80 % من مستفيدي «البيت العائلي» سعوديون .. والخدمات المقدمة مجانا
في خطوة للمحافظة على الروابط الاجتماعية والأسرية ودعم تماسك العائلة، وتعزيز الجانب النفسي بين النزلاء في الإصلاحيات وأسرهم، جاءت فكرة "البيت العائلي" الذي تشرف عليه المديرية العامة للسجون، التي تطبق في عدد من الإصلاحيات في السعودية.
بهذه الرؤية استقبل "الاقتصادية" مسؤولو البيت العائلي على بوابة إصلاحية "الملز"، حيث أكدوا أنه يهدف إلى تقوية وزيادة أواصر الصلة والتواصل بين النزيل وأسرته، وربط السجين بمجتمعه، ومساعدة النزيل على التكيف والاندماج في حياته الأسرية والمجتمعية.
خدمات فندقية
ورصدت "الاقتصادية" خلال جولة لها في "البيت العائلي" في إصلاحية الملز - وسط العاصمة الرياض - استمرت لثلاث ساعات، دقة التصاميم والفخامة التي اتضحت على البيت المكون من 13 جناحاً راقياً، وكأنك في أحد الشقق الفندقية، حيث تستقبل أسرة النزيل في البيت لمدة تقارب الخمس ساعات، في جناح مكون من غرفة نوم، وصالة، ومطبخ، ودورة مياه، مؤثثة بالكامل، وفق المواصفات الفندقية.
والجناح المعد للقاء النزيل بأسرته وأبنائه مجهز بكل اللوازم التي يحتاجون إليها من شاشة بلازما تحتوي على ثماني قنوات فضائية، منها ثلاث خاصة بالأطفال، إضافة إلى المشروبات والأطعمة الباردة والساخنة، مقدمة إدارة السجون مجاناً.
وأوضح مسؤولو "البيت العائلي" أو إن جاز تسميته "بالبيت الفندقي"، أن طلب النزلاء في الإصلاحية ازداد على "البيت العائلي"، خاصة بعد أن تم تجهيزه بشكل يراعي الخصوصية بين النزيل وأسرته، مشيرين إلى أن إجراءات استقبال زوجة النزيل وأبنائه لا تستغرق الخمس دقائق.
صالة ألعاب وقنوات للأطفال
وتنقلت "الاقتصادية" بين الأجنحة الـ 13 المخصصة للنزلاء وأسرهم، ورصدت تصاميم الممرات التي روعي فيها استخدام الألوان الهادئة التي تبعث الطمأنينة، حيث يتكون "البيت" من طابقين وصالة ألعاب لأطفال النزيل، إضافة إلى غرفة استقبال وأخرى للخدمات.
وخصصت المديرية العامة للسجون فريقا لإدارة "البيت العائلي" في الملز، مكونا من طاقم نسائي، وأربع موظفات، إضافة إلى خمس عاملات تتولى نظافة الأجنحة، وذلك مراعاة للخصوصية.
#2#
وقالت زعفران الحلوي مديرة "البيت العائلي" في إصلاحية الملز، "إن برنامج يوم "البيت العائلي" يسهم في التوافق الأسري بين نزلاء الإصلاحيات"، مشيرة إلى أن هذه الوحدات تم تجهيزها بكامل الخدمات المنزلية، حيث يستطيع النزيل الاجتماع بعائلته "الزوجة والأبناء" منذُ الصباح حتى المساء في وحدة من هذه الوحدات، التي تشتمل على غرفة نوم رئيسة ومطبخ وصالة ألعاب للأطفال ودورات مياه، وتقدم لهم الوجبات والمشروبات الباردة والساخنة مجانًا، وكذلك جميع المستلزمات الصحية ومستلزمات النظافة.
مفتوح لجميع النزلاء
وأوضحت أن العمل في "البيت العائلي" بشكله الجديد بدأ منذ شهر شوال العام الماضي، حيث استفاد منه كثير من النزلاء وأسرهم، مبينة أن الزيارات في "البيت العائلي" متاحة لجميع النزلاء وبمختلف القضايا، بشرط أن يكون أمضى النزيل سواء كان سعوديا أو مقيما ثلاثة أشهر داخل الإصلاحية، إضافة إلى خلوه من الملاحظات والمخالفات في الإصلاحية.
وأفادت الحلوي بأن الهدف من البرنامج توفير الأجواء المناسبة التي تساعد النزيل على تقويم سلوكه، للحفاظ على استمرار الروابط الأسرية بين النزيل وزوجته وأبنائه، مشيرة إلى أن 80 في المائة من الذين يستفيدون من البرنامج نزلاء سعوديون، والباقي من الأجانب، مبينة أن أصحاب قضايا القتل من النزلاء يأتون في مقدمة الذين يطلبون "البيت العائلي"، ثم نزلاء قضايا المخدرات، وغسل الأموال.
وكشفت عن توجه جديد للمديرية العامة للسجون يسمح بتخصيص هذه البيوت للأم والأخوات والإخوان دون العاشرة، وذلك بعد عيد الفطر المبارك من العام الحالي، لافتة إلى أنه توجد نية لزيادة وقت مكوث النزيل مع أسرته في البيت من الجزئي، إلى يوم كامل ومبيت.