عضوا «شورى»: زيارة خادم الحرمين لتركيا تحقق مصالح استراتيجية وتدعم «التحالف الإسلامي»

عضوا «شورى»: زيارة خادم الحرمين لتركيا تحقق مصالح استراتيجية وتدعم «التحالف الإسلامي»

قال عضوان من مجلس الشورى ومختصون في الشأن السياسي إن زيارة الملك سلمان لتركيا، جاءت لتأكد عمق العلاقات الثنائية التاريخية، وتهدف لتحقيق مصالح استراتيجية بين البلدين، وتعضد التحالف الإسلامي الذي تقوده السعودية حالياً، مشددين على دلالات تلك الزيارة الإيجابية في دعم العلاقات الاستراتيجية في المنطقة التي تواجه عدة أزمات وصراعات جيوسياسية.
وأوضح لـ"الاقتصادية" الدكتور عيسى الغيث، عضو مجلس الشورى، أن زيارة الملك سلمان لتركيا تهدف لتحقيق مصالح استراتيجية مشتركة بين البلدين، بعد أن تكللت زيارته لمصر بالنجاح، لافتا إلى أن الزيارة الأخيرة لمصر جنى منها الجانب المصري مكاسب متعددة، وحقق الجانب السعودي مكاسب تتمثل في استعادة الجزيرتين السعوديتين، كما أن الاتفاقيات، التي وقعها الجانبان تصب في مصلحة الدولتين والأمة الإسلامية والعربية بالنفع وعلى رأسها الحكومة السعودية ودول الخليج، الأمر الذي يجعل هذه الزيارات تؤكد العمق السعودي في المنطقة وأن السعودية أصبحت قائدة القرار العربي والإسلامي وليس فقط الخليجي.
وأضاف أن انتقال خادم الحرمين من مصر إلى تركيا مباشرة يدل على قوة ونشاط المملكة على الصعيد السياسي الإقليمي، إذ استطاعت المملكة وحدها خلال أقل من عام أن تقود المبادرة الإسلامية للتوحد، وكذلك شن عاصفة الحزم على المعتدين من القوات الدولية، التي تطمح لتدمير المنطقة.
وأشار إلى أن مكانة تركيا الإسلامية كبيرة، حيث إنها تضم عددا كبيرا من المسلمين، ويشكل المسلمون السنة من إجمالي الشعب نحو 95 في المائة، وهذه الزيارة تأتي تأكيدا على التحالف والتعاون الاستراتيجي بين البلدين، ولا سيما أن المنطقة بأكملها ستشعر بأهمية هذا التحالف، ليعرف العالم أن السعودية ودول الخليج ليسوا أعداء لأي من دول الجوار، إنما عودوا من قبل بعد الدول المجاورة التي تحاول تحريك خلايا الطائفية والفتنة لتقسيم المنطقة وإشاعة الحروب والخراب فيها، لتأتي عاصفة الحزم والاتحاد الإسلامي من بعده ليوحد المنطقة على قلب رجل واحد.
وأبان أن حرص المملكة على تقوية العلاقات الثنائية والاستراتيجية بين تركيا ومصر يأتي من استشعار القيادة لثقل مصر الاستراتيجي بين الدول الإسلامية والعربية في إفريقيا، وتقل تركيا كدولة إسلامية بين أوروبا وآسيا، والسعودية كقوة دينية وسياسية واقتصادية بالتحالف مع دول الخليج.
من جهته، ذكر الدكتور صدقة فاضل، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز وعضو مجلس الشورى أن زيارة الملك سلمان لتركيا تعكس مدى حرص المملكة على التضامن والتحالف، فيما بين الدول العربية والإسلامية في المنطقة، لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية والإسلامية في المرحلة الراهنة، التي تشمل تحدي الإرهاب والتطرف وتفتيت الوحدة الوطنية.
وتوقع فاضل أن تنتهي الزيارة بتحقيق عدد من المكاسب السياسية والاقتصادية التي ستصب في مصلحة واهتمام البلدين، فيما يتعلق بالتبادل التجاري وزيادة قنوات التواصل السياحي وغيره من المجالات ذات العلاقة.
كما لفت الدكتور خالد باطرفي أستاذ العلوم السياسية في جامعة الفيصل والمحلل السياسي، أن عمر العلاقات السعودية التركية قديم جدا، وتعتمد على الأخوة والتبادل التجاري والثقافي، وتحرص المملكة دائما على تقوية تلك العلاقات لضمان استقرار الأوضاع في المنطقة والاتحاد لمواجهة التحديات المحيطة بها.
وبين باطرفي أن عدد الشركات التركية العاملة في المملكة كبير، حيث إن قطاع الإنشاءات التركي يعمل على تنفيذ مشاريع عمرانية كثيرة وعملاقة كان آخرها مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، كما شهدت الفترة القليلة الماضية دخول عدد من شركات المقاولات لتشييد وحدات سكنية بالمملكة.
وتابع: "تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان تتويجا للعلاقات الثنائية وتأكيدا على دور البلدين بمعية مصر التي سبق أن زارها الملك خلال الأيام القليلة الماضية، على الوقوف في وجه الإرهاب وتفكيك المجتمع الإسلامي، وتأكيدا على دور التحالف الذي تقوده المملكة".

الأكثر قراءة