محافظ «التدريب التقني» لـ"الاقتصادية": شاركنا في قرار توطين وظائف «الاتصالات» .. وخريجونا ليسوا عاطلين
فور صدور قرار وزارة العمل بتوطين قطاع الاتصالات وقصر الوظائف فيه على السعوديين والسعوديات، انطلقت أصوات معارضة للقرار ومشككة في إمكانية تنفيذه، وطغت موجة من الاستفسارات لدى غير الداعمين للقرار، فيما إذا كانت وزارة العمل نسقت مع الجهات المعنية لتنفيذ هذا القرار بشكل سليم وتحديداً مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني كجهة مسؤولة عن التدريب بالمملكة قبل إصدار قرار التوطين، وهل يوجد شباب وفتيات مؤهلون وقادرون على شغل وظائف البيع والصيانة بقطاع يعد من أكثر القطاعات حيوية وأسرعها نموا؟
“الاقتصادية” نقلت هذه الأسئلة إلى الدكتور أحمد بن فهد الفهيد؛ محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، الذي أكد بدوره أن القرار لم يكن عشوائياً، حيث إن المؤسسة جزء من منظومة العمل وكانت شريكا في اتخاذ القرار منذ بداية المشروع.
وأضاف، أن الكوادر الوطنية المؤهلة من الكليات التقنية وكليات الاتصالات وتقنية المعلومات، مؤهلة لسد احتياج فرص العمل بالقطاع، حيث وفرت المؤسسة نحو 50 مدربا ومدربة، ليكونوا نواة التدريب لقطاع الاتصالات، إضافة لدعم معهد ريادة الأعمال الوطني للمشاريع الريادية لتوطين مجال بيع وصيانة الجوالات. إلى تفاصيل الحوار:
حوار: رانيا القرعاوي
بداية هل كان هناك تنسيق بين وزارة العمل والمؤسسة قبل صدور القرار؟
أنا وزملائي في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني نعمل وفق منظومة متكاملة وهي منظومة العمل (وزارة العمل - المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني - صندوق تنمية الموارد البشرية - المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية)، وتعمل كل تلك الجهات بشكل تكاملي في مختلف البرامج والمشاريع، ومن ضمنها مشروع توطين صيانة وبيع محال الجوالات، حيث كانت المؤسسة شريكا أساسيا منذ بداية المشروع وخلال المرحلة التحضيرية والدراسات التي سبقت القرار، فالقرار لم يصدر بين يوم وليلة وسبقه كثير من ورش العمل المشتركة بين كل الأطراف المعنية، ومن ضمنهم المؤسسة التي كانت داعمة للقرار بكل ما يعنى بتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية من الشباب والفتيات للعمل بقطاع الاتصالات، وسنواصل التنسيق مع الجهات المعنية الأخرى لمتابعة تنفيذ القرار، والتأكد من نتائجه الإيجابية التي تصب بصالح اقتصاد وتنمية الوطن.
حدثنا عن الإجراءات التي اتخذتموها لضمان نجاح القرار قبل صدوره؟
بداية أجرت المؤسسة دراسة مسحية على قطاعات سوق العمل ومن ضمنها قطاع الاتصالات لاتخاذ كل التدابير اللازمة، لتطوير المناهج والبرامج التدريبية المقدمة في الكليات والمعاهد التقنية، بهدف تأهيل الكوادر الوطنية من الشباب والفتيات للعمل في مجال الاتصالات ويزودهم بالمهارات التي يحتاجها القطاع.
وبالفعل بدأنا منذ فترة بإضافة معايير مهنية جديدة بالمناهج والبرامج التدريبية، خاصة في قطاع الاتصالات، وعمل خطة متكاملة لتأهيل السعوديين والسعوديات للعمل في هذا المجال، من خلال تنفيذ برامج تدريبية مجانية للأفراد وأخرى للشركات عن طريق مركز الأعمال وبرنامج التنظيم المشترك، لتلبية احتياجات القطاع الخاص من الكوادر المدربة والمؤهلة لشغل الوظائف الموجودة بقطاع الاتصالات، والبرامج هي: برنامج الصيانة الأساسية للجوال الذكي، برنامج كاشير المبيعات، برنامج خدمة العملاء، برنامج ريادة الأعمال.
وأود الإشارة إلى أن تلك البرامج الجديدة، تأتي إضافة إلى جانب برامج الدبلوم والبكالوريوس المتخصصة في قطاع الاتصالات والمقدمة في الكليات التقنية وكليات الاتصالات وتقنية المعلومات.
وتتابع المؤسسة مراحل تنفيذ المشروع وستعمل على تطوير خطتها، بما يوائم كل المستجدات لتحقيق الأهداف المرجوة من هذا المشروع الوطني.
من واقع مسؤوليتك، هل ترى أن هناك كوادر وطنية مؤهلة فعليا لشغل هذه الوظائف؟
رأيي وبصراحة وليس لأني في موقع مسؤول بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، أن الكوادر الوطنية بالسعودية مؤهلة بمؤهلات تتفوق على مؤهلات كثير من العاملين بقطاع الاتصالات حاليا، ويبلغ عدد الخريجين والخريجات المتخصصين في مجال الاتصالات والإلكترونيات سنويا نحو 6000 خريج وخريجة، جميعهم يمتلكون المهارات الأساسية المتعلقة بكل تقنيات قطاع الاتصالات سواء التقنية التماثلية والرقمية والمهارات التخصصية بأنظمة الهاتف والاتصالات المتنقلة، إضافة إلى مجال وسائط نقل الإشارات والهوائيات والشبكات وتقنيات الميكروويف والأقمار الصناعية.
ماذا عن دعم الشباب لافتتاح مشاريعهم الخاصة في مجال صيانة وبيع أجهزة الجوال؟
لم تغفل المؤسسة هذا الجانب حيث إنها تسعى دائماً إلى تشجيع الشباب من الجنسين على ممارسة العمل ونشر تلك الثقافة بينهم قبل التخرج. ويعد "برنامج ريادة" أحد البرامج الرئيسة التي أطلقتها المؤسسة لدعم المشروع حيث سيقدم البرنامج من قبل معهد ريادة الأعمال الوطني وفروعه الذي سيلبي المهارات اللازمة لإعداد رياديي الأعمال في توطين مشاريع صيانة أجهزة الجوال على مستوى المملكة وتقديم الدعم الاستشاري والمالي للراغبين في ممارسة العمل الحر في هذا المجال.
كما ستدعم المؤسسة أصحاب العمل بمعلومات الخريجين المؤهلين بمجال الاتصالات، وعلى المشككين في قدرات وجودة البرامج التدريبية المقدمة بالوحدات التدريبية بزيارة الورش التدريبية الموجودة بالكليات التقنية التي حصلت أخيرا على اعتماد أكاديمي من مجلس اعتماد التعليم المستمر بالولايات المتحدة الأمريكية، والتعرف على البرامج التدريبية المقدمة في مختلف الكليات والمعاهد التقنية التي يتم توظيف عدد كبير من متدربيها قبل تخرجهم، والتدريب متوافر لكن إرادة العمل عليكم.
وهل سيكون لذوي الاحتياجات الخاصة حصة من البرامج التدريبية؟
المؤسسة تعطي أهمية بالغة لهذه الشريحة المهمة من المجتمع في مختلف برامجها التدريبية، فهم فئة غالية على قلوبنا جميعاً، وأخيرا فتحت المؤسسة الباب لهم للالتحاق بالتدريب في عدد من الكليات والمعاهد التابعة لها بالمجالات التي تناسب احتياجاتهم، وفيما يخص البرامج المقدمة لتوطين قطاع الاتصالات وبرنامج صيانة وبيع الجوال، فقد تمّ تصميم حقائب تدريبية تفاعلية تلبي الحاجة التدريبية لذوي الإعاقة وذوي الإعاقة السمعية لتقدم من خلال مركز التدرب الإلكتروني ومصادر التدريب بالمؤسسة، بشكل يتيح لهم اكتساب المهارات اللازمة للعمل باستخدام التقنيات المناسبة حسب احتياجهم.
هل هناك خطة لدعم الشركات والمستثمرين في القطاع بالأفراد المؤهلين لشغل تلك الوظائف؟
القطاع الخاص يعد شريكاً استراتيجياً ومهما للمؤسسة ونعمل في المؤسسة من خلال شركائنا في التنظيم الوطني للتدريب المشترك على إطلاق مسار خاص بمهن صيانة الجوال ومبيعاتها، كما وفرنا عبر مركز الأعمال لدينا دورة صيانة الجوال المتقدمة بنحو 180 ساعة والمصممة خصيصاً للشركات، وفي هذا البرنامج تحديداً فإنه يتم توظيف خريجي هذا البرنامج لأنه البرنامج ينفذ بناءً على احتياج محدد لمنشآت القطاع الخاص من الكوادر البشرية.
هناك من يشكك في مستوى التدريب المقدم من خلال الكليات والمعاهد التقنية لتأهيل الشباب.. ما ردكم؟
التجربة خير برهان وعلى من يشكك في كفاءة التدريب الذي تقدمه الكليات والمعاهد التقنية زيارة ورش ومعامل التدريب المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، ليجد أن عدداً كبيراً من متدربي بعض المعاهد وقعوا عقود توظيفهم في الشركات وهم لم يتخرجوا بعد، وكي يتعرفوا أيضاً على مستوى وجودة الخريجين والمهارات التي اكتسبوها خلال فترة تدريبهم، ما جعل حصولهم على فرص عمل مناسبة أمراً ليس بالصعب حيث إنه حسب البيانات المسحية فإن 93.5 في المائة من خريجي المؤسسة التحقوا بفرص عمل في أول أيام تخرجهم والبقية يكملون دراستهم أو يزاولون العمل الحر.
أخيرا ما نصيحتك للشباب الراغب في العمل في قطاع الاتصالات؟
الحمد لله رب العالمين فإن القيادة الحكيمة -يحفظها الله - في هذا البلد المعطاء قدمت كل الدعم لأبناء وبنات الوطن لتعليمهم وتدريبهم وفق أعلى المستويات للحصول على فرص عمل مناسبة ويسهمون في بناء ورفعة هذا الوطن الغالي، وأقول لهم "التدريب متوافر لكن إرادة العمل عليكم"، فنحن في المؤسسة سنوفر لكم التدريب والتأهيل مجاناً، ووزارة العمل ستطبق الأنظمة التي تسهم في توظيفكم وتهيئة الفرص لكم، وسيعمل صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف" على دعم القطاع الخاص لتوظيفكم، وسيقدم لكم "ريادة" الدعم لافتتاح مشاريعكم الريادية بهذا القطاع.
والكرة خلال الفترة المقبلة ستكون في ملعبكم وأثق أن كل أفراد المجتمع سيقدمون كل سبل الدعم لتحفيزكم على ملء فرص العمل الموجودة بقطاع الاتصالات، وأتمنى لكم التوفيق والنجاح.