«شيفرون»: فناء «الذهب الأسود» مجرد أكذوبة .. الاستكشافات ستظل قوية
في الوقت الذي يعتبر فيه البعض أن تهاوي أسعار النفط الخام يعد انتهاء لعصر الذهب الأسود، تمتلك شركات النفط الدولية رؤية مغايرة تقوم على التفاؤل والثقة في مستقبل أفضل لصناعة النفط في العالم ولا ترى ما يحدث حاليا في السوق إلا في إطاره الطبيعي كأحد الموجات السعرية الطبيعية.
وتؤكد الشركات أن حالة الانزعاج في السوق غير مبررة، وأن السوق بدأ في استعادة توازنه وسيلقى دعما كبيرا وواسعا من توافق المنتجين المتوقع على قضية تجميد الإنتاج خلال الاجتماع المرتقب لهم في الدوحة في 17 نيسان (أبريل) المقبل، وسيرسخ أول بداية عملية جماعية للسيطرة على فائض المعروض النفطي.
ويرى المستثمرون والشركات في المنتجات النفطية، خاصة البتروكيماويات والغاز الطبيعي المسال فرصا كبيرة لتطوير مستقبل الصناعة مع ضرورة الأخذ باستراتيجيات إنتاج تتمتع بالمرونة والتركيز على مستقبل الصناعة.
وأكدت بيانات صادرة عن شركة "شيفرون" العالمية للطاقة نشرها تقرير دوري داخلي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن النفط والغاز الطبيعي سيظلان من مصادر الوقود الرئيسة والمهمة في العالم لعقود مقبلة، مشيرا إلى أنهما ليسا مجرد مصادر للطاقة بل إن استخداماتهما متنوعة وعديدة في كثير من المجالات.
وأشار التقرير إلى أن كثيرا من المنتجات التي نستخدمها في الحياة اليومية تأتى من النفط والغاز مثل البلاستيك والأسمدة وأشياء أخرى من هذه النوعية، وهو ما يجعلنا على ثقة تامة بأن الطلب على منتجات النفط والغاز سوف يبقى قويا على المديين المتوسط والطويل وأن من يتحدثون عن فناء "الذهب الأسود" بعيدون كل البعد عن الواقع والأمر مجرد خرافة أو أكذوبة.
وأضاف التقرير أن احتياطيات واستكشافات النفط ستظل قوية ومستمرة حيث توجد كميات هائلة من النفط والغاز في الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا ما يمكّن المنتجين من تحقيق طفرات إنتاجية لو رغبوا في ذلك ولدينا بالفعل العديد من المشروعات النفطية المهمة القابلة للتطوير والنمو، التي يمكن أن تحقق الكثير.
وفيما يتعلق بمناخ الاستثمارات النفطية الحالي، أكد تقرير "أوبك" أنه على الرغم من حقيقة أن السوق حاليا يشهد تغيرات سريعة وجذرية على المدى القصير إلا أن الشركات النفطية الدولية تتعامل مع الأمر بسياسات استراتيجية واعية غير منزعجة من هذه الظروف غير المواتية بل تركز على المستقبل وتتبنى نظرة طويلة الأجل لعملياتها.
وقال التقرير إن الفترة الراهنة صعبة بكل المقاييس على جميع أطراف صناعة النفط، خاصة على الاستثمارات ولكن ذوي الخبرة في السوق يدركون أن الأمر طبيعي وخلال العقود القليلة الماضية خاض السوق خمس دورات وموجات سعرية ضعيفة أشبه بالظروف الحالية وربما أكثر صعوبة منها.
ونقل التقرير عن مسؤولين في "شيفرون" أن تبدل أوضاع السوق بين ارتفاع وانخفاض ليس شيئا جديدا بالنسبة للاستثمارات ولذا يلجأ الجميع إلى التركيز على منظور طويل الأجل للصناعة والى تقييم واختبارات مستمرة فيما يخص استراتيجيات التنمية وبحث مستقبل المشروعات في ظل سيناريوهات مختلفة للأسعار في السوق.
وبحسب التقرير فإن دراسة البدائل وتنوع استراتيجيات العمل يؤدى إلى توافر قدر أكبر من الثقة حول مستقبل آمن لصناعة النفط، وبشكل أكثر تحديدا، استعرض التقرير واقع ومستقبل الإنتاج في إحدى الدول الأعضاء في منظمة "أوبك" وهي أنجولا التي تمثل الدول الأعضاء الأقل نموا ولكنها تتمتع بفرص استثمارية واسعة وبرغبة كبيرة من الشركات الدولية لزيادة الاستثمارات بها.
ويلفت التقرير إلى أن "شيفرون" من أنشط الشركات وأهمها في سوق أنجولا التي تتطلع إلى مستقبل أفضل وأجود في هذا السوق خاصة أن الشركة لها تاريخ طويل من العمل في أنجولا يتجاوز 60 عاما، مشيرا إلى عزم "شيفرون" تعزيز وجودها في إفريقيا بشكل عام ومستمر وتطوير الموارد الطبيعية في أنجولا بصفة خاصة.
وأوضح التقرير أنه على مدى العقود الستة الماضية أقامت "شيفرون" علاقة وطيدة مع الشعب في أنجولا من خلال التزامها الكامل بالعمل على تنمية القوى العاملة وتعزيز السلامة وزيادة الاستثمار ونقل وتطوير التكنولوجيا.
وتتوقع شيفرون – من هذا المنطلق – أن تستمر علاقة الشراكة والتعاون في المستقبل مع أنجولا ودول القارة السمراء حيث تتجاوز الاستثمارات في مشروعات النفط والغاز إلى تقديم مساعدات قوية فيما يتعلق بتطوير وتحسين القدرات البشرية في أنجولا.
وحول فرص الاستثمار في المستقبل، أوضح التقرير أن هناك حالة قوية من التفاؤل حيث تعتبر "شيفرون" أن هناك عديدا من الفرص بانتظارها في كل دول العالم في قطاع النفط والغاز، كما تتوقع أن تتسع مستويات شراكاتها مع عديد من الدول خاصة في إفريقيا وآسيا.
وذكر التقرير أن مهمة "شيفرون" الرئيسية في أنجولا هي العمل والتعاون مع شركة النفط الوطنية سونانجول للمساعدة في تطوير صناعة النفط والغاز الطبيعي في البلاد وفي الوقت نفسه لدى "شيفرون" مسؤولية كبيرة لتطوير الطاقة البشرية فيها بهدف خدمة المجتمعات التي تعمل فيها ومن أجل تحقيق بيئة آمنة ومتوافقة مع المعايير البيئية.
وأشار التقرير إلى أن استمرار نجاح "شيفرون" في أنجولا يتطلب التوسع في التقنيات والاستثمارات الجديدة والتعاون الجيد بين الحكومة والشركة الوطنية للطاقة "سونانجول" موضحا أن العمل معا سيجلب بالفعل منافع اقتصادية لجميع الأطراف ويؤدى إلى ازدهار الصناعة والى التوسع في سوق أنجولا وفي عديد من دول الجوار.
وقال التقرير إن دول الإنتاج لا يجب أن يقتصر نشاطها على الإنتاج التقليدي من النفط الخام والغاز بل البناء على النجاحات السابقة والتركيز في الفترة المقبلة بصفة خاصة على مشروعات الغاز الطبيعي المسال الواعدة، التي يجب أن تلعب دورا أكثر أهمية في منظومة الطاقة في العالم.
وأضاف التقرير أن "شيفرون" تركز على مشروعات الغاز الطبيعي المسال خاصة في أنجولا، التي ترى أنها يمكن أن تحقق كثيرا من النجاحات في هذا المجال، مشيرة إلى أن مشروع الغاز الطبيعي المسال الرئيسي في أنجولا طال انتظاره وهو على وشك أن يبدأ تشغيله بالكامل مرة أخرى بعد تجاوز تداعيات ضعف السوق التي حدثت في عام 2014.
وتوقع التقرير إمداد المصانع بالغاز قريبا وتصدير أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال في الربع الثاني من العام الجاري، مشددا على فوائد تطوير موارد الغاز في أنجولا ودول "أوبك" ودول الإنتاج بشكل عام، مشيرا إلى أنه لفترة طويلة من الوقت، كان ينظر إلى هذا الوقود المهم بأنه لا قيمة له في أنجولا على الرغم من أن موارد الغاز متوافرة في البلاد على نحو واسع ما يسهل إقامة العديد من مشروعات الغاز الطبيعي المسال.
وبحسب التقرير فإن هذه النوعية من المشروعات أصبحت ضرورية للغاية في ضوء رغبة المجتمع الدولي في تقليل المخاوف البيئية منوها إلى أهمية عدم إهدار الغاز المصاحب لعمليات التنقيب عن النفط، التي كانت تتبخر في السابق دون أي استفادة أو استغلال بينما من السهل واقعيا أن يتم تحويلها إلى غاز مسال وتصديره كما يمكن الاستفادة أيضا من بعض المنتجات والغازات الأخرى المصاحبة مثل غاز البوتان الذي يستخدم في الطهي وفي البتروكيماويات. من ناحية أخرى، أكد تقرير"أوبك" أنه في السنوات الأخيرة كانت كازاخستان إحدى أهم دول آسيا الوسطى وأحد أهم الاقتصادات الأسرع في النمو في العالم، ومع ذلك، فإن الـ 12 شهرا الماضية شهدت انكماشا اقتصاديا واسعا في هذه الدولة البارزة بسبب تراجع أسعار الخام، ما دفع الحكومة إلى تقديم خطط لتنشيط الاقتصاد مع تدابير منهجية تستهدف إلى تحفيز النمو، مشيرا إلى أن الآمال الحقيقية لخروج كازاخستان من الركود الاقتصادي تتعلق ببدء الإنتاج من حقل النفط العملاق كاشاجان في عام 2017.
على صعيد أسعار الخام، شهد ختام نهاية الأسبوع المنصرم انخفاضا في أسعار العقود الآجلة للنفط الخام عند التسوية بعد ارتفاع عدد المنصات النفطية العاملة في الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ كانون الأول (ديسمبر) فيما جدد المخاوف بشأن تخمة المعروض بعدما ساعدت مقترحات بتجميد الإنتاج السوق على الصعود لأعلى مستوياتها في 2016 وتحقيق مكاسب على مدى عدة أسابيع.
وبحسب "رويترز"، فقد انخفضت العقود الآجلة للنفط الأمريكي 76 سنتا أو 1.89 في المائة عند التسوية إلى 39.44 دولار للبرميل بعدما ارتفعت دولارا إلى أعلى مستوى هذا العام عند 41.20 دولار للبرميل. وتراجعت أيضا العقود الآجلة لبرنت 34 سنتا أو 0.82 في المائة إلى 41.20 دولار للبرميل عند التسوية بعدما صعدت أيضا دولارا لأعلى مستوى في 2016 عند 42.54 دولار للبرميل.
وبرغم الهبوط فقد سجل النفط مكاسب على مدى عدة أسابيع حيث ارتفع برنت للأسبوع الرابع على التوالي وصعد الخام الأمريكي أيضا للأسبوع الخامس، وزاد كل منهما بنحو 2 في المائة هذا الأسبوع.
وقالت شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية إن شركات الطاقة الأمريكية زادت عدد منصات النفط العاملة بواقع منصة واحدة هذا الأسبوع بعدما خفضت العدد 12 أسبوعا على التوالي.
وأفادت شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية في تقريرها الذي يحظى بمتابعة واسعة بأن العدد الإجمالي للمنصات العاملة ارتفع إلى 387 في الأسبوع الذي ينتهي في 18 من آذار (مارس)، وبلغ عدد المنصات في الأسبوع المقابل من العام الماضي 825 منصة عاملة.
وأوقفت الشركات 963 منصة إجمالا عن العمل في 2015 وهو أكبر خفض سنوي في العدد منذ 1988 على الأقل، وقبل الأسبوع المنصرم خفضت الشركات العدد بمتوسط 15 منصة أسبوعيا هذا العام.
ويتوقع محللون أن يهبط عدد المنصات العاملة لأدنى مستوى له في غضون بضعة أشهر قبل أن يتعافى لاحقا خلال العام حيث يتوقعون ارتفاع أسعار الخام، وتشير الزيادة التي شهدها الأسبوع الحالي في عدد المنصات إلى أن بعض المنتجين على الأقل مستعدون لاستئناف الإنتاج على أمل تعافي الأسعار في المستقبل.
وفي خامس زيادة أسبوعية على التوالي، أفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بأن مخزونات الخام في البلاد زادت بمقدار 1.3 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 11 آذار (مارس)، أقل من التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع بمقدار 2.9 مليون برميل، إلى إجمالي 522 مليون برميل، وهو مستوى قياسي جديد على حسب البيانات التاريخية للإدارة.
ووفقا لتقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية فقد انخفض إنتاج النفط في الولايات المتحدة بمقدار عشرة آلاف برميل يوميا الأسبوع الماضي إلى إجمالي 9.07 مليون برميل يوميا، وهو أدنى مستوى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2014.
ويعود هذا الانخفاض إلى استمرار قيام كبرى الشركات العاملة في حقول النفط الأمريكية بخفض النفقات وتقليص عمليات الحفر والتنقيب، نظرا لارتفاع تكلفة استخراج النفط الصخري مقارنة بالأسعار الحالية للخام في الأسواق العالمية.