الرياض وأنقرة.. 87 عاما من الصداقة والعلاقات المتميزة
يعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وتركيا إلى عام 1929م إثر توقيع اتفاقية الصداقة والتعاون بين البلدين في العام السابق له. وقد أرست الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين قواعد هذه العلاقة ودعمتها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية كافة.
ففي المجال السياسي تتسم مواقف البلدين بالتنسيق والتشاور وتبادل الآراء فيما يخص القضايا التي تهم البلدين وتخدم مصالح الأمة الإسلامية سواء عن طريق الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين أو داخل الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية.
#2#
وقد أولى البلدان بوصفهما جزءا لا يتجزأ من الأمة الإسلامية قضاياها جل اهتمامهما من منطلق إيمانهما بعدالة هذه القضايا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وما يقومان به من جهود مكثفة لنصرة الشعب الفلسطيني وللوصول إلى تسوية عادلة للنزاع العربي الإسرائيلي، وكذلك دورهما الفاعل في منظمة التعاون الإسلامي لكل ما فيه خدمة الإسلام والمسلمين.
ويتفق موقف البلدين في مواجهة آفة الإرهاب بكل صوره وأشكاله ويدعوان دائما إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وقد سجلت الزيارات المتبادلة بين القيادتين السعودية والتركية دليلا ساطعا على قوة العلاقات ومتانة وشائجها، وشهدت التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين في مختلف المجالات.
ففي إطار الزيارات المتبادلة بين الجانبين استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حينما كان وليا للعهد ـ في 27 يناير 2013م في الرياض البروفيسور أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي والوفد المرافق له.
كما قام في 21 مايو 2013م ـ حين كان وليا للعهد ـ بزيارة رسمية لتركيا التقى خلالها بالرئيس عبدالله غول رئيس تركيا السابق وعقدا اجتماعا استعرضا فيه العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في مختلف المجالات، وحضرا توقيع اتفاقية التعاون الصناعي الدفاعي بين البلدين التي وقعها من الجانب السعودي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ومن الجانب التركي البروفيسور أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي.
وفي اليوم نفسه اجتمع في أنقرة بوزير الدفاع التركي عصمت يلماز، وبوزير الخارجية التركي كل على حدة.
وفي 12 رجب 1434هـ الموافق 22 مايو 2013م قام خادم الحرمين الشريفين ـ ولي العهد آنذاك ـ بزيارة لرئيس الوزراء التركي ـ آنذاك ـ رجب طيب أردوغان في مقر رئاسة الوزراء في أنقرة وعقدا اجتماعا بحثا خلاله عددا من الموضوعات.
وفي 2 مارس 2015م عقد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصره بالرياض جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس تركيا جرى خلالها مناقشة آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات إضافة إلى بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك ومجمل الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.
وفي 17 يونيو 2015م استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مكتبه بقصر السلام في جدة وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو والوفد المرافق له.
وفي 12 نوفمبر 2015م وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى تركيا على رأس وفد المملكة للمشاركة في قمة قادة دول مجموعة العشرين التي عقدت بمدينة أنطاليا حيث التقى ـ أيده الله ـ خلال القمة بفخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزعماء دول مجموعة العشرين.
وفي 15 نوفمبر 2015م التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في أنطاليا رئيس وزراء تركيا البروفيسور أحمد داوود أوغلو على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين.
وفي 29 ديسمبر 2015م استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر اليمامة بالرياض الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس تركيا وعقدا جلسة مباحثات رسمية جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية وبحث آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين إضافة إلى مناقشة تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.
وقد شهد التعاون بين المملكة وتركيا في المجال الاقتصادي منذ توقيع اتفاقية التعاون التجاري والاقتصادي والفني عام 1973م تطورا ونموا مستمرا ارتفع معه حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مستوى كبير. وتشكلت على ضوء الاتفاقية لجنة سعودية تركية مشتركة.
وأعلنت الحكومتان عن العزم الأكيد على توثيق العلاقات الاقتصادية وعقدتا مجموعة من الاتفاقيات الثنائية شكلت الإطار القانوني المناسب لهذه العلاقات.
وتمثل التطور في العلاقات الاقتصادية في تبادل الزيارات والمعارض وإنشاء الشركات المشتركة وارتفاع مستوى التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين.
وفي المجال الثقافي تأكدت الرغبة المشتركة للبلدين في التعاون الثقافي وتبادل الزيارات من خلال اتفاقية التعاون الثقافي الموقعة عام 1976م وإقامة الأيام الثقافية السعودية في تركيا التي تضمنت صورا حية لواقع المملكة الثقافي والأدبي والفني تجسدت من خلال المعارض والمحاضرات والأمسيات والحفلات والعروض الفنية.
وأعطت الأيام الثقافية السعودية في تركيا انطباعا جيدا عن الثقافة السعودية وتركت صورة طيبة للغاية عن السمات المشتركة لشعبين مسلمين يلتقيان في عدة عناصر منها الدين والتاريخ والمصير المشترك وكانت نقطة انطلاق لتعزيز وتنشيط وتعميق التبادل الثقافي بين البلدين الشقيقين.
ويفد إلى المملكة سنويا أكثر من مائتين وخمسين ألف تركي لأداء مناسك الحج والعمرة وتستضيف المملكة نحو مائة ألف تركي يعملون في مختلف المجالات ويشاركون في تنمية الوطن وإعماره.