تقييم تجربة «الصناعة المالية الإسلامية» خلال 40 عاما في المدينة المنورة
أكد لـ "الاقتصادية" الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة رئيس مجلس أمناء هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية "أيوفي" أن كل دول الخليج مهيأة لتنويع مصادر الدخل، واصفا إياها بأنها دول فتية خاصة في هذه المرحلة، مشيرا إلى ارتفاع الواردات في دول الخليج، ضاربا مثلا على ذلك بارتفاع الواردات الزراعية لدول للخليج إلى 30 مليار دولار، قائلا: يمكن تخفيض الواردات في هذا القطاع وغيره من القطاعات الأخرى الصناعية والتجارية والتعليم والصحة وغيرها.
وأوضح آل خليفة عندما تبدأ الدول والمؤسسات في اتخاذ قرارات بشأن تنويع مصادر الدخل واتخاذ قرارات بشأنها هنا يأتي دور مؤسستنا، لنقوم بطرحه للمناقشة وكيفية تنميته.
وأضاف أن الأزمة العالمية الحالية تشمل جميع الدول التي نتجت عن وجود تعاملات لا تدخل في الإنتاج والثاني تراجع التجارة العالمية وقد أدت إلى الانخفاض على الطلب وزيادة المخزون من السلع ومن ثم انخفاض الأسعار وتراجع الأرباح.
وأعرب آل خليفة، الذي شغل منصب وزير الإسكان في البحرين سابقا عن أمله بعودة القطاع التجاري للنشاط وزيادة الإنتاج وارتفاع معدلات الاستهلاك، قائلا: "إن المسألة الآن في العرض والطلب، مشيرا إلى أنه عندما تنخفض التمويلات المصرفية تتراجع التنمية. وأكد أن المؤسسات المالية الإسلامية في أمان، ودعا إلى الاتجاه للمشاريع التجارية.
وقال إن الاعتماد على تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة لم يكن خيارا معولا عليها كثيرا لقيادة الاقتصاديات، مدللا على ذلك بقرار البنك المركزي في السودان بأن يكون 12 في المائة للتمويل للمنشآت الصغيرة.
وطالب دول الخليج لرفع نسب تمويل المنشآت الصغيرة قائلا: "إن النشاط الاقتصادي في السعودية عال. وأكد على أهمية الاستفادة منه وزيادة وتيرته".
وعقدت هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية "أيوفي" في الرياض أمس مؤتمرا صحافيا أعلنت خلاله رسميا عن إقامة مؤتمر أيوفي العالمي في عامها الخامس والعشرين، تحت عنوان: "الصناعة المالية الإسلامية بعد 40 عاما، تقييم التجربة واستشراف المستقبل"، الذي ستنعقد فعالياته في المدينة المنورة يومي الأربعاء والخميس 27 - 28 رجب 1437هـ الموافق 4 أيار (مايو) المقبل وذلك بدعم إمارة منطقة المدينة المنورة، وتحت رعاية شخصية من الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، وبرعاية رسمية من هيئة السوق المالية.
وقال آل خليفة: "بعد ربع قرن من العطاء، وتتويجا لخبرة أيوفي العريقة كأول منظمة دولية مهنية مستقلة غير ربحية في الصناعة المالية الإسلامية تُعنى بإصدار المعايير، وإقامة المؤتمرات الدولية المتخصصة؛ فقد رغبت أيوفي لأن تتشرف بأن تقيم مؤتمرا دوليا في المالية والاقتصاد الإسلامي في المدينة المنورة؛ فتوجت هذه الرغبة بموافقة من المقام السامي لإقامة هذا المؤتمر، الذي سيتحدث فيه ويحضره نخبة من كبار المسؤولين وقادة الفكر والرأي والعلماء والمختصين في الصناعة المالية الإسلامية من مختلف أنحاء العالم".
وقال الدكتور حامد بن حسن ميرة الأمين العام لأيوفي: "بعد مضي أربعة عقود على البداية العملية للصناعة المالية الإسلامية كان من الأهمية بمكان أن تقف "أيوفي" برصيد خبرتها، ومصداقيتها، لأن تقود مبادرة يتم من خلالها تدوين تاريخ الصناعة المالية الإسلامية وتقييم التجربة واستجلاء نقاط القوة لتعزيزها، وجوانب الضعف والإخفاق لمعالجتها، وبناء على ذلك يتم استشراف المستقبل. وعليه فسيشتمل جدول أعمال المؤتمر على محاور في غاية الأهمية - سيثريها مجموعة من أبرز العلماء والمختصين -، من بينها: عقد جلسات حوارية مع رواد هذه الصناعة الأوائل الذين كانت لهم بصماتهم المميزة في نقل هذه الصناعة من مجرد خواطر وآمال، إلى واقع عظيم ينمو بنسب تفوق أغلب القطاعات المالية والاقتصادية حول العالم، تهدف إلى توثيق البدايات، وتقييم الواقع واستشراف المستقبل بعيون هؤلاء الرواد الأوائل، كما تستهدف حفظ هذا الرصيد التاريخي المهم قبل الفوات، وستأخذ هذه الجلسات طابع الحوار المباشر مع الضيوف ضمن عناوين محددة سلفا مع فتح مجال حوار الجمهور المباشر مع هؤلاء الرواد. كما ستُعقد عدة جلسات علمية متخصصة لمناقشة موضوعات تهم الشرائح المختلفة في الصناعة المالية الإسلامية، ومنها: تقييم دور الصناعة المالية الإسلامية في دعم أسواق رأس المال وتطوير أدائها خصوصا وفي النمو الاقتصادي عموما، وتقييم تطور الالتزام الشرعي في الصناعة المالية الإسلامية خلال أربعين عاما، إضافة إلى مناقشة عميقة لموضوع: (الشركات الوقفية) فقها وقانونا ودورها العملي في تنمية الأوقاف وتعظيم نفعها، وكذلك تقييم دور المالية الإسلامية في دعم وتطوير الصناعات فائقة الصغر والصغيرة والمتوسطة، وكيفية نقل الصناعة المالية الإسلامية من قطاع محدود إلى صناعة كاملة الأركان من خلال استجلاء واقع الصناعة المالية الإسلامية حول العالم ومعدلات اختراقها للأسواق (Penetration Rates)، وصولا إلى متطلبات النهوض بالمالية الإسلامية وتحولها إلى صناعة متكاملة الأركان، وغير ذلك من المحاور". كما أشاد بالدور والدعم الكبير الذي قدمته ولا تزال إمارة منطقة المدينة المنورة وهيئة السوق المالية لإقامة هذا المؤتمر وإنجاحه، وجعله حدثا علميا ومهنيا متميزا على الصعيد العالمي.