وكالة "إعلان" الشعر!

وكالة "إعلان" الشعر!

رغم توهجها وتفردها في "التخصص" الإخباري، وتفوقها الحالي في تغطية جوانب كثيرة ناقصة في عالم الشعر العربي من المحيط إلى الخليج، إلا أن "وكالة أنباء الشعر" تظل كيانا اعتباريا يخضع لتوجهات الأشخاص الذين يعملون فيها، وهذا ما يسمح لـ "المصلحة" بالتدخل أحيانا لا نتمناها كقراء متابعين لهذا العمل الإعلامي المحترم في أحيان أخرى.
الوكالة تقدم أخبارها بحرفية لا ينكرها متابع، ولها كل الحق في قبول تعاونات إعلانية/إعلامية مع منشآت أخرى كهيئة أبو ظبي للثقافة والإعلام، بإبراز أخبارها وحضور مناسباتها، كما هو حال أغلب المنشآت الإعلامية، إلا أن "الآراء" التي تقدمها الوكالة من خلال موادها المتعددة، لا يجب أن تنصب في صالح "المعلن" على حساب "المهنية"، نعم "الرأي" مطلوب للمنشأة الإعلامية، إلا أنه يجب أن يتسم بالحياد غير المحسوب على جهة ضد أخرى، أو "التطبيل" لجهة ضد أخرى غير "معلنة"!
طالعتنا الوكالة التي لم نكن لنتابعها لو لم تكن مهمة وذات ثقل إعلامي، بأحد الآراء غير المحسوبة على اسم معين، برأي "مطبل" لهيئة أبو ظبي للتراث والثقافة، ولم يكتف "الرأي المحسوب" بذلك، بل تجاوزه إلى اتهام كل برنامج يأتي بعد "شاعر المليون" بالتزييف! رغم أن هذا "التزييف" لم يخرج إلى النور حتى الآن؟ ولم نر شكله ولا ملامحه ولا حتى تعامل لجنة تحكيمه مع الشعر والشعراء؟ لِمَ العجلة؟ ربما ستكون لجنة تعتمد في تقييمها وتقويمها على "صح الله لسانك" و"فالك المليون" و"قصيدتك جزلة" و"قوموا صفقوا"! أو ربما يكون الإخوة القادمون ببرامج "تزييف" جديدة "معلنين دسمين".. لِمَ العجلة وخسارة معلنين كُثر والسوق "تشيل"؟ التساؤل الأخير قد يكون ثقيل الظل، فالكل يعرف أنه لا يوجد "دفيَّعة" مثل من يقفون وراء هيئة أبوظبي للتراث والثقافة، اللهم ثبتهم على الخير والدفع وفتح المجال للـ SMS المشبع بحسٍ قبلي عال! عقبال ما يرزق الله "الكادحين" بوكالة متخصصة للإعلان والإعلام المتخصص بالشعر والشعراء، ويرزقهم بـ"هيئة" مدعومة دعما "مبرحا"!
وبما أننا نتحدث عن "الدعم"، يجب أن ننوه إلى تعاقد الوكالة مع رسام الكاريكاتير السعودي "فهد الجبيري"، الذي ورغم فرحنا بتعاقده معهم وحضوره في مكان كوكالة الشعر، إلا أننا أحبطنا كثيرا ونحن نرى أول رسوماته "مدفوعة" دفعا لصالح المعلن نفسه، وهو برنامج "شاعر المليون" المُتبنى من هيئة أبو ظبي للتراث والثقافة! صدقونا يا "جماعة الخير" متى ما ارتبط الإبداع بـ"الفلوس" بمثل هذه الطريقة، سار بأصحابه إلى الهاوية!
ي. ك

الأكثر قراءة