات العرض الموزعة في أروقة المعرض.
وبشأن هوية المعرض وتصميمه الداخلي، أفاد بأن هوية المعرض ستكون أنموذجا لوسط الرياض التاريخي وبواباته المشهورة (الدراويز)، حيث أطلق على صالات وممرات المعرض أسماء معالم من وسط الرياض التاريخي، مثل شارع الثميري وميدان الصفاة وحي المربع وقصر خريمس وحي الدحو، أما منصات التوقيع فقد خصص لها موقع متميز في صالة حي المربع، مشيرا إلى التصميم الجديد للمعرض الذي يأخذ شكل قصر المربع التاريخي.
وأشار إلى مجموعة من المساحات المخصصة لاستراحة الزوار التي استحدثت هذا العام، وتأمين قرابة 3500 موقفا للسيارات، وستربط بحافلات مخصصة للنقل الترددي على ثلاثة خطوط منتظمة.
وفيما يتعلق بأبرز الخدمات المقدمة لدور النشر، بين أن إدارة المعرض ستوفر لزوار النشر - الراغبة - أجهزة لوحية (تابلت) لتزويد الإدارة بالإحصاءات اليومية للمبيعات، تمهيدا لاعتماد النظام الإلكتروني الآلي في الدورات المقبلة، إضافة إلى توفير خيارات تتجاوز حصر البيع في الدفع النقدي، منوها بالأسلوب الجديد المتبع لإحصائيات دقيقة عن عدد الزوار، سيتمثل في فواصل الكتب المرقمة المزمع توزيعها على كل زائر.